لا تـسـألـيْ عــنْ حـالـتيْ أحــدا
أوكـلـتُ حـالـي الـواحدَ الأحـدا
قـدريْ هـوَ الْمكتوبُ فيْ قَدَرِيْ
وقـناعتيْ تُـضفيْ الـجوىٰ بـردا
روحــيْ لــداْرِ الـخـلدِ وجْـهـتُها
وجـهـيْ لـغـيرِ الـلَّـهِ مــا سـجدا
نـفـسيْ عــنِ الْأطـمـاعِ عـازفـةٌ
والأمــسُ لاْ تـطـويْ يــداْهُ غـدا
رزقيْ هوَ الْمقسومُ فيْ صحفيْ
والـعُـمْرُ لا يـطـغيْ مــداْهُ مـدىٰ
أبـنيْ بـيوْتَ الـزهدِ مـنْ ورعـيْ
أســلـوْ مـــعَ الْأحـــزانِ مُـنـفردا
إنْ مـسَّـنِيْ خـيرٌ شـكرتُ ؛ وإنْ
شــرٌّ صـبـرتُ ؛ لأسـتـزيدَ هُـدىٰ
الــحُـبُّ مـــنْ قـلـبـيْ مـشـاْرِبُـهُ
والـحـقـدُ لا أطـــويْ بِــهِ كَـبِـدَا
بــالــلـيـلِ قُـــــدَّاسٌ لـرحْـلـتِـنـا
والــصـبـحِ إيْــنــاسٌ إذا وفـــدا
مــا دامَ ربِّــيْ مــنْ تَـكَـفَّلَ بــيْ
لا تـسـألـيْ عـــنْ حـالـتـيْ أبــدا
مــنْ غـيـرُهُ الْـرحـمٰنُ مـعـتمديْ
أَمَّــــنْ ســـواهُ كـــانَ مـلْـتـحدا
لا تـسـأليْ الـدنيا و مـا صـنعتْ
يـبـقىٰ الـجواْبُ عـليكِ مُـعْتَقَدَا
مــا طــابَ نَـسْمٌ فـيْ مـضاربِها
يـومـاً و لا أوفـىٰ الـهوىٰ عـددا
فــيـهـا رحــــىٰ الأيَّـــامِ دائـــرةٌ
بـالـغَيِّ تُـعْـدِمُ عِـشْـقَها الـرشـدا
تُـصْلِيْ لـياْلِي الـشوقِ مـنْ كَـبِدٍ
والـعـينُ تُـحْـرِقُ دامـعـاً سَـهِـدَا
أفـنـىٰ الـشـبابُ بِـحُـبِّها عُـمُـرِيْ
والـشيبُ يـبريْ بـالردىٰ جـسدا
***
لا تـسـأليْ مـا الـحَلُّ فـيْ بـلديْ
والـجرحُ يُـدمِي الـبنتَ والـولدا
لا الـصـخـرُ يـرحـمُ إسـتـغاثتَها
كــلَّا و لا حـجرٌ يُـجِيْبُ نِـدَاْ(ء)
حـتَّىٰ الـقوافيْ مـا عَـلَتْ صنماً
بـالصوتِ إلَّا عَـادَ مُحْضَ صدىٰ
الــصـدقُ فـيـهـا مــاتَ مـسْـغبةً
والـكـذبُ يَـحْـيا بـالـشقا رغــدا
الــغــدرُ خــنـجـرُهُ بـخـاْصـرتيْ
قــدْ قَـيَّـدَ الْأحـشـاْ و غــلَّ يـدا
والــيُـمْـنُ والْإيــمــانُ سَـاْقَـهُـمَا
نَـعْـشُ الـضـميرِ طـرائـقاً قِــدَدَا
فـيـهـا جُــيـوْشُ الــغِـلِّ كَـاْلَـبَهَا
جــيــشٌ عـلـيـنا لا لــنـا مـــددا
يـا حـسرةَ الْأقـلامِ كـمْ سَـكَبَتْ
مــنْ دمـعـةٍ لــمْ نُـحْصِهَا عَـدَدَا
مـنْ دعـوةِ الْـمظلومِ إنْ فَتَحَتْ
حُـجُـبَ الـسـماءِ بِـقَـهْرِهَا كـمدا
مــــاذا يُـجـيـبُ الـظـالـمونَ إذا
وقـفوا أمـامَ العدلِ دونَ فِدَاْ !؟
وَ بِـــمَ يَــرُدُّ الـبـغيُ إنْ نَـطَـقَتْ
مِـنْـهُ الـحـواسُ وجِـلْـدُهُ شَـهِدَا
حُـقَّـتْ عُــرَىٰ الإسـلامِ سـاْئلتيْ
بُــسَّـتْ جِــبـالُ تَـصَـبُّرِيْ جَـلَـدَا
نــسـجَ الــغـراْمُ لـرحـلتيْ كـفـناً
لا تـغـزلـيْ مـــنْ ظُـلـمِهِ مـسـدا
فـــيْ دوحــةِ الأرواحِ مـوعـدُنا
والـوعدُ حـقٌّ لـنْ يَـضيعَ سُـدَىٰ .
د. همدان محمد الكهالي