دكتور محمد علي الطوبجي يكتب.. إغلاق التليفزيون اللبناني نتيجة لتدني الأوضاع الإقتصادية والمالية
التليفزيون الرسمي اللبناني أغلق أبوابه وأوقف إرساله بعد أن عجزت الدولة عن دفع رواتب العاملين فيه ، ولم تعد قادرة على تلبية مطالبهم علي تواضعها.وما حدث مع التليفزون سوف يحدث بالقطع مع غيره من مؤسسات الدولة اللبنانية بفعل هذا الانهيار الاقتصادي والمالي الشامل الذي يدمر لبنان ويقتل كل مظاهر الحياة الطبيعية فيه ويضعه علي قائمة الدول الأشد فقرا واحتياجا في العالم.هذا ما يفعله الفساد والنهب المنظم للمال العام بالدول ، ناهيك عن سوء الادارة ، وانعدام المساءلة ، وغياب القانون.لبنان وبكل آسف دولة اضاعها الفاسدون والانتهازيون واللصوص من كبار وصغار ، بعد أن كانت ملء السمع والبصر ، وكانت يوما ما المركز الاول للمال والاعمال في المنطقة، او سويسرا الشرق الاوسط كما كانوا يطلقون عليها.هذه كانت لبنان وقت أن كانت أكثر نظافة وأقل فسادا وتلوثا ، وها هي الآن تحتضر وتلفظ انفاسها الاخيرة ولا تجد ما يكفي من الرواتب لتدفعها للعاملين فيها.. وفي يقيني أن الفساد أشد خطرا على الدول من الارهاب.. لأن الإرهاب قد يكون مؤقتا وعابرا ومحدودا وقابلا للاحتواء ، أما الفساد فهو كالمرض العضال المستشري والمستعصي على العلاج والذي لا يترك شيئا واحدا في مكانه أو علي حاله.. وها هي لبنان تقدم النموذج المجسم والناطق لما يمكن أن يحدثه الفساد في حياة الدول والشعوب.
دكتور/محمد علي الطوبجي