دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..المخطط الإسرائيلي لإلتهام عزة والضفة
المخطط الإسرائيلي لالتهام غزة وبعدها الضفة الغربية بأسلوب الإبادة الجماعية والتهجير القسري وبتيئيس الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة من ظروفهم وأوضاعهم الحياتية المستحيلة ، هو مخطط مستمر وبوتيرة متسارعة وغير مسبوقة ولن يتراجع تحت أي ضغط.. والتعلل بالقضاء على حماس وعلى غيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة ، هو مجرد ذريعة أمام العالم للتستر بها على الاهداف الحقيقية البعيدة لهذا المخطط الاستيطاني الاسرائيلي الذي ظل يراود أحلام غلاة المتطرفين الصهاينة في تل ابيب حتي حانت لحظة تنفيذه مع تفجير حماس لطوفان الاقصى الذي كان إيذانا بدخول القضية الفلسطينية مرحلة التصفية النهائية حتى لا تقوم لها بعد الأن قائمة الأطماع الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هائلة ، وسوف تحاول حكومة المتطرفين التي يتزعمها نتنياهو وغيرها من الحكومات الاسرائيلية التي سوف تعقبها مستقبلا ، المضي في مخطط تكثيف وتوسبع وتسريع الاستيطان بكافة وسائل الترهيب والترويع والحصار والتجويع والتهجير القسري وبالضغوط النفسية التي سوف يستحيل مع الوقت على الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة إحتمالها أو مقاومتها ، وحيث سيكون الخيار المطروح أمامهم هو أما التشبث بالبقاء والموت المحتم ، أو النزوح والفرار منها إلى أي مكان في العالم ، ولا يهم إلى أين ، وسوف يكون نزوحا إلى غير رجعة ..وهو ما تخطط له اسرائيل..وتمهد له حاليا بعمليات الإجلاء والإخلاء من قطاعات سكنية واسعة في غزة وتحويلها الي مناطق عمليات عسكرية شديدة الخطورة يحظر علي المدنيين الدخول اليها أو الإقامة فيها ..ومع استمرار التكدس البشري وغير الانساني في مناطق سكنية ضيقة ومدمرة ولا اثر للحياة الطبيعية فيها وهو ما لم نعد بعيدين عنه الأن ، سوف يحدث النزوح القسري لا محالة..وهي مسالة وقت لا أكثر. ترك الاسرائيليون وشركاؤهم الأمريكيون والأوروبيون العرب، يجرون أعواما طويلة وراء سراب خادع لا وجود له إلا في مخيلتهم وحدهم ، اسمه حل الدولتين ، هذا في الوقت الذي كان فيه التهام الاراضي الفلسطينية وضمها وتهويدها وتغيير معالمها يجري على قدم وساق في سباق مع الزمن..وحتي لا يعود هناك شيء تتم المبادلة عليه ، فمن الأرض مقابل السلام الي السلام مقابل السلام الي السلام مقابل لا شيء إلى الحرب التي يمكنها ان تضع النهاية لهذا السيناريو كله…ولانها الطريق إلى اقامة اسرائيل الكبري.. وبضياع غزة والضفة الغربية ، وهو ما نخشاه ولا نتمناه ، بهذه المؤامرة الاسرائيلية المدعومة أمريكيا وأوروبيا وفي ظل عجز عربي مشين عن الرد أو الردع في اي صورة عملية فعالة ومؤثرة ، فاننا سنكون أمام نكبة فلسطينية وقومية هي الافدح من بين كل النكبات التي حاقت بنا في تاريخنا ..وسوف تكون شاهدا علي ان العرب قد وصلوا بادارتهم لهذا الصراع الوجودي مع اعدي اعدائهم ، سلما وحربا ، الي حافة الفشل والافلاس التام..نهاية مخزية لعالم عربي ظل يردد عقودا طويلة وبلا كلل ان القضية الفلسطينية هي قضيته القومية المركزية الاولي والتي من اجلها نشبت كل تلك الحروب والصراعات المسلحة.التي راح ضحيتها ألاف الشهداء وشلالات من الدماء. ما فعلته حماس بطوفانها الذي فجرته في السابع من اكتوبر الماضي وبحسن نية ، وربما بغير تقدبر كاف لعواقبه الوخيمة مع دولة عنصرية شرسة وعدوانية كاسرائيل في ظل نظام حكم عنصري دموي متطرف هو الاسوأ في تاريخها علي الاطلاق .، كان نقلة رهيبة بالوضع الفلسطيني كله في الاتجاه الخاطئ في الوقت الخاطئ ، ولانه دمر الكثير جدا مما كان يجب حمايته والحفاظ عليه وليس التفريط فيه او تركه يضيع وليقدم لاسرائيل فرصتها التي كانت تنتظرها علي طبق من ذهب ، فما يحدث الأن في الاراضي المحتلة هو الجحيم بعينه بلا مبالغة ، ولكن وكما يقول المثل المعروف فان الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة…ولا يخالجنا شك في أن نوايا حماس كانت فعلا نوايا طيبة بل وطيبة للغاية…ويبقي الأمر لله من قبل ومن بعد…
دكتور / محمد علي الطوبجي