دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..عدة مبادرات سلام ولم تنجح إلى تغيير مسارها وإعادة ترتيبها
لو أن الاسرائيليين كانوا حريصين على إقامة سلام عادل ودائم وشامل مع الفلسطينيين ومع جيرانهم العرب يكرس الجميع فيه كل طاقتهم للتنمية والبناء وليس للصراع والعداء والانتقام ، لما كان كل هذا العنف المفرط الذي نعيشه اليوم في غزة ، ولما كانت كل هذه الحروب العربية الاسرائيلية التي دمرت وما تزال تدمر لهذه المنطقة استقرارها وتضعها باستمرار فوق فوهة بركان. مصيبة الاسرائيليين ومصيبة هذه المنطقة معهم ، هي في عقيدتهم التي لا تتغير وهي أنهم بالحرب وليس بالسلام او بعلاقات حسن الجوار ، سوف يحققون مشروعهم الديني التاريخي الذي جاء بيهود العالم من كل مكان الي فلسطين طامعين في أرضها وكارهين لشعبها وساعين إلى تغيير خرائطها لتنسجم مع نبوءاتهم التي اغرقوا انفسهم فيها….ثلاثة أرباع قرن كاملة فشلوا في التعايش فيها مع جيرانهم العرب في أمن وسلام واحترام متبادل…هم ولسنا نحن العرب من أفسدوا وخربوا كل مشاريع السلام بما زرعوه في طريقها من عراقيل ومعوقات بدءا من سلام كامب دافيد برعاية الرئيس الامريكي جيمي كارتر إلى سلام مدريد برعاية الرئيس جورج بوش الاب إلى سلام اوسلو برعاية الرئيس بيل كلنتون ، إلى مبادرة السلام التي انطلقت من قمة بيروت العربية، إلى ما اسمته إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بالسلام الإبراهيمي أو صفقة القرن على حد زعمها عنه.. وهي كلها مشاريع ومبادرات سلام انتكست وفشلت لانها لم تنجح في دفع اسرائيل إلى تغيير مسارها وإعادة ترتيبها لأهدافها واولوياتها ومراجعة سياساتها ومخططاتها فقد بقيت كلها على حالها.. .اسرائيل لن تتغير ، ولن تكون شيئا آخر غير ما نعرفه عنها ، والسبب هو تعصبها الديني واستعلائها العنصري ، واطماعها الجامحة التي لا تنتهي ، اسرائيل لن تتغير حتى وإن قدم لها العرب كل ما في جعبتهم من تنازلات على طبق من ذهب
دكتور/محمد على الطوبجى