دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..زلزال المغرب العنيف
اليوم زلزال المغرب العنيف ، ومن قبله زلزال تركيا الذي أحدث دمارا بيئيا وبشريا هائلا وغير مسبوق علي مدى قرن كامل ، وغير ذلك من التحولات البيئية المخيفة، مما يدعونا إلى القول بأن التدهور البيئي على مستوى عالمي شامل ، وبكافة صوره ومظاهره وأشكاله ، يكاد يكون في أسوأ حالاته الآن ، او على الاقل حتى اشعار آخر…
فما يحدث ، وبشكل غير مسبوق ، من زلازل مدمرة ومن براكين وحرائق غابات ومن أعاصير وسيول وفيضانات ومن احتباس حراري عالمي ، ومن تغيرات مناخية تنذر بكوارث بيئية وشيكة أو كما يقول أمين عام الأمم المتحدة جوتيريتش أنها أخطار تتجاوز قدرتنا على مواجهتها ، وهو ما يعني به أنها خرجت عن السيطرة لتصبح أخطارا بيئية داهمة ومنفلتة ، وأنها اصبحت تشكل تحديا وجوديا حقيقيا وتهديدا متعاظما لظروف الحياة الطبيعية الآمنة في كل مكان وبلا استثناء… فالعالم كله واقع حاليا في بؤرة التهديد والخطر… لا اعرف سببا محددا لهذا التزامن الغريب بين كل ما نسمع عنه بشكل شبه يومي من حوادث بيئية مؤسفة وصادمة ولم تترك قارة واحدة في العالم. الا وامتدت اليها واثرت فيها ، من الصين الي هاواي الي كندا الي الهند وباكستان الي بريطانيا الي اليونان الي الجزائر الي المغرب وتركيا، والحبل علي الجرار كما يقولَن..
لم يعد من قبيل المبالغة أو التهويل تصوير ما يحدث من تغيرات بيىية مدمرة بأنه تهديد وجودي للبشرية ولمستقبل الحياة علي الارض ، وليس خطرا عارضا او لا يخشي منه كما كان يظن في السابق ….
ومن هنا أريد أن أقول أن التصدي لكل تلك الأخطار الوجودية الداهمة ، باتت تفرض على عقلاء العالم من قادة وزعماء ورؤساء دول أن يتكاتفوا ويتدبروا معا حول كيفية مواجهتها والتعامل معها بروح المسئولية، وكذلك في ما يجب أن يكون عليه تعاونهم المشترك للتغلب علي تداعيات الدمار الشنيع الناتج عنها علي نحو ما رأيناه مع زلزال تركيا الذي كان يعادل في عنفه استخدام سلاح نووي كما قال الخبراء في وصفه وقتها.. لم يعد يجدي أو يفيز انشغال هؤلاء القادة بسباق تسلح يورطون فيه دولهم ويكون أداتهم لاشعال الحروب هنا وهناك على غرار الحرب الأوكرانية القبيحة التي نعيشها معهم الآن ، وهي الحرب التي لا اشك في أنها سوف تضاعف من تبعات هذا الدمار البيئي بما سوف يستخدم فيها. من قذائف اليورانيوم المنضب ، بآثاره الاشعاعية المميتة والمستمرة ، تماما كما سبق لهم ان فعلوا عند غزوهم للعراق في ٢٠٠٣ وتحديدا في معركة مطار بغداد التي استخدموا فيها هذه الاسلحة المحرمة أو المحظورة دوليا لآثارها الكارثية علي البيئة والانسان.. وما حدث في العراق من قتل همجي لهذه الأعداد الهائلة من البشر يشهد عليهم بحجم جريمتهم فيه… وأهل العراق هم افضل من يمكنهم الإدلاء بشهاداتهم حول هذه الجريكة الناريخية التي كانوا أبرز ضحاياها ، واكثر من دفع ثمنا فيها… على ان هذا ليس موضوعي اليوم…
رجع واقول أنه مع هذه التحولات البيئية المتسارعة والمرعبة ، فإن العالم كله يقف على حافة كارثة هائلة ومرعبة لا يعلم مداها إلا الله وحده، وعلينا أن نكون على مستوى التهديد والخطر ، حتى لا يكون في تقاعسنا وتخاذلنا وفي استخفافنا بهول ما لم نعد بعيدين. عنه من دمار بيئي شامل نهاية الحياة….ولعل ما حدث اليوم ويحدث كل يوم يكون دافعا لخروج قادة العالم من غيبوبتهم، وحافزا لهم على تغيير أجندة أهدافهم وأولوياتهم..
دكتور/محمد علي الطوبجي