إبداعات أدبية

دكتور ناصر الجندي يكتب...بلادي وان جارت علي عزيزة (قصة قصيرة)

في قرية صغيرة هادئة، عاشت فتاة تدعى “نور” مع عائلتها. كانت نور تتمتع بجمالٍ فريدٍ، وشعرٍ أسودٍ كثيفٍ، وعيونٍ عسليتين لامعتين. عاشت نور طفولة سعيدة، محاطة بحب عائلتها وأصدقائها.

في أحد الأيام، وصل إلى القرية شاب غريب يُدعى “إبراهيم”. كان إبراهيم وسيمًا وذو شخصية جذابة، سرعان ما لفت انتباه نور. نشأت بين نور وإبراهيم قصة حبٍ جميلة، مليئة بالمشاعر الحميمة واللحظات السعيدة.

لكن سعادة نور لم تدُم طويلاً، فقد أراد إبراهيم الرحيل من القرية بحثًا عن فرص جديدة في المدينة. حزن قلب نور كثيراً عند سماع قرار إبراهيم، لكنها لم تُعِقه عن تحقيق أحلامه. وعدها إبراهيم بالعودة إليها قريبًا، وودعها بدموعٍ ووعودٍ بالحب الأبدي.

مرت شهورٌ طويلة دون أن ترد أي أخبار من إبراهيم. عانت نور من الاشتياق والحزن، لكنها ظلت صامدةً، تُؤمن بوعود إبراهيم.

في أحد الأيام، وصل إلى القرية خبرٌ مُحزنٌ، فقد قيل أن إبراهيم قد مات في حادثٍ مأساوي في المدينة. سقطت نور مغمومةً بالألم، ولم تصدق ما سمعته.

ظلت نور حزينةً لفترة طويلة، لكنها لم تيأس. تذكرت نور قولاً قديمًا لجدتها: “بلادي وان جارت علي عزيزة”. أدركت نور أن حزنها لن يُعيد إبراهيم، وأن عليها أن تُكمل حياتها.

قررت نور أن تُكرس حياتها لمساعدة الآخرين، تخفيفًا عن ألمها. بدأت نور العمل في مستوصف القرية، تُقدم الرعاية للمرضى والمُحتاجين.

مع مرور الوقت، بدأت نور تشعر بالسعادة مرة أخرى. وجدت نور معنى جديدًا لحياتها في مساعدة الآخرين، وعرفت أن حب الوطن والشعب يُمكن أن يُعوض عن أي فقدان.

ظلت نور تُردد قول جدتها: “بلادي وان جارت علي عزيزة”، مدركةً أن حب الوطن يُضفي جمالًا على الحياة، حتى في أحلك الظروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى