عندما أقرا قصة ابن بار بأمه أو ابنه باره ابكي بكاءا شديدا . غبطة وغيرة من ذلك الابن البار بأمه . كنت أتمني أن تعيش امي وتهرم كي أجلس تحت قدميها ، أدللها وأصفف لها شعرها وأجالسها واذداد من أنسها للأسف الشديد كتب الله النهاية لأمي سريعا
لم أحظى برفقتها سوي أربعون عاما من عمرى . وكأنهم أربعون دقيقة . لم أسمع فيهم صوت أجمل من صوتها . عندما كانت تضع يدها علي رأسي وأنا مريضة كنت أشفى بإذن الله . كانت دائما تطمئن قلبي الخائف . وتهدئ من روعي لفقدانها المستقبلي وكأنها كانت تعلم أن استحمالي لفقدها مستحيل . كانت تصلي وتبكي من أجلي . وتقول اللهم أثلج قلب ابنتي رانيا عند الفراق . وكنت أهز رأسي مستنكرة دعواها وكأني أعلن لها بأنه من المحال أن تفارقني . و إذا فارقت الدنيا فأنا سالحق بها فورا . وكنت أقول في نفسي هيهات أن يثلج قلبي دقيقة واحدة في فراقك . وهل يعيش جسد دون روح .ولكن دعوة أمي استجابت وعند وفاتها أصيب جسدي بالبرودة وأثلجت روحي بالرغم أننا كنا بشهر يوليو عز الحر . تجمدت عندي مشاعر الحزن . وكأنه يوم عرس أمي وليس يوم وفاتها ، لم تصدر مني كلمة تأفف أو حتي تضجر لم يخرج صوتي الا بالحمد والدعاء لها بالرحمه والاسترجاع لله . لم تذرف عيني الدموع . ولم أشعر بفراقها كانت تأتي لي في الأحلام يوميا تطمئنني لمدة عام كاملا . تشد من اذري . وتقرأ لي سورة ياسين وخواتيم سورة البقرة . وتكلمني وتسرد لي قصص الصبر . أمي لم تكن بأم عادية بل إنها كانت ملاك الرحمة لي ولأبنائي ولأسرتنا .
الله يرحمك يا ماما معلمتي وقدوتي وصديقة دربي