دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..محرقة غزة شاهدة على همجية الإسرائيلين
هذه ليست سلوكيات ولا قيم ولا أخلاقيات دولة متحضرة تحترم القانون وترغب في التعايش في أمان وسلام مع جيرانها ممن ابتلتهم الأقدار بها.وأتت بها إليهم رغما عنهم.. هذه دولة تتغذى على الإرهاب والعدوان ، ولا تجد طريقا للحياة غير العنف والدم.. ومنذ ان زرعوها بيننا والحروب لا تتوقف ولن تتوقف ، لأن الحروب هي شرايين الحياة بالنسبة لهم…وإلا لما أحالوا دولتهم إلى معسكر كبير على أهبة الاستعداد للحرب في أي وقت وفي كل وقت .
محرقة غزة المروعة والتي فاقت بشاعتها ووحشيتها كل الحدود ، تقف شاهدا على همجيتهم وبربريتهم وعلى معاداتهم لكل القيم الحضارية والأخلاقية والإنسانية النبيلة..وعلى أنهم هم أعداء الانسانية والحياة والسلام. وليس العرب كما يزعمون ويرددون ويخدعون به العالم. بدعاياتهم الكاذبة والمضللة…والتي تعيش عصرها الذهبي في هذه اللحظات.
ومن حقي أن اتساءل مع غيري : أي سلام حقيقي يمكن أن يستمر ويصمد ويكبر ويزدهر مع أمثال هؤلاء الصهاينة ممن يجدون حياتهم في موت الآخرين ؟ وأي دولة فلسطينية سوف يسمحون لها أن تعيش في سلام بجوارهم كما يتوهم من يرون أن حل الدولتين هو بوابة العبور من الحرب إلى السلام ؟
كيف تجعل مدينة بالحجم وبالكثافة البشرية الهائلة كمدينة غزة خلال ساعات بأوامر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع استمرار الخراب والدمار وكل أشكال الحصار القاتل ؟ وضعوا شعب غزة الصامد المناضل بين خيارين احلاهما مر، بل وشديد المرارة، وهما أما الموت داخل غزة بقوتهم التي لا ترحم، او الفرار والهروب خارجها والي حيث لا ماوي ولا ملاذ ولا بلد يقبلهم.. هذا ما لم يفعله النازيون القدامي على جبروتهم ووحشيتهم ، لكنه هو ما يفعله النازيون الجدد في تل ابيب ممن يتزعمهم ويقودهم سفاح دموي محترف اسمه بنيامين نتنياهو.. ما يحدث في غزة الآن هو افظع واشنع ما سجله التاريخ من جراذم ضد الانسانية ، وبدعم مطلق من شركائهم الأمريكيين والأوروبيين… لم يعد الموقف يحتمل السكوت على جرائمهم وآلة حربهم تحصد اشقاءنا في غزة ليل نهار وتحيل مدينتهم الي انقاض واطلال واشلاء ودماء، وحيث لا غذاء ولا دواء ولا كهرباء.. وإنما رائحة الموت في كل مكان….
دكتور/محمد على الطوبجي