آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب.. ترامب وبايدن وكيفية استخدام قوة أمريكا في التعامل لكل منهما

على كثرة ما عبنا عليه سقطاته وشطحاته وزلات لسانه وجموحه في تصريحاته وعفويته الزائدة في تصرفاته وانتقداته عليها بشدة في الكثير من مواقفه وسياساته وقراراته.وعلى الرغم من أنه رفع شعارا لإدارته الجمهورية الجديدة هو أمريكا أولا؛  وهو ما كان يمكن أن يزيد من تطرفه في دفاعه عن مصالح وأمن امريكا في مختلف مناطق وقارات العالم تنفيذا لما وعد به الامريكيين ، إلا أن الرئيس دونالد ترامب كان أكثر تعقلا وحذرا في استخدامه لقوة امريكا في التعامل بها مع مشكلات وأزمات العالم وما أكثرها ، فهو لم يثر حروبا أو يفجر أزمات ليبحث لنفسه عن دور فيها ، أو يضاعف عامدا حدة الصراعات الساخنة هنا وهناك أو يقحم بلاده فيها على غرار ما فعله من خلفه في البيت الابيض ، الرئيس الحالي جو بايدن ، بعنصريته وبرعونة قراراته وسياساته وبإندفاعه وتهور مواقفه التي غير بها شكل العالم وفاقم من أزماته وأربك بها أداء أجهزة ومؤسسات النظام الدولي مما دفع به الي حالة يرثي لها من الفوضى والتخبط والتوتر وعدم الاستقرار وبصورة لم يسبق لها مثيل لا قبل انتهاء الحرب الباردة ولا بعدها…فلا مجلس الأمن الدولي عاد له دور في إدارة الصراعات الدولية وتهدئتها أو في نزع فتيل الخطر من الحروب المسلحة لإحتوائها ومنع تصاعدها ، ولا عاد الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في شأن التعامل مع العدوان له وجود على أرض الواقع ، ولا عاد أحد يعرف حقيقة أهداف سياسته الخارجية أو لصالح من تعمل ، وهل هي لحساب مصالح أمريكا العليا وأمنها القومي أم لحساب جماعات ضغط ومصالح معينة ؟ وهي الجماعات التي لا بهمها ولا يعنيها سوي مصالحها فقط بغض النظر عن الثمن المدفوع فيها من اموال الأمريكيين ومن أرواحهم ودمائهم أو حتى من سمعة ومكانة أمريكا نفسها ؟ وهي تساؤلات من الأهمية بمكان ولم يعد من الممكن تجاهلها أو اإنكارها بذريعة أن أمريكا دولة مؤسسات وأن دور الرئيس الامريكي ليس بهذا الحجم الضخم من القدرة على التأثير في صنع السياسات واتخاذ القرارات…وهو زعم ليس صحيحا على إطلاقه وتكذبه شواهد الواقع..وبالتالي ، فإن العالم يعيش الأن مع رئيس أمريكي لا تخفي إدارته تحيزاتها العنصرية أو بشكل أكثر تحديدا توجهاتها الصهيونية وتجهر بها ولا تبالي بما قد بكون لها من وقع أو صدى سئ في مناطق من العالم لأمريكا مصالح واسعة ومهمة فيها ولن يمكنها تعويضها إذا خسرتها..والتي تاتي المنطقة العربية في مقدمتها جميعا بثقلها النفطي والمالي والجيوسياسي…هذا هو حال أمريكا وحال العالم مع الرئيس جو بايدن الذي ادخل

الجميع معه خلال ثلاث سنوات من رئاسته في متاهات كبيرة وفي انفاق مظلمة لا يستطيع أحد التكهن بما سوف تكون عليه نهايتها…وهذا ليس تحاملا منا عليه أو ظلما له أو تجنيا على أسلوبه ونهجه في ادارة علاقات امريكا مع العالم والتي كان يمكن أن تكون افضل من ذلك بكثير فيما إذا كانت قد اديرت على قاعدة مختلفة من الحسابات والتقديرات ..ويظل رأيي هو أن أمثال هؤلاء الرؤساء ممن يفتقرون إلى الحكمة والواقعية ووضوح الرؤية وإلى الشجاعة السياسية والأدبية في اتخاذ المواقف والقرارات يشكلون خطرا كبيرا ليس على أمن وسلامة دولهم فحسب ، وإنما على أمن واستقرار العالم كله…وإن ذهابهم بعيدا عن مواقعهم إلى غير رجعة هو المخرج والحل…

دكتور / محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى