دكتور محمد صالح الإمام يكتب.. وعي الاختيار والأكفاء هم طريق الرخاء
نعم الأمراض ليست فَي الأجساد فقط؛ بل فيِ الأخلاق أيضا.. لذا إذا رأيت سيٌء الخلق فَادعُ لهُ بِالشفآء و احمد الله الذي عافاك ممآ ابتلاه ، فهو يتمتع بالمنصب ويتعضد بمن ولاه ، وذي الخلق يجني التحية والدعاء لمن رباه …. فالمسئولية الوطنية وحماية المواطنين من بعض وكلاء الوزارة ومديري الإدارات النوعية الذين احتلوا المناصب بدون وجه حق وبدون إعداد أخلاقي يناسب أمانة المنصب وقيمة ومكانة وطن ؛ هذه المسئولية يقع عاتقها علي الجهات الأمنية لأن الله اختصهم بعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله
حيث تعد الحراسة في سبيل الله من أعظم مراتب التكليف لو رسخت قيمتها في العقول لتحول أفراد الجهات الأمنية إلي أسود يفتكون بكل شهواني فاسد مخل في الإصلاحات ومضر بالاكفاء المصلحين ؛ وذلك لأن الحرّاس أهل اختصاص يرابطون الليل بالنهار لحماية المواطنين من المنحرفين والفاسدين وأصحاب الهوي، نعم الحراسة لتحقيق الأمن والأمان من أعلى الطاعات، وهي أفضل أنواع الرباط، وإذا جاز لي تجنيب أهل الدنيا – أهل الهوي ولهم معيشة ضنكا – و تقسيم من أسسوا لأنفسهم بأن الآخرة خير وأبقى إلي صنفان عاشا ويعيشا في روحانية الرحمن ألا وهما العلماء والحراس
فالعالم العابد المجاهد الباكي مع نفسه من خشية الله وإتقان ما ينجزه، وعزه قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، حيث حصر الخشية، فحصلت النسبة بين العينين: عين مجاهد مع النفس المطمئنة والإمارة بالسوء، وعين مجاهد مع الفاسدين والمرتشين، الأمل في الله وحده بأن يولي خيارنا أمورنا ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الباكين من خشيته، وأن يوفقنا لنكون من الحرّاس في سبيله.. وليعي الذين اختصهم الله بأمانة المصالح والتكليف بحسن الإختيار للأكفاء فهم طريق الرخاء ..