آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..زلزال المغرب و إعصار ليبيا رسالة من السماء لكل مواقع الحياة

زلزال المغرب المدمر ومن بعده إعصار ليبيا الجامح رسالة إلينا من السماء في كل مواقع الحياة… رسالة تقول بأن الأقدار عندما تقسو وتضرب ، فلا توجد قوة علي وجه الأرض يمكنها أن تقف في طريقها.وأن الله غالب على أمره…وأن الأقدار عندما تدمر وتسحق كل ما تجده في طريقها ، فإنها لا تميز ولا تفرق، وأنه إمام تلك النهايات الكارثية المقدرة على البشر في كل زمان ومكان يتساوي الجميع… وهذه هي حكمة الأقدار في ما تشاء به…وعلينا أن نتدبر معانيها ، ونستلهم مغزاها… 

    انظر إلى آلاف الجثث الملقاة في كل مكان في مدينة درنة الليبية،غير آلاف آخرين جرفتهم السيول وابتلعتهم مياه البحر وتلاشوا واختفوا وكثير من هذه الجثث التي تكاد تسد الطرق يجري دفنها عشوائيا ودون سابق تجهيز في مقابر جماعية بصورة بشعة ومروعة ، وفي أكوام متراصة فوق بعضها لضحايا أبرياء من رجال ونساء وأطفال مجهولي الهوية وغير معلوم لاجهزة الدولة الليبية من هم ولا من اين اتوا ولا اين كانوا يقيمون في حياتهم فقد ذهبوا أما تحت الأرض دون شاهد يدل عليهم ، أو في جوف البحر وضاعت معالمهم واختفي سرهم وراءهم إلى الأبد ، هكذا وبالآلاف وربما يلحق بهم آلاف آخرون ممن يعتبرون الآن في عداد المفقودين ولم تعد لهم فرصة في الحياة.. .. واتخيلهم جميعا وقد كانوا منذ أيام قليلة يضجون بالحيوية والنشاط والأمل والتفاؤل وحب الحياة ، ولا تتسع الدنيا لأحلامهم من كبار وصغار ، وأين هم الآن بعد أن أصبحوا، مجرد ركام مخيف من الجثث الهامدة يستحيل الاقتراب منها للاستدلال عليها… مشاهد سوف تبقي محفورة في الذاكرة لا تفارقها ولا تمحوها الأيام مهما بعد الزمن…واتساءل بعد أن حدث ما حدث، هل هذه هي نفسها مدينة درنة الساحلية الجميلة التي كانت حتي أيام قليلة مضت مدينة متالقة ومزدهرة وعامرة بالحياة ؟ وأين ذهب هذا كله الآن بعد أن اصبحت مجرد خرائب وأطلال تنعي حظها ؟

رسالة السماء تقول لنا جميعا وبلا استثناء وعلى اختلاف مواقعنا وتوجهاتنا ومعتقداتنا ، تخيلوا ما يمكن أن تصيروا إليه عندما تداهمكم الأقدار على غير انتظار كما جري لهؤلاء الناس الآمنين المسالمين في المغرب وبعدها في ليبيا ، وليتنا نحاول أن نتعظ ونعتبر وأن نتدارك ما فينا من عيوب ونصلحها قبل فوات الاوان….والله نسال ان يلطف بنا في كل ما جرت به المقادير.. وحفظ الله بلادنا وشعوبنا من كل مكروه…

دكتور/ محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى