دكتور همدان محمد الكهالي يكتب.. نورُ الحقيقة
هــلَّ الـهـلالُ فـزاغت مـقلة الـظلمِ
وهـــام هـمـدانُ كالـهيـجاءِ بالقــلمِ
مـن غـابرِ الدهرِ والأشواقُ عاصفةٌ
بـخاطـري لهـفــة للبيـتِ والحـــرمِ
يـعانق الـنجمةَ الـسمراءِ فـي حـلمٍ
ويـقـتـفي إثــر أخـبـارٍ مــن الـقِـدم
ومـطـلعُ الـفـجرِ أن الــروح نـازفـةٌ
مـشـاعراً مـا لـها بـالزيفِ مـن قَـدَمِ
لـمـن لــهُ لـهـفة فــي خـاطري ولـهُ
صـبابةً أصلـها يـجري بجوف دمِي
من جـودهِ أزهــرتْ أيّـــان مـوردهـا
عـلائـق الـروح والأوراق مـن عـدمِ
وأثــمـرتْ حــبـةٌ أضـعـافَ سـنـبلها
مـن زرعـةٍ ذخـرها كـمّاً مـن الـرقمِ
وأنـجم فـي سـماء الـكون سـابحة
وكَـــلُّ حـــيٌٍ تـولّـى نـشـوةَ الـنـعمِ
يـنـاهزُ الـعـمرَ مــا قـد خـطَّ خـالقهُ
حـتّـى إذا جــاء وعــد الله بـالـردمِ
الـواجـدُ الـنـور لــمْ يـولدْ ولـمْ يـلدُ
سـبـحانهُ مــا لــهُ نِـــدٌّ مــن الأمــمِ
هــو الــذي أنـــزل الآيــاتَ قـاطبةّ
وزفّـهـا فــي ثياب الحُسن كـالعلمِ
فـهل تـرى رحـمة الـرحمٰن في نعمٍ
يــا غـافـلاً ذكــرهُ بـالـعزف والـنغمِ
إن مسّك الخير من مولاك فأشكرهُ
أو مـسّك الـشرّ كـان الـطبّ للسقمِِ
فـمن سـوىٰ الله بـالإخلاصِ نـعبدهُ
يـا عـابداً دونـهُ مـا شئتَ من صنمِ