د.صافيناز حبيب تكتب....(دور المرأة في تنمية الهوية الوطنية)
قدمت المرأة المصرية طوال تاريخها الكثير و الكثير من أجل الوطن و كان نضالها من اجل الحرية و الاستقلال و الحفاظ علي الهوية الوطنية و الحصول علي المساواة في التعليم و العمل وذلك منذ ثورة 1919 شاركت فيها المراة المصرية و فتحت بها الحياة السياسية لذلك اعتبر يوم 16 مارس سنة 1919 يوم المراة المصرية حين استشهدت السيدة حميدة خليل اول شهيدة مصرية من أجل الوطن وقد تظاهر اكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدي شعراوي ضد الاحتلال البريطاني و بعد مرور اكثر من قرن تعود المرأة المصرية من جديد تقوم بنفس الدور في ثورة 30 يونيو لتساند وطنها في القضاء علي الجماعات الارهبية لعبور الوطن الي بر الامان و الحفاظ علي الهوية الوطنية
و هنا لابد ان نعرف ما هي الهوية الوطنية
الهوية نقطة تجمع مجموعة من البشر علي ثقافة معينة و حاضرة معينة يقطنون علي بيئة جغرافية معينة تشكل لديهم انتماء و هذا الانتماء نوعا من الالتزام تجاه المجتمع لذلك نجد ان الهوية لها جانبين جانب اساسي و جانب سنوي
الجانب الاساسي المعتقادات الدينية و الموروثات الثقفية المشتركة و القيم الحاكمة و اللغة المشتركة و هذا الجانب يمثل الثوابت
و هناك الجانب السنوي و هو مكون مرن يلتف حول المكونات الاساسية مثل الزي و المأكل و التفاعلات مع المجتمعات الاخري و النظام السياسي و الرمزز الثقافية الموجودة و هي قابلة للنمو و التطوير
لذلك وظيفة الهوية الوطنية حشد الجهود من أجل ايجاد انجازات حضارية للمجتمع لبناء الوطن
اذن الهوية الوطنية تعني الانتماء للوطن و ما يقدمه الانسان من انجازات حضارية تساهم في بناء الوطن و تمثل نوعا من الالتزام و المسؤلية تجاه الوطن حينما تحافظ علي الممتلكات العامة و الخاصة و تتقبل الاخر و تتفاعل معه وتكون صانعا للسلام و تعرف ما لك من حقوق و ما عليك من واجبات و لديك التزام بالثوابت الدينية و الاخلاقية و اللغة للوطن الذي تنتمي اليه فهذا يمثل قوة في الهوية الوطنية و الانسان القوي في هويته الوطنية يكون قوي في هويته العالمية و الانسانية
ولذلك نجد ان دور المرأة له اهمية كبيرة في تعزيز الهوية الوطنية و الحفاظ عليها وذلك من خلال التربية السليمة لابنائها
وذلك في شعورهم بتقدير الذات و هذا يتحقق في ان يشعر بهويته الذاتية سواء كانت هويته من حيث النوع او الثقافة او الدين و كذلك الشعور بالانتماء لهذا الوطن و هذه الحضارة و اللغه و ايضا شعوره بالحب انه محبوب و مقدر من والديه و اسرته و مجتمعه وكذلك الشعور بالكفاءة و القوة في ان يصنع حضارة في بناء المجتمع و ايضا للام دور كبير في شعور ابنائها بأن هناك هدف لابد من تحقيقه و هو تحقيق انجازات لبناء نفسه و بناء وطنه و ايضا يقع علي عاتق الام مسؤلية وضع لائحة تربوية داخل اسرتها اي ما يسمي بالضبط السلوكي لمعرفة ما يجب و ما لايجب و احترام نظم الاسرة لكي يحترم نظم المجتمع و احترام الكبير و الالتزام بالقيم الاخلاقية و ايضا الاعتزاز بأسرته و يفخر بها و هذا ينعكس بصورة اجابية علي المجتمع و يكون فخورا بمجتمعه
و لكي تصون المرأة و الام الهويه الوطنية ان تعمل علي توريث القيم الاخلاقية و احداث تغيرات في القيم المرنة اي مسايرة التقدم و التكنولوجيا بما يتوافق مع القيم و المبادئ التي يقوم عليها المجتمع المصري و اعطاء نماذج من الشخصيات الناجحة و المحبة لوطنها لابنائها مثل الدكتور احمد زويل و الدكتور مجدي يعقوب و ما قدموه من علم و عطاء لمجتمعهم و تشجيع ابنائها علي القيام بالعمل التطوعى و العمل العام لكي يشعوروا بقمتهم و إنتمائهم لهذا الوطن و الاعتزاز به مما يساهم في غرس الهوية الوطنية لديهم
و في النهاية نجد ان المرأة المصرية ساهمة مساهمة ايجابية في تعزيز الهوية المصرية في اكثر من موقف في الوقت الحاضر سواء في ثورة 30 يونيو و في التعديلات الدستورية و في الانتخابات الرئاسية و في الدفاع عن الهوية المصرية ضد اي شائعات او هجوم خارجي علي رموز مصر و مقدراتها حفظ الله مصر و شعبها برئاسة الرئيس الانسان عبد الفتاح السيسي و الله ولي التوفيق .
رئيس اكادمية مستقبل مصر الدولية
د/صافيناز حبيب