دكتور همدان محمد الكهالي يكتب.. رحلة الزمن
الـعـمرُ يـمضي بـقلبٍ يـلفظُ الزمنَا
والحبُّ قـيد فـؤاد يـنبض الـشجنَا
يـا مـقلة الـشوق جـودي كل دامعةٍ
صــبـابـة عـلّـهـا يــومـاً تــعـود لــنـا
مــا بـعـثر الـعـمرُ بـالأيّــامِ غـير دمٍ
ولا أحــلَّ ســوى قـيـضٍ بـرى بـَدنا
كـــواعــبُ الآه بـــالآهــات نــازفــة
وغــربـةُ الــودِّ جـهـلاً تـعـبدُ الـوَثـنَا
كُـــلُّ الأعـاصـيـرِ بــالأفـاتِ جـافـلة
تـشـقُّ فــي فــورةٍ أمـواجها الـمدنَا
عــواصـفٌ تـقـتفي بـالـيم سـابـحةً
وتـاجـرٌ بـالأسـىٰ قــد خـيّط الـكَفنَا
تـمخض الـجورُ والـبهتانُ يـا وطـنا
مـا بـين سني وشيعي هدموا وطَنَا
تـمزقتْ فـي نـصالِ الـبؤسِ بُـردتها
وبـالأسىٰ تـلك صـنعا تشتكي عَدَنَا
شـعـبٌ بـجـوفِ الـمآسي لا تـبارحهُ
مـواجعٌ أودعـتْ فـي فـرضِها سُـننا
فـعـانـق الـقـهـرُ والـحـرمانُ قـافـلةً
ولــم يــزلْ بـالـمنايا يـخرقُ السُفنَا
نـسوح فـي غربةٍ والخوف يجمعنا
بـفـتـيةٍ نُـومـوا فــي كـهـفهم زمنـا
نـقـصُّ إثــر الإخــا والـغـبن يـدركنا
ويـزرع الـحقد والأضـغان والـحزنَا
ما فرطوا في هواها غير صحبتهم
ومـا لـفى مـن حـنين يخضب اللبنَا
تـوارثـوا نـزعة الأحـزاب وانـتحلوا
طيف الردى ، أثمرت أحقادهم وهنَا
ودمــــروا كُـــلَّ بـنـيـانٍ بــنـاهُ بــهـا
قـومٌ لـهم فـي بـساطِ الـودِّ ما بَطنَا
عـلى مـدى الـف عام لست أحسبها
أضـاعـها زمــرةٌ بيــعاً جـنى ثـَمــنَا