دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..المناطق المنكوبة بليبيا أحق بالمساعدات الدولية لإعادة إعمارها
أليست المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية المدمرة كما رأينا اخيرا في ليبيا والمغرب أولى وأحق بالمساعدة الدولية لإنقاذ أرواح آلاف البشر، وإعادة أعمارها عندما يحين الوقت الملائم لذلك ، بدلا من إهلاك الموارد وتبديد الجهود والطاقات في الإنفاق على حروب وصراعات مسلحة لن تجلب للعالم سوي المزيد من الخراب والقتل والدمار ؟
يتحدثون في امريكا عن مليون دولار من المساعدات العاجلة التي قدموها لليبيا في ذروة كارثة الإعصار وكأنهم قاموا بواجبهم وأدوا كل ما عليهم ، هذا بينما هم وغيرهم ينفقون مئات المليارات من الدولارات على حربهم في أوكرانيا وعلى غيرها من الصراعات المسلحة في العالم.. وربما سيقدمون مئات أخرى غيرها لتظل الحروب مشتعلة والصراعات ساخنة لا تخمد ، وليبقي الخراب مستمرا.. وكأن النكبات الطبيعية وحدها لا تكفي مصدرا لتعاسة البشر علي النحو الذي شاهدته كافة شعوب العالم في ليبيا والمغرب ومن قبلهما في تركيا ، وأدمى المشاعر الانسانية في كل مكان بفظاعته التي فاقت كل تصور.
هذه مجرد أمثلة محدودة ليحكم العالم بها على مدى عقلانية وإنسانية الأقطاب الكبار فيه أكثر من غيرهم بحكم ما يتمتعون به من وفرة الموارد والإمكانيات ومن تقدم تكنولوجي مذهل في شتى المجالات ، وذلك عندما تكون مفاضلتهم عند تقرير الأولويات بين الإنفاق على حروب الدمار ، أو المشاركة في جهود الانقاذ بجانب من تلك الموارد والإمكانيات إسهاما منهم في ويلات هذه الكوارث الطبيعية المدمرة،، وفي اعادة تاهيل المجتمعات الانسانية المنكوبة مرة اخري للحياة.. .وليأتي تفضيلهم دائما للأولى علي حساب الثانية… وليجدوا للأسف في هذه الأولوية المعكوسة مصالحهم وأمنهم الذي يبحثون عنه.. وليستمر المجتمع الدولي طول الوقت على هذا الحال من خيبة الأمل والإحباط وتخاذل ردود الافعال من قبل القادرين من الكبار في ظروف وأوقات عصيبة لا تحتمل
دكتور/ محمد علي الطوبجي