دكتور مصون بيطار تكتب.. سمراء
سمراء تجلس في محرابها.. يشدك طيبها كأنه المسك المعتق .. المنثور في بلاط السلاطين… وما أن تغازل شفتاك ثغر مكمنها حتى تشعر بدفء أنفاسها .. رغم مرارتها . وتداعب لذتها مزاجك …ليتغلغل الحنين في خفوق الفؤاد … فلا تنسى ساعتئذ أن تكظمه ..ولاتجعله يتعدى جلسة عابرة… لذا يا سيدي وعلى سبيل السكينة هب لي فنجانا صباحيا من تلك السمراء يؤنسني.. وليكن في باكورة النهار حينما يتوضأ الفجر بأنفاس الأرض الطهور … فلا أحبذها في ليلة دموس .. لأنها تؤجج دماثة الأرق في أعماقي … لذا لا تغريني وإن كنت ستجعلني أحتسيها على ضفاف شفاه القمر .. حيث بقايا آخر القبل البريئة. الأمر هين .. دعها تتلظى على لفح جمراتي .. لا تتعجل وتأنى في تحريك دواخلها ليبدو وجهها ضحوكا يغازل أفكاري .. وفي غمرة ذلك دندن لها بتمائم الفرح لتفور طربا لا غضبا .. وحين تنضج أسكبها بلين في حنايا فنجان من المرمر.. مغمور بألوان مبهرجة لتكون الغبطة سجية سمرائي .. ولا ضير من قطعتي حب يذوبا عشقا بسمرائي … فأبوح برحاها بما يشغلني .. وينسل الكدر من رأسي .. ويجثو بقاع فنجاني. ولا تنسى أن ترفقه بكأس من الندى لعلي ظمأى لعاطفتي … ومن فحوى تلك الطقوس أطلق العنان لسليقتك واهدني خرير ماء الورد.. ودثره بلحن ناي شجي يمر خلسة من تحت قنطرة ياسمين زرعتها يوما على عجل .. تيمنا بشهاب لاح في أفقي … ناهيك عن رغبة ملحة في صحبة أحبائي وخلاني … فهم نبراسي حينما أرغب في احتساء فنجان سعادتي …ولتكن جلستي معهم فوق الغمام بعيدا عن نفاق أهل الأرض لأريح أعصابي.
كاتبة سورية