دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..عجز مجلس الأمن عن القيام بدور حاسم في الحرب على غزة
يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا ومشلولا تماما عن القيام بدور مؤثر وحاسم إزاء مشكلة الحرب الاسرائيلية على غزة باعتبارها تهديدا للسلم الإقليمي والعالمي ، وذلك بسبب انقسام المواقف بين الدول الأعضاء الخمس الدائمين فيه ، وتحيز أمريكا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب اسرائيل ، وتحفزهم لاستخدام الڤيتو تعبيرا عن رفضهم ومعارضتهم لأي مشروع قرار يسعي لوقف إطلاق النار ، أو تحميلها بالمسئولية عن جرائم الحرب وجرائمها ضد الإنسانية في غزة ، وأما عن الموقفين الروسي والصيني، في مجلس الأمن ، فإنهما يتراوحان بين موقف روسي يحاول أن يجامل الطرف العربي في الحدود التي لا تثير غضب و إساءة الاسرائيليين منهم لإعتبارات كثيرة ليس هذا مجال الخوض فيها ، وموقف صيني بارد وباهت وضعيف ، موقف لا يجامل اسرائيل بامتناعه عن إدانتها وشجب جرائمها ، بقدر ما يحاول إلا يثير غضب أمريكا منهم ونقمتها عليهم ، ولهذا يؤثرون الإنزواء والابتعاد عن الأضواء وترك الموقف لغيرهم..وأما الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنها وبإفتراض إمكان إنعقادها أعمالا لتوصية الإتحاد من أجل السلام، فإنها لن تستطيع أن تفعل شيئا مع الانقسامات الواضحة التي تسود مواقف الدول الاعضاء فيها حول من يتحمل المسئولية عن إثارة الحرب في غزة ، ولا أعتقد أنه سوف يكون مطروحا على جدول اعمالها أي اقتراح بشان توفير حماية دولية للقلسطينيين في أراضيهم المحتلة ، ولن كيفية وقف الجرائم الاسرائيلية في غزة ، ولا غير ذلك من الموضوعات التي تتصل بجوهر هذا النزاع الدولي الساخن…
وفي كل الاحوال، تبقي توصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة مجرد توصيات بلا قوة إلزامية كقرارات مجلس الأمن ، تماما كالتوصية الصادرة عنها منذ سنوات برفضها بأغلبية كبيرة قرار إسرائيل بضم مدينة القدس الشرقية إليها ، ومع ذلك بقيت توصيتها مجرد حبر على ورق ولم تغير واقع الأمر في شيء ، وبخروج الأمم المتحدة بأجهزتها المعنية من الصورة ، يبقي الفلسطينيون في عين العاصفة الإسرائيلية وحدهم ، يواجهون ما أسماه الاسرائيليون بعملية السيوف الحديدية .وكان الله مع الفلسطينيين وفي عونهم على ما هم فيه من كرب وابتلاء..
دكتور محمد علي الطوبجي