تنبثق الفكرة من العقل وتولد المشاعر من القلب ،و هكذا لكل شيء بداية ، ولكل بداية نهاية ، ولكل بداية ونهاية تجربة تتوسطهما ،وكل تجربة خاصة بصاحبها تخصه وحده تعلن له و تختم به، وتسيير الأمور إلى مداها حتى يحسم الأمر، وهنا يتعلم منها المرء وأن لم يتعلم ويستفيد سيسقط في بحور التجارب لمرات ومرات ولن يتعلم الدرس أبدا. هنا نسأل ونتساءل لماذا لا يتعلم المرء أحيانا من تجاربه؟
هل لأنه لا يركز في الأحداث والظروف الماضية ليتعلم منها؟ أم يتجاهل الأحداث تماما؟و يسير على طريق اللامبالاة وقد ينسى أن لكل مشكلة حل بإذن الله وحده وفي الوقت المناسب تماما ، إذ تعلم الإنسان من تجاربه السابقة لا يسقط بها مرتين، بل تكون له خبرة كافية تساعده على التفكير السليم وربط الأمور بعضها البعض وبالنضوج الفكري المصاحب لتلك الخبرة المستفادة من الدروس السابقة سيصبح أكثر “حنكة وحكمة” وهي الفائدة الحقيقية للتجارب ؛فأنها تجعلنا ذات الخبرات السابقة فيقال عنا أننا (حكماء الدهر الحالي).أستطيع القول “من ليس له ماض لا يوجد له حاضر أو مستقبل “منْ منا ليست له ذكريات وماضي يحيا به أو يهرب منها حتى، منْ منا لا يحمل بداخله ذكريات طيبة يحكى ويتحاكى بها ؟
فلنصنع من ذكريات الماضي حكايات و روايات للأجيال القادمة ليتعلموا منها . ثم يأتى الدور عليهم ليعلموا هم أيضا الأجيال القادمة. وهكذا جيل بعد جيل فهذا هو ” مشوار الحياة” .تاريخ الأجداد يتوارثه الأباء وتاريخ الأباء نتوارثه نحن ويرثه أبناؤنا فيما بعد، وهكذا…. .
اصنع لك تاريخ جدير بالذكر من أعمالك الطيبة وردود أفعالك الحسنة ومواقفك المبهرة.اصنع لك تاريخ مثمر بالأعمال الناجحة مهما كان مشوارك طويل أو صعب أو كله تحدى .اصنع لك تاريخ يفرض نفسه أمام كل الناس وأقوال مأثورة تصبح حكمه للزمن الآتي ، لا تقول من أين لي بذلك،حينما تتذكر مواقفك مع الله و ستره عليك اشكره و قصها على أولادك ليعلموا و يتعلموا، ثق أن أجمل ما بمشوار حياتك هو اعترافك أمام نفسك وأمام الآخرين سواء أهل أو أصدقاء بنعم الله عليك ولسان حالك يقول :كنت أظن أنها لا تفرج ولكنها قد فرجت ومن أوسع الأبواب” ،وتقول “كنت أظن أني متروك و مهمل والله ناسيني ولكن علمت أنك قادر على كل شيء وأنك تحمل لي الخير في وقته بالتمام “
“كنت أظن أنها ستظل إلى الأبد وأنها لا تحل ولكن الحل جاء من الله بشكل عجيب ولا مثيل له”
كم وكم من عبارات تقال بعد مرور التجربة تجعل منها شهادة لله على رحمته ومحبته ومساندته للبشرية
كم عظيم هو إيمانك واتضاعك وانسان الستر والنجاح لله وحده، فهو من يسمح بالتجارب وأيضا من يمنح العطايا ولكل شيء تحت السماوات وقت .