أبـحـرتُ كـمـوجٍ قــد ابـحَرْ
فــي كــف الـمـأساة الأبـتَـرْ
ونـقشتُ الـصخرَ بـأحلامي
طــفـلٌ لا صـــامَ ولا افـطَـرْ
وعـضـضتُ الـليلَ بـأسناني
وكـأنـي فـي يـومِ الـمحشَرْ
وسـريتُ عـلى مـتنِ الـدنيا
ورحـلتُ إلـى أرضِ المهجَرْ
فـأتـيـتُ بــدايـةَ اوهــامـي
وفـتحت الـصفحة والدفتَرْ
ودرســتُ عـلـوم الـوطـنية
وحـفـظتُ الـتوبةَ والـكوثَرْ
والـظـرف ومـعـنى الـحرية
والــلـون الـبـنـي والأحــمَـرْ
واجـتزتُ فـصولَ الـثانوية
وجـرحـتُ صـيامي لا أكـثَرْ
**********
ورجـعـتُ غـريباً فـي بـلدي
مكسوراً قلـــبي لــم يُـجبَرْ
اتــوســل كـربـتـها الأولـــى
والـدهـر بـعـمري قــد أدبَــرْ
فـطلبتُ الـخمر لـكي أنسى
وذكـــرتُ الله ولـــم أسـكَـرْ
فـالـحـزنُ تـحـنـى بـدمـائي
والــكـون غــريـقً بـالـمـنكر
فـحـملت الـلـيلَ بـأحـداقي
وهـمست بـقولي لـم أجـهر
ونــظـمـت الـشـعـر يـمـانـيا
ووزنـت الـبحر عـلى الأوفر
مـصلــٕوبً بجــدار صلـــيبٍ
مـسـقـومً مــن جـهـلٍ أكـبـر
أتــأمـلُ فـــي كـــف الـدنـيا
امــجـادا بـالـمـاضي تـفـخر
واعــلــل نــفـسـي بــالآتــي
والآتـــي كـالـمـاضي أغــبـر
الــجـور جـــواري وأمـامـي
والـجـهـل بـواقـعـنا يـنـحـر
وســيـاط الـيـأس تـغـالبني
وربــاط الـويـل بـهـا أسـفـر
فــأعــود لــواقـع مـأسـاتـي
بـوعــودٍ يقــطعـها عـنتـــر
فـالـحاكم قــد صــار صـبيا
والـمـجرم مـن ذنـبٍ أطـهر
والـقـاضي فـي دار الـفتوى
أفـتـى إعـدامـي واسـتـنكر
ووزيـر الـدولة فـي وطـني
إن سـربـل صــار بـها أجـدر
والـفـتية أضـحـوا كــدروعٍ
وسـياج فـي وجـه الـعسكر
وحــصــار يـتـلـوه حــصـار
والـقصف خـطير بـل أخطَرْ
حـــزبٌ يـتـزلف فــي وثــنٍ
حــرب فـحـواها لــم يـظهَرْ
بـعـقـائد تـنـفـث احـشـائـي
وكـتـائب مــن جُـنـدٍ تـزخَرْ
وخــزام الـساسة يـا ولـدي
قــد صــار مـسيحياّ اصـفَرْ
*********
جـــيـــلٌ لا زالِ يُــقــطـرنـهُ
قـطـران الـطاغوت الأصـغَرْ
جــيـلٌ قـــد نـــاخ بـكـربتهِ
يـكـبـو بـالـخـوفِ ويـتـعـثَرْ
جــيـلٌ قـــد بــاع مـروءتـه
بــالـمـالِ لـسـلـطان اذعَـــر ْ
جـــيــلٌ يـتـلـظـى بــوقـيـدٍ
والــذنــبُ كـبـيـرً لا يُـغْـفَــرْ
جـيـلٌ يـتـضور مــن جـوعٍ
فـمـتى بـالصحوة قـد يـزأَرْ
فالكـون غـريـب يـا ولــدي
والشعب صغـيري مستعمر ْ
د. هـمـدان مـحمد الـكهالي
اليمن
