ومـطلعُ الـفجرِ مـا نال الكرى شجنّ
مـا دام والشوقَ يطوي طرفهُ وسنُ
فـكـلـّما حــطّـت الـعـشّـاق نـشـوتها
يـغـالبُ الـوجدَ فـي احـشائهِ وطـنُ
يـمـيدُ حـيـناً بــأرضٍ لا حـيـاة بـهـا
ويــرتـدي بــُـردةً ألـقـى بـهـا حــزنُ
ويــسـرجُ الـغـصـةَ الــحـراءِ آهـتـها
عــلـى مــتـونِ مُــكـرٍّ ســاقـهُ كـفـنُ
وتــهـتـدي نـجـمـةُ تــبـدو بـيـارقـها
فـــي لـهـفـةٍ يـقـتفي آثـارهـا وثــنُ
نـامـت جـفـونُ الـليالي فـي أكـنتها
ومـقـلتي بـالـنوى مــا زارهـا رصـنُ
تـشـبُّ صـنـعاءُ نـاراً فـي جـوانحها
وتـشـتكي مــن جـراحٍ مـثلها عـدنُ
وتــلــك بــغــداد بــالآفـات جـافـلـةٌ
وفــي دمـشـقٍ تـولّـى بـؤسـها زمـنُ
ولـيـبيا فـي عـجاجِ الـويل تـعصفها
عـواصـفٌ لا يـواسـي دارَهــا سـكنُ
وكــــلُّ قــطـرٍ تـكـنـى بـالـعـروبة لا
يخلُو من الجرحِ والأغرابِ تحتضنُ
يـصـيحُ بـالـناسِ مـا لـلناسِ واهـنةٌ
ولا مـجـيـباً لــصـوتٍ نــالـهُ وهـــنُ
إلــى مـتى يـا بـناتَ الـعينِ نـطلبهم
ومـثـلـهم مــثـل عــبـد مــالـهُ ثـمـنُ
إلــيـك يــارب نـشـكو مــا ألــم بـنـا
لـمّـا دعــاك شهـــيدٌ جرحــهُ يـــمــنُ
..
د. همدان محمد الكهالي
اليمن
