د.سمير المصري يكتب.. رسالة عم صلاح .الرزق مش كله فلوس
رسالة عم صلاح. الرزق مش كله فلوس
الغراب يترك فراخه النعاب ” الصغار ” بعد خروجها من البيض ، لانه لا يألف لونها.. ويظن انهم ليس فراخه
يتركهم بدون طعام ، فتصرخ وتفرز من عينيها وحول فمها سائل لزج..
فيرسل الله اليه حشرات صغيره لرائحة هذه الماده اللزجه فتلتصق به ..فيتغذي على هذه الحشرات الي ان يبدا في النمو وظهور الريش الاسود عليه..
تعود أمهم اليهم مرة اخرى لترعاهم بعد ان اصبح شكلهم مألوفا..
“وما من دابة فى الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل فى كتاب مبين ”
ونحن مازلنا نخاف من ضيق الرزق…. رزقك سيأتي أينما كنت ، ووقتماء يشاء رب العالمين… فلقد عرفت ان رزقي لن يأخذه أحد مني ….ف اطمئن قلبي..
الحمد لله على فضله ونعمته علينا ، مين قال إن رزق ربنا بس فلوس !! ؟
ده الحُب رزق ! ، والفرحة رزق ! ، الامان رزق ! ، والراحة رزق ! ، قادر تشوف ؟ ما ده رزق !
الثقة رزق ! ، والامل رزق ! ، اليقين رزق ! ، والصبر رزق !
حتى رحمة ربكـ رزق !
طب مش الرضا رزق ! ، والابتلاء مش برضه رزق !
الاهل رزق ! ، الام اعظم رزق ! ، والاب اعقل رزق !
اما الاخ ده بقى ادفى ارزق ! ، والاخت دايما احن رزق !
طب مش الزوجة الصالحة احلى رزق ! ، والزوج الصالح هو اسعد رزق !
البيت مش رزق ! ، والصحة ايه غير رزق ! ، طب ده حتى الدَمعة رزق ! ، الاحساس رزق ! ،
ده حتي النفس اللي بتتنفسه رزق !
لما تضيق بيك راجع نفسك وعِد رزق ربك من جديد وهتشوف اد ايه انت غني بس انت اللي “قافش “في رزق ليه “ميعاد” لسة مجاش وناسي رزق محاوطك من كُل ناحية وإنت مش واخد بالك ..
كُل نِعمة من عند ربكـ هي في الاصل رزق , إحنا بس اللي اتعودنا عليها ، افتقدنا الاحساس بإنها رزق غالي ، ونعمة اغلى في ايدينا
الرزق مش بس فلوس .. الرزق ده كُل حاجة بتحتاجها في حياتك وربك بيبعتهالك
حتى النفَس اللي بتتنفسه رزق ..
يارب .. اجعل اوسع ابواب رِزِقنا .. رحمتك يارب ، مش كل الرزق اللى وصلك جاى علشانك ، ده رزقك ، ورزق أولادك ، وزوجتك ، ورزق ناس هيوصلهم ،
رزقهم عن طريقك وما أنت إلا وسيلة، فعلشان تحفاظ على استمراره، تعامل معه بشيء من إنكار الذات ، وإنك لا حول لك ولا قوة فيما رزقت وماهو إلا فضل الله عليك.
والرزق مالوش علاقة بالأسباب..ممكن تعمل كل الأسباب ومايجيش ، وممكن ماتعملش حاجة ويجى ، فى ناس اتولدوا أصحاب ملايين وماعملوش أى مجهود لكن خللي بالك لازم تاخد بكل الأسباب ، لأن ربنا سبحانه وتعالي أمرنا بكدة ،،، بس قلبك لازم يبقي موقن إن الرزق من ربنا بس وما أنت إلا مؤدى لأسباب لا تنفع ولا تضر .
.
والرزق مالوش علاقة بالتعليم، أكثر ناس معاهم فلوس فى العالم تعليمهم مش احسن حاجة.
والرزق مش فلوس بس، الصحة رزق، الأولاد رزق، الزوجة الصالحة رزق، الزوج الصالح رزق، صلاح الحال رزق، هدوء البال رزق، سعادة القلب رزق.
رزقك مكتوب من قبل أن تخلق هذه الأرض بمن عليها.. ستحصل عليه.. شاء من شاء وأبى من أبى..
ولا يملك مخلوق أن يحول عنك رزق كتبه الله لك..
ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها..فلك عدد أنفاس و أموال وقت أن تستنفذها تموت..وإن الرزق ليطلب صاحبه أكثر ممن يطلبه أجله ،
فاطلبوا الرزق بعزة أنفس فإن الأمور تجرى بمقادير.
عم صلاح جابر والشهير بصلاح شتات أكثر من 40 سنه يعمل في مهنه القهوجي واللي ورثها أبا عن جد ، واشتهر بين جميع زبائنه بحي البر الشرقي بمدينة شبين الكوم بالأمانة والنشاط بعد أن أفنى زهرة شبابه في خدمة عمله وجميع أهالي الحي ، حتى تحول على مر الزمن لكاتم أسرار وأمين سر الحي ،
يلجأ إليه الكبير والصغير للاستبشار صباحا وتناول فنجان القهوة ، لما يمتلكه الرجل من روح المرح والدعابة والتي تذوب معها كافة ضغوط الحياة اليومية.
قال عم صلاح شتا انه لم يكمل تعليمه بالمدرسة وخرج منذ الصغر ، وفضل الالتحاق بالعمل بالمقهى الخاص بوالده والذي ورثه عن جده ليمارس السباحة في بحر الحياة يتذوق حلاوتها ومرارتها أيضا ،
لقد حرص بشده على أن يلتحق جميع أولاده بالتعليم ليحصلوا على الشهادات وقد تحقق له ما أراد بالفعل وبحسب قوله كل أب يتمنى أن يكون أولاده أفضل منه في كل حال.
عم صلاح بيقول بفضل الله تمكنت من خلال مهنتي البسيطة من إنهاء جزء كبير من رسالتي في الحياة مع أولادي ، عندي ثلاثة من الأبناء وهم” محمود” حاصل على ليسانس الآداب و”محمد “حاصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية و”أسماء ” حاصلة على بكالوريوس الحاسبات والمعلومات ولم ابخل عليهم بكل غالى فهم فلذات كبدي ومن اجلهم تحملت كثيرا من الصعاب والمشاق حتى اعبر بهم إلى بر الأمان والشهادة الجامعية في كل الأحوال سلاح فبالعلم تبنى الأمم مجدها.
وعم “صلاح” بيقول بان ثمرة وخلاصة تجربتي مع الحياة تجسدت في نجاحي في تربية أبنائي بالحلال، فالرزق ليس في المال فقط وإنما في أمور أخرى كثيرة والحمد لله على كل حال.
وأضاف: مصر بلد جميله بشعبها ، وربنا ذكرها في كتابه العزيز وبها خزائن الأرض ومن المؤكد أن حال هذا البلد سوف ينصلح ، ولن تظل الأمور على ما نحن عليه الآن فمصر كنانة الله في أرضه ، وستظل محفوظة برعاية الله وعنايته فقط أطالب الشعب المصري بالعمل ونبذ الكسل ، ورسالتي للشباب اعملوا واجتهدوا فالفرص كثيرة بدلا من الاستسلام للبطالة أو الانحراف.