إبداعات أدبيةإبداعات هارموني

د. خيري السلكاوي......يكتب (قهر المحال ....!بحر الوافر- زئير الابتهال)

قهر المحال ..! بحر الوافر

————–

**

( ١ ) زئير الابتهال …!

..

قــواف كــم شـدت دون ابـتذال

لآيـــــات الــمــلاحـة و الـــــدلال

..

و تــوجـت الـبـهـاء بــمـا تــراءى

لـعـيـنيها الـصـيـاب مــن الـلآلـي

..

فــحـازت نــبـل أفــئـدة وسـامـا

يـلـيـق بــمـا تـبـنـت مــن مـقـال

..

و اشــرق فـي ربـاها بـدر عـشق

يـحـيل الـشـمس وارفـة الـظلال

..

لــفــاتـنـة حــبــاهــا الله نـــــورا

تـشـع بــه الـلواحظ مـن خـصال

..

و أفـــرد فــي شـواطـئها بـحـارا

بــهـا الــمـد الأبـــي بــلا انـفـعال

..

و جــزر تـقـتفي الـمـوجات فـيه

هــروب الـمـقفرات مــن الـخلال

..

فـتـغرقها لـيـبقى الـبـحر حـصنا

لأمـــجـــاد بــنــيـنـا بــالـمـعـالـي

..

بــقــادش ثـــم جــالـوت أحـلـنـا

فــلــول الــشــر قــسـرا لــلـزوال

..

و صــار الـشـرق تـحـرسه قـلاع

بـتـخـطيط بــلا أدنــى ارتـجـال

..

و فـي حـطين عـاد الذئب يعوي

و يـمـرح فــي الـمدائن بـاختيال

..

و كــان صــلاح بـالمرصاد يـبني

صـروح الـعز فـي الـهمم الجذال

..

و يـفرد فـي شـتات العرب حبلا

يـرتـق مــــزق ســوء الإتـصال

..

فــنـال بـوصـلـهن ربـــاط بــأس

يــكـاد يــفـي لـــه حـــد الـكـمال

..

يــشـق إلـيـه درب الـمـجد أســد

مـن الـشرق الجنوبي و الشمالي

..

و يــرفـع رايـــة الـتـحـرير أســد

مــن الـغـرب الـمدجج بـالبسال

..

و يـنـهل طـهـر نـهـر الـنـيل أسـد

فـيـكمل مــا نــواه مــن اكـتـمال

..

و يـنـقضُّ الأســود عـلـى عواء

فيـسـحــقـه .. زئـــيــر الإبـتـهـال

..

و نـحو الـمسجد الأقـصى يدوي

بــإســم الله شــــدو الإحــتـفـال

..

و أولـــى الـقـبـلتين بـهـا تـعـالت

صـــلاة الـشـكـر بـعـد الإعـتـلال

..

و مــسـرى سـيـد الأنــام عــادت

طـهـارتـها لــنـا .. بــعـد اغـتـسال

**

( ٢ ) دون جدوى ..!

..

و مـن يـأمن صروف الدهر يبلى

بـنـقص فـي الـعتاد و الانـسطال

..

سـيشرب مـا تـفادى مـن كـئاس

و يـأكـل مــا تـجـنب مــن غـلال

..

و يـلـبس مــا تـمـزق مــن ثـياب

و يستجدي الجوى في الإنتعال

..

تـلـفـظ بـلـفـُر الـمـلـعون وعــدا

لـيـنـتـهـك الــطــهـارة بــابـتـذال

..

و يـنـقـض دون ردع كـــل عـهـد

و يــنـزعـنـا كــقــشـر الـبـرتـقـال

..

مـن الـزيتون في الوطن المفدى

و يـثـخـن بـالـبـوارد و الـنـصـال

..

يـــوطــن آل صــهـيـون جــهــارا

بــنـفـي و اعــتـقـال و اغــتـيـال

..

و تـشـهـد ديـــر يـاسـينٍ و قـانـا

بـقـتـل كـــان ” إنـتـرناشيونالي”

..

و يـوم حنينَ يرجع دون جدوى

تــذكــرنــا بــبــلــوى الانـــعــزال

..

فـنـكـبـو بـانـتـكـاسٍ و انــدحـار

و نـخـسـر بـانـشـغال و انـذهـال

**

( ٣ ) الشهد الزلال ..!

..

و نَـصْـرُ اللهِ فـي تِـشْرِينَ فـاقَتْ

مَـنـاقِـبُهُ شِــهـادَ عُــرَى الـجَـمالِ

..

فَـمِـنْهُ الـفَـجْرُ يَـبْـزُغُ فــي جِـباهٍ

تُـضَـحِّي فـي الـفِداءِ بِـكُلِّ غَـالي

..

تُــداعِـبُ رِقَّـــةُ الأنْـــداءِ وَجْــهًـا

بِـهـا قَــدْ صــارَ بَـرْقًا فـي الـنِّزالِ

..

مَــعَ الإشْــراقِ تُـصْـقِلُها صُـرُوفٌ

تَـبُـوحُ بِـهـا الـدُّهُورُ بِـلا احْـتِمالِ

..

و لا يَــوْمًـا تُـفَـسِّـرُ مــا اعْـتَـراها

و مـا تـاقَتْ تُـجِيِبُ عـلى سُؤالِ

..

فَـلَـمْ تَــرْضَ الـقُـعُودَ بـهـا هَـوانًا

و سِــيِــنـاءٌ تَـــئِــنُّ و لا تُــبــالِـي

..

بِـنَـهْـرِ الـنِّـيِـلِ هَــبَّـتْ يَـجْـتَـبِيِها

بـمـا نَـهَـلَتْ مِــنَ الـشَّـهْدِ الــزُّلالِ

..

نُـسُورًا فِـي عَـنانِ الـخَفْقِ تُـرْدِي

جُــحُـورَ الــبُـومِ رَجْـمًـا بِـالـنَّوالِ

..

جَــحـافِـلَ بِــالـقَـوارِبِ تَـقْـتَـفِيِها

مَـعـابِـرُ دُونَــمـا أدْنَـــى اخْـتِـلالِ

..

و دَبَّـــابــاتِ قَـــنْــصٍ تَـعْـتَـلِـيِـها

تَـصُولُ عَـلَى هُـدَى قَـهْرِ الـمُحالِ

**

( ٤ ) الوهم المحال ..!

..

جــــدارٌ ســطــر الـخـبـراء فــيـه

شــهــادات اسـتـحـالات الـمـنـالِ

..

فـكـيف سـنـعبر الـمـوت انـتهاكًا

لــنـيـران الـنـبـالـم فـــي الـقـنـالِ

..

و فــوق رؤوسـنا الـدانات تـهوي

بــزخـاتٍ مـــن الـحـمـم الـثـقـالِ

..

و كــيـف إذا عـبـرنـاهم نــلاقـي

صـنـوف الـحـتف عـند الإقـتتالِ

..

بـأسـلـحةٍ يــحـار الـعـقـل فـيـهـا

تــدمـر مـــا مـلـكـنا مـــن نــبـالِ

..

و قـضـبانِ مــن الـفـولاذ تـحمي

مــن الـنـووي الـمجمد و الـمسالِ

..

و بـالـخـرْسانة الـتـحـفت أمــانًـا

يــنـوء بـحـمـل أطــنـان الـرمـالِ

..

يـغـلـفهم ثـــرى الألــغـام حــتـى

تــجـاوز طـولـه الـقـمم الـعـوالي

..

فــلا هـو بـالمساطبِ قـد تـحدى

عــزائـمـنـا و لا هـــــو بــالــتـلالِ

..

يــرسـخ ألــف عــامٍ فــوق أرض

مـــن الـفـيروز ضـيـم الإحـتـلالِ

..

تـفـانـى فـكـر بـارلـيفَ الـوقـائي

و ظــــن بـلـوغـه حـــد الـكـمـالِ

..

و لــــم يــأبــهْ بــــأن الله فـيـهـا

تــجــلـى لـلـكـلـيم بــــلا نــعــالِ

..

لـيـبـقـى الـطـهـر عـنـوانًـا جـلـيـا

يـرفرف فـوقها مـن ذى الـجلالِ

..

فــكـيـف لآل صـهـيـونٍ تــمـادوا

لــتـدنـيـس الــطـهـارة بــالـوبـالِ

..

و كـيـف سـيـقبل الـرحمن عـذرًا

نـسـوق إذا الـنـضال بــلا فـعـالِ

**

( ٥ ) القول الفصال ..!

..

تــقـلـد عـزمـنـا شــهـرًا فـضـيـلًا

و صـال عـلى سنا القول الفصالِ

..

” و إن نـكثوا ” وقـد نكثوا مرارا

فــحـق لـنـا الـجـهاد بــلا جــدالِ

..

” يـعـذبهم…” بـأيـديكم…” فـهيا

و قــــول الله يــدعــو لـلـنـضـالِ

..

و يـسـتوفي عـتاد الـنفس أجـرًا

و لـلـشـهداء يـــا عِــظـم الـنـهـالِ

..

فـكـيف جــدار بـارلـيفٍ سـيقوى

عـلـى زنــد الأسـود مـن الـرجالِ

..

و مـهـمـا كـــان فـيـه مــن دمــارٍ

فـهل يـعصى عـلى شـمم الجبالِ

..

و صـيحات بـها الـتكبير أفـضى

بــإذكـاء الــضـراوة فــي الـقـتالِ

..

و نـــيــران حـوائـطـهـا تــجـلـت

صـواريـخا تـصون سـما الـمجال

..

و تـفرض مـنطق الـتحريم قنصا

فـسـلـمـت الــسـمـاء بـالامـتـثال

..

تـهـاب صـقـورهم صـاروخ سـام

و بـــاءت بـانـتـكاس و انـخـزالِ

..

فـلـم تـقـلع ســوى لـتـعود تـترى

بــلا أمــل و لـسـت هـنـا أغـالـي

..

و أفــئــدة يـحـيـل الــنـار فـيـهـا

إلــى حـمـم الـفـدا قـرب انـدمالِ

..

جِـــراحٍ عــاشـت الـغـربان فـيـها

تـقـطـع كـــل أحــبـال الــوصـالِ

..

و آن أوان لــــمِّ الـشـمـل يــزهـو

بـــه الـعـربي فــى شــد الـرحـالِ

..

إلــى مــن فـي سـبيل الله هـبوا

و كـانـوا الــدرع ضــد الإنـفصالِ

..

تــآزرت الـشـعوب فـكـان نـصـرًا

مــبـيـنـا لـلـحـقـيقة لا الــخـيـالِ

..

تَفيضُ به الشموسُ على التوالي

مَــدَى الـخمسينَ عـامًا بـالمَعالي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى