دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..إلى متى سوف يستمر شلال الدم الفلسطيني يسيل أنهارا في غزة
إلى متى سوف يستمر شلال الدم الفلسطيني يسيل انهارا في غزة على أيدي مجرمي الحرب الاسرائيليين ، وليستمر تدمير غزة بهذه الشراسة والوحشية المتناهية ؟ فأكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف بناية سكنية تم تدميرها بشكل كلي أو جزئي حتي الأن ، وما تزال آلة الحرب الاسرائيلية تعمل بكامل عنفوانها لتبيد وتدمر المزيد ولتقضي عل ما تبقي منها…فلا قرار مجلس الأمن الاخير بوقف إطلاق النار في غزة وجد صدى له لدى الاسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين بإصرارهم على مواصلة الحرب على غزة حتي النهاية التي لا يعرف أحد غيرهم متى سوف تكون، ولا عادت أي قوى دولية أخرى داخل مجلس الأمن أو خارجه قادرة على كبح جماح هذا العنف الاسرائيلي الذي تجاوز كل حدود الاحتمال…وللحقيقة فإنه لم يحدث في أي حرب إقليمية أو دولية شهدها العالم من قبل إن كان رد فعل المجتمع الدولي منها سلبيا أو متخاذلا إلى هذا الحد…واستمرار الحرب لأسابيع أخرى يعني محو معالم غزة وإفقادها لكل مقومات حياتها وإلى الحد الذي سوف يستحيل معه إعادة أعمارها مستقبلا لإعادة الحياة إليها من جديد…هذا إذا وجدت غزة مانحا واحدا في العالم سوف يمد يد المساعدة اليها…والارجح هو أنها سوف تبقى على ما هي عليه من دمار شامل طال البشر والحجر على السواء ورجع بها عشرات السنين إلى الوراء…فمن ينظر إلى غزة المدمرة، لا بد وأن يعتصره الحزن والألم على ما فعلته هذه النكبة فيها في ظل صمت دولي تام. لقد فضحت حرب اسرائيل على غزة عنصرية الغرب الصارخة وازدواجية معاييره ومواقفه وانتقائية أحكامه وتناقض ردود أفعاله وزيف مزاعمه بشان دفاعه عن حقوق الانسان في العالم بصمته وسكوته علي كل تلك الجرائم والفظائع والانتهاكات حيث يدوس الاسرائبليون بجنازير دباباتهم علي اجساد الفلسطينيين في أحيائهم السكنية ويقتحمون بجرافاتهم تجمعات المحتمين منهم بالمدارس والمستشفيات وبمباني الأونروا ليقتلوهم بالعشرات بدم بارد ، ويمنعوا دخول سيارات الاسعاف اليها لنقل المصابين ليبقوا ينزفون دماءهم.حتي الموت .وإذا لم تكن هذه هي الإبادة الجماعية التي تحظرها وتجرمها كافة المواثيق والقوانين الدولية فماذا تكون ؟ أين المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنبف ليحقق ويباشر دوره ؟ وأين المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتقوم هي الأخرى بدورها ؟ وأين منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش من هذا كله ؟ وأين المحافل القانونية الدولية ؟ وأين المجتمع المدني العالمي من كل تلك الجرائم ضد الانسانية التي تقترفها اسرائيل ليل نهار ؟ ولماذا صمتوا وغابوا وكان ما يحدث في غزة يحدث في كوكب أخر ؟
دكتور / محمد علي الطوبجي