دكتور/محمد على الطوبجى....يكتب ثورة شعب يبحث عن حقه في الحياة
كل الحكومات الغربية ، جميعا وبلا استثناء ،مع اسرائيل تدعمها بلا قيد أو شرط ، وكل وسائل الاعلام الأمريكية والأوروبية تقف مع اسرائيل في عدوانها الهمجي علي غزة ولا تطالبها بالتوقف عن استخدام القوة المفرطة التي تدمر بها الأبراج السكنية الشاهقة بمن فيها بلا رحمة. وفور انفجار موجة الغضب الفلسطيني في غزة صباحا يوم امس ، سارعت الإدارة الأمريكية إلى إعلانها عن دعمها المطلق وغير المشروط لإسرائيل ولكل ما تنفذه من تدابير وإجراءات انتقامية ضد الفلسطينيين ممن حملتهم بالمسئولية الكاملة عن كل ما حدث ، َوجاء الرئيس الأمريكي بايدن ليحذر بشدة أي طرف ثالث من مغبة التدخل في هذه الحرب ، قاصدا به بطبيعة الحال حزب الله وإيران لإبقائهما بعيدا عن ما يحدث في غزة ، وذلك حتي لا تضطر اسرائيل للحرب على جبهتين كبيرتين في وقت واحد..، وحتي تتفرغ لحربها على الفلسطينيين بكل طاقة العنف المسلح المتاحة لديها كما اعتادت أن تفعل في كل مرة.. فاسرائيل تعتمد مبدأ الحرب الخاطفة التي يقوم فيها سلاحها الجوي بالدور الأساسي والأهم وذلك بالنظر إلى أن من الصعب عليها بحكم ظروفها الخاصة كدولة صغيرة تحمل أعباء وتكاليف حرب طويلة وممتدة.. وهي لذلك سوف تحاول أن تنهي حربها على حماس بأقصي سرعة ممكنة… وهو ما تحاول الإدارة الأمريكية أن تساعدها عليه بمحاولتها تضييق نطاق هذه الحرب بهذه التحذيرات المتشددة التي صدرت على لسان الرئيس الامريكي نفسه فور إندلاع القتال بين الطرفين. كل هذه التصريحات الداعمة لاسرائيل تتلاحق طول الوقت على السنة، القادة والرؤساء في كافة العواصم الغربية ، هذا بينما لا يأتي أحدا منهم على ذكر حق الفلسطينيين في الحياة الآدمية الكريمة والآمنة وكذلك حقهم في تقرير المصير كسائر شعوب العالم الحرة.. وهو ما لا مكان له في تصريحاتهم التي اعتادت أن تنظر إلى هذا النزاع بعين واحدة.. ولا يشغلها منه سوي أمن اسرائيل وسلامة شعبها….وهذه الرؤية الأحادية الضيقة هي ذروة العنصرية وازدواجية المعايير في المواقف والسياسات الامريكية والاوروبية. وأم المواقف العربية والاسلامية مما حدث في غزة اليوم ، فإنها لم تتجاوز حدود مناشدة الطرفين بالتهدئة وضبط النفس، وفيما عدا ذلك لم نسمع عن اجراء رسمي واحد يحمل اسرائيل بالمسئولية الكاملة عن كل ما حدث ويحدث داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة من ترويع وملاحقات ومداهمات واغتيالات واعتقالات ، ومن عنف وبطش وقمع وتحرش واستفزاز، ومن تضييق وخنق وحصار ، ومن تجويع وافقار ، ومن ضم أراضي وممتلكات فلسطينية وإقامة مستوطنات يهودية فيها ، ومن اقتحامات وانتهاكات مستمرة لحرمة المسجد الاقصي كما لم يحدث له ابدا في تاريخه ، ومن تصريحات مستفزة تنكر علي الفلسطينيين حقهم في أن تكون لهم دولتهم الوطنية المستقلة، ومن تنصل تام لكل ما تعهدوا به في إتفاق اوسلو للسلام ، … هذا هو الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون مع أنفسهم في أراضيهم المحتلة ، فماذا أكثر حتى ينفجر بركان الغضب الفلسطيني في ما شهده العالم كله اليوم تحت مسمى طوفان الأقصي ؟ هذه ثورة شعب عربي يبحث عن حقه في الحياة.. وواجبنا هو أن ندعمه ولا نخذله…
دكتور/محمد على الطوبجى….يكتب ثورة شعب يبحث عن حقه في الحياة