دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..ما وراء هذه الحرب البربرية
لا يمكن أن تكون هناك حرب في أي مكان في العالم تدار بهذه الشراسة المتناهية. ، وبهذه الدرجة الرهيبة من الكراهية العنصرية والحقد الاعمي كتلك التي تدمر بها اسرائيل غزة وشعبها للشهر الخامس على التوالي.، لتحيلهم بها إلى أشلاء ودماء وخراب في كل مكان…
ما ترتكبه حكومة اليمينيين العنصريين المتطرفين من امثال نتنياهو وبن غافير وسموتريتش من مجازر بشرية مروعة بهذه القوة المفرطة. ،ليس للانتقام من حماس عقابا لها علي اطلاقها عملية طوفان الأقصي في السابع من اكتوبر الماضي.، فهذا زعم كاذب وتزييف صارخ للدوافع الحقيقية الكامنة وراء هذه الحرب البربرية غير المسبوقة في دمويتها وكارثية خسائرها.. وانما هي في حقيقتها حرب ابادة شاملة لشعب باكمله لاحلاله بمستوطنين يهود مجلوبين من شتي بقاع العالم ليستوطنوا ارضه، وينهبوا ممتلكاته، ويدمروا له وطنه.
حتى إذا ما انتهوا من تدمير غزة واعادة احتلالهم لها من جديد، بعد أن يتم لهم تفريغها من سكانها وتقسيمها وفرض سيطرتهم الأمنية الكاملة عليها، استداروا إلى الضفة الغربية ليفرغوا طاقة عنفهم فيها لتلحق بغزة، وسوف ينالها الكثير من غدرهم وشرهم وحقدهم بما سوف يصيبها علي ايديهم من ابادة جماعية وتطهير عرقي ومن تقطيع وحشي لكافة شرايين حياتها.. والبداية لكل ذلك اخذت تلوح الآن في الأفق مع قرار حكومة نتنياهو بناء آلاف الوحدات االسكنية الجديدة في الضفة الغربية لتشكل كتلا استيطانية ضخمة سوف يستحيل مستقبلا ازالتها أو اخلائها من مستوطنيها.. فهي وجدت لتبقي لاعادة تشكيل التركيبة السكانية للاراضي الفلسطينية المحتلة ليصبح للمستوطنين الاسرائيليين البيد العليا فيها.. فالضفة الغربية هي الجائزة الكبري اكثر من غزة، ولها موقعها المتقدم في كافة مخططاتهم التهويدية لانها هي التي يعتمد عليها تحقيقهم لحلمهم التاريخي والتوراتي باقامة اسرائيل الكبري.. وهو ما يراهن عليه المتطرفون في اسرائيل الآن. من اتباع الصهيونية الدينية وغيرهم ممن يعيشون هذا الهوس الديني في أكثر صورة عدوانية وتطرفا..
كل هذا العنف الاسرائيلي الذي يقف العالم كله عاجزا امامه، لا يستطيع ردعه او قمعه او منعه،. ومع ذلك ما يزال هناك من يتحدثون عن حل الدولتين، وعن امكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وهي التي ضمتها اسرائيل اليها واعلنتها جزء. لا يتجزأ من عاصمتها الابدية الموحدة، وكان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب هو اول من اعترف بها ونقل سفارته من تل ابيب الي القدس الموحدة في احتفالية ضخمة كانت ابنته وزوجها اليهودي الصهيوني جاريد كوشنر علي راس المشاركين فيها.. وجاءت عدة دول اخري، اغلبها من دول امريكا اللاتينية.، لتحذو حذوها وتنقل سفاراتها اليها.ليكتسب قرار الضم شرعية الامر الواقع.. وهو ما يعول الاسرائيليون عليه دائما علي غرار ما حدث في مرتفعات الجولان السورية التي قاموا بضمها اليهم بقراراته الاحادية المنفردة بلا سند او اساس من شرعية دولية قانونية حقيقية… هذه هي الصورة الراهنة لما يدور داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة،. فعن اي حل دولتين نتحدث،. واين هي الارض التي سوف تقام عليها هذه الدولة الفلسطينية المستقلة التي ستضع كما نردد بلا كلل النهاية السعيدة لاخطر صراع عنصري في التاريخ.؟
دكتور / محمد علي الطوبجي