المصريون يحتاجون إلى من ينفض عن هويتهم الوطنية الحقيقية كل هذا الغبار الذي طمس الكثير من معالمها ، فثقافتهم تدهورت ، ولغتهم تراجعت ، وثقتهم بانفسهم تضاءلت او تكاد تكون انعدمت ، وحتيى تاريخهم الثري والحافل بالأمجاد والانجازات الحضارية المبهرة لم يعد له مكان في ذاكرتهم..وهذه مصيبة أكبر من كل المصائب…. فالثقافة واللغة والذاكرة التاريخية الحية هي شرايين الحياة النابضة لأي أمة.. وبدونها ينعدم التواصل ويغيب الاحساس بالذات. المؤامرة عليهم كانت كبيرة ، وهم أكثر من تضرروا منها بعد أن افقدهم المتآمرون عليهم الكثير مما قد يستحيل تعويضه أو استرجاعه لا سيما عندما يتعلق الأمر بضياع الهوية الوطنية وفقدان الشعور بالذات ..فلم نكن هكذا أبدا يوما من الأيام.. وبعد أن تحول مجتمعنا إلى كتلة غير متماسكة من العشوائيات والمتاهات الكبيرة التي يعيش كل منها في واديه الخاص من الاهتمامات.. .ولم نعد مجتمعا واحدا مترابطا كما كنا في الماضي…عندما كنا مضرب المثل لغيرنا من الشعوب والمجتمعات.. وكانت مصر كوطن تعني الكثير للمصريين. لا أعرف من أين تكون نقطة البداية نحو حل جذري شامل لهذه الماساة الوطنية الكبيرة بعد ان وصل الحال بالمصريين إلى ما نراهم عليه الآن… حالنا هو حال أمة في خطر..
