جاء القرار الإيراني الخائب بغارة الصواريخ والمسيرات الفاشلة في كل تفاصيلها وحساباتها وسيناريوهات تنفيذها وإخراجها. ،لتمد حبل الإنقاذ للارهابي نتنياهو ولائتلافه اليميني المتطرف الحاكم في اسرائيل.، ولتفنح مخازن الاسلحة الامريكية على مصراعيها أمامه بلا حدود أو قيود، ولتدفع إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لأن تعيد التأكيد من جديد. على إلتزامها الصارم بالدفاع عن أمن اسرائيل وتوفير كل أسباب الحماية الأمنية الضرورية لها وهو ما بداته فعلا بإرسال منظومة كبيرة من الصواريخ الأمريكية المتطورة إلى اسرائيل لدعم دفاعاتها الجوية ولتعزيز قدرتها علي التصدي لأي هجوم يحتمل أن يقع عليها مستقبلا بالصواريخ والمسيرات على غرار الهجوم الإيراني الأخير. ناهيك عن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل وغير المسبوقة في ضخامتها ، والمطروحة على مجلس النواب الامريكي للتصويت عليها في جلسته اليوم وهي المساعدات التي تجد مبررها في الغارة الإيرانية الأخيرة وفقا لما صرح به رئيس المجلس في محاولته إقناع النواب بتمريرها ، كما خلقت هذه الغارة مناخا نفسيا وسياسيا متعاطفا بشدة مع اسرائيل في الغرب وبخاصة داخل دول الاتحاد الأوروبي لم تكن تحلم به وسط الأزمات السياسية الخانقة التي تعصف بها ، ولتقدم المبرر لأمريكا وشركائها الأوروبيين لمضاعفة عقوباتهم الاقتصادية والعسكرية على إيران والتي بدأ الإعلان عنها تباعا ومنها ما يتعلق بتقييد برامج تسليحها.. ولم يشفع عذرا لها لديهم أنها هي من زودتهم مسبقا بكافة التفاصيل المتعلقة بخط سير صواريخها ومسيراتها لتطمينهم ولتهدئة مخاوفهم مما سهل عليهم اعتراضها واقتناصها وتدميرها وهي ما تزال تحلق في الجو بلا هدف محدد لها في مشهد مسرحي غريب اصبح حديث العالم في كل مكان.. وكانت النتيجة وبالا على إيران وليس على اسرائيل التي حصدت وحدها ثمارها ونجحت في توظيفها واستثمارها لصالحها، ووجدت فيها فرصتها لإملاء شروطها ولتصبح لها اليد العليا في كل ما يدور في المنطقة حاليا من أحداث وتطورات مؤسفة..ولتبقي غزة المدمرة وحدها هي أكثر من يدفع الثمن من أرواح ودماء أبنائها، كما جاءت الغارة الإيرانية لتبعد الانظار عنها ولتأخذ الاهتمام الدولي في اتجاه آخر.. وهي خسارة أخرى تضاف إلى جملة خسائر هذه الغارة الإيرانية المأساوية. لا أدري إلى متى سوف تظل هذه المنطقة بفعل مثل هذه القرارات العشوائية المتسرعة ولغيرها من العوامل والأسباب غارقة في هذا المستنقع الرهيب من العنف والفوضي والتهديدات المتبادلة ،. ومن استنزاف موارد وطاقات دولها وشعوبها في حروب وصراعات عبثية مدمرة لا تبدو لها نهاية…