قالوا لقد جُنَّ عقل الصبِّ مِنْ شجنِ
وكُــلّـمـا جَــــنَّ لــيـلٌ زاغَ بـالـوسـنِ
فـقلتُ ويـلاه مِنْ عِشقِ الذي شربوا
كـأساً مِـنْ الـشوقِ للاحبابِ والوَطنِ
ولـهـفـةٌ ذرعُــهـا فـــي كُـــلِّ ثـانـيـةِ
ومـقـلـةٌ ذرفُــهـا كـالـبـحرِ والـسُـفـنِ
أحـبـبتُها دون أن أدري ولـسـتُ أنــا
الإ نــقــوشــاً بـــراهــا اللهُ لــلــزَمـنِ
ولـيس يخلو مِنْ الأحزانِ قلب فتى
فـكيف يـخلو فـؤاد الـمرء مِنْ حزنِ
كـانَّـما الـحـبّ فــرضٌ فــارض ولــهُ
صـلىٰ المخاليقُ دون الفرض للسننِ
فــأيـن مـنّـي دروبٌ لـسـتُ أعـرفـها
وأيــن مـنّـي حـبـيبٌ غــاب بـالـيمنِ
مـا حيلة العاشق الولهان إن هجرتْ
وكـيـف يـحيا فـطيم الـروح والـلبنِ
يـهـيـم فــي لـجـة الأحــلام طـالـبها
ويـنـشد الآه مــن صـنـعا إلـى عـدن
ويــسـرج الـجـمرة الـحـمراء بـاكـية
ورعــشـة طـلـعـها بـالـروح والـبـدنِ
يــرى خـيال الـتي يـهوى ويـحسبها
بـقـيـعةٍ إثــرهـا الـمـرصود بـالـوطنِ
فـأيـن مـجـنون لـيـلى مـن حـكايتنا
وأيــن مــا خـلف الـعشاق مـن هـنن
لـكنَّ لـي فـي وفـاها إسـوة حَـسُنَتْ
لـعـلّـها تـهـتـدي يـومـاً إلــىٰ سـكَـني
