في مقال مهم نشرته صحيفة الأهرام اليوم للأستاذ الدكتور طه عبد العليم المفكر السياسي والاقتصادي البارز والرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للاستعلامات، وحمل عنوان ” السلاح والسياسة في أكتوبر ١٩٧٣ – ٣.”” ، تناول باستفاضة وبالأرقام الموثقة والمدققة حجم المساعدات العسكرية الأمريكية الهائلة التي تدفقت على اسرائيل قبل حرب يونيو ١٩٦٧ خلال العام السابق عليها لتنفيذ خطة إصطياد الديك الرومي والمقصود به الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يشكل وقتها شوكة في حلق الامريكيين والاسرائيليين. ، ويذكر كيف ان حجم هذه المساعدات العسكرية الأمريكية لاسرائيل قد تضاعف أكثر من عشر مرات خلال عام واحد، أو من ٩٥ مليون دولار في عام ١٩٦٥ الي ١١٠٠ مليون دولار في ابريل عام ١٩٦٦، وشملت هذه المساعدات تزويد اسرائيل بمائة مقاتلة امريكية من أحدث ما في ترسانة أمريكا من الطائرات المقاتلة، بالاضافة الي كميات هائلة من الذخائر والمعدات القتالية من مختلف الأشكال والأنواع
ثم يتحدث بإسهاب عن الدور الخبيث والخطير الذي لعبه وزير خارجية أمريكا اليهودي الصهيوني هنري كيسنجر منذ الأيام الثلاثة الأولى لحرب اكتوبر ١٩٧٣ ، والتأثير القوي الذي مارسه على الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لحمله على تلبية كافة طلبات اسرائيل من الأسلحة، وموافقته على فتح الجسر الجوي الهائل وغير المسبوق مع اسرائيل لمدها بكل ما طلبته من المقاتلات والدبابات وغيرها من التجهيزات والأسلحة والمعدات التي كان لها دورها في قلب موازين هذه الحرب وتعديلها لصالح اسرائيل التي كانت علي وشك الانهيار عسكريا بفعل معجزة عبور القوات المصرية الباسلة إلى سيناء وتدميره.خط استحكامات بارليف، وهو أقوى خط استحكامات في تاريخ العالم، وبقتالها البطولي الذي دمرت به اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.. وهو ما يعني أنه لولا الدور الخطير لكيسنجر في حرب اكتوبر ١٩٧٣ منذ يومها الأول لما كان قد حدث بعدها كل ما حدث، ولتغير مجري التاريخ.هذا ما قاله مفكرنا الكبير الاستاذ الدكتور طه عبد العليم اليوم، واضيف اليه إن المؤامرة علينا جميعا كعرب وليس علي مصر وحدها ما تزال مستمرة وترعاها الآن ادارة صهيونية وقحة لا تتورع عن المجاهرة بانحيازها المطلق الي جانب اسرائيل، وتزودها وبلا مقابل بأضعاف أضعاف المساعدات العسكرية التي قدمها الصهيوني كيسنجر لاسرائيل في حرب اكتوبر ١٩٧٣،. فخططهم واحدة لا تتغير وإن اختلفت الإدارات أو تغير الرؤساء، فإسرائيل تظل هي حاملة طائراتهم التي لا تغرق كما وصفوها منذ الستينات ، وهي الحليف والشريك الاستراتيجي الموثوق فيه، وهي القاعدة التي توفر الدعم اللازم لهم للدفاع به عن مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية الحيوية في هذه المنطقة المهمة من العالم. فهي معهم باستمرار في كافة خططهم ومشاريعهم ومؤامراتهم لخلق شرق أوسط جديد يخدم مخططاتهم وأهدافهم ولا يهم بعده ما سوف تكون عليه النتائج والتداعيات.. . ولنظل نحن دائما من ندفع الثمن من أمننا واستقرارنا ومستقبلنا، وحتى من سلامة أراضينا. ولنحاول أن نقرأ التاريخ بأحداثه وبكل ما جري لنا فيه على ايديهم، وما يزال. يجري ، لنعرف أعداءنا من أصدقائنا الحقيقيين…ويكفي موقفهم من حرب اسرائيل على غزة لنعرف أين هم منا، وأين نحن منهم..