دكتور محمد توفيق ممدوح الرفاعي يكتب.. غربة وطن
غريب أنا عن وطني
أأنا الغريب أم أنا فيه مغترب
فقدت فيه أثري
هل ضاع مني
لا أدري
أبحث عنه في ذاكرتي
وفي ثنايا أحلامي التائهة
وفي أحلام يقظتي
آه من ذاكرة اتعبها النسيان
ضاع مني أملي
وارتحلت بي قدمي
في مسارات الآلام العميقة
لتلقي بي على مفارق الطرق
على حافة الوديان السحيقة
تصرخ ذاتي من الأعماق
أناديكم أناجيكم أستصرخ ضمائركم
وسيبقى صدى صوتي يلاحقكم
أعيدوا لي وطني
أعيدوا لي حلمي
أعيدوا لي ذاكرتي
أعيدوا لي أملي
أعيدوني إلى مهد أحلامي
أعيدوني إلى وطني
فأنا من دون وطن وهم بلا كيان
ولا تاريخ يذكرني
ففي وطني سلامي وسكني ودفء أمي
مهد أملي وأحلامي
خذوني
ازرعوني شجيرة زيتون على الطرقات
أوعرائش ياسمين على الشرفات
انثروني حروفا في سماء محبته
وإجعلوا من جسدي أجراس كنائسه
ومآذن مساجده
قدموني قربانا في معبد قداسته
رتلوا صلاتكم وأنتم تقتسمون جسدي
وإجعلو من دمي وقود مشاعل كرامته
ليعود لي وطني
لا تدعوني غريبا في وطني
أعيدوا لي حلمي
أعيدوا لي أملي
أعيدوا لي وطني
فأنا منه وهو مني
أموت لتحيا يا وطني
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي