د.مصون احمد بيطار تكتب.......ناديت أمي
إلى الراحلة الباقية ماحييت في نبض قلبي أمي.
ناديت أمي لم تجبني الدارُ
وتكسرت في خافقي الأوتارُ
أماهُ يا أمَّ العطايا لم يزلْ
في الدَّارِ منكِ بكلِّ ركنٍ غارُ
بكتِ الفصولُ لفقدِ نبعِ حنانها
والدمعُ في مقلِ النُّجومِ يحارُ
يا جنتي ناديتُ باسمِكِ هالني
رجعُ الصَّدى فالنعمياتُ قِفارُ
أمي ندهت ودمعتي مكلومةٌ
بين السّطورِ انثالتِ الأفكارُ
قد كنتِ أولَّ من يجيبُ تحيتي
ويضمُّ روحي خافقٌ وإزارُ
بل كنتِ أولَّ من يردُّ حبيبتي
وعلى جبيني تُطبعُ الأقمارُ
أولستِ أولَّ من سمعت قصائدي
فلمن ستتلى بعدكِ الأشعارُ؟
يا دفءَ روحي ليس بعدَكِ شافعٌ
ما عادَ لي لما رحلتِ دثارُ
كنّا فراخاً في غصونكِ عشُنا
مهما شقينا دائماً غفَّارُ
فهنا ولدتُ هنا نشأتُ مدلَّلاً
وهُنا هُنا منديلكِ المعطارُ
وهنا درجتُ ولَم يزلْ في خاطري
صوتُ له بينَ الضلوعِ سرارُ
وهنا ابتسمتِ هنا رسمتِ معالمي
وهنا تدفَّقَ نبعُكِ الفوارُ
وهنا زرعتِ على جبيني رحمةً
ونما بمهدي النُّور والنُّوارُ
وهنا بليلِ الخوفِ كنتِ أمانَنا
لم يلقَنا بدعاكِ قطُّ عِثارُ
أمَّاهُ يا قدسَ الطَّهارةِ والتُّقى
بسنا رغيفك يعجنُ الإيثارُ
فيضُ الحنانِ لكلِّ قلبٍ متعبٍ
يصغي لطيبِ حديثكِ السُّمَّارُ
يامن زرعتِ سنابلاً بدفاتري
كلُّ المواسمِ من يديكِ تغارُ
ساءلتُ عنكِ الدَّارَ أينَ حُشاشتي؟
بكتِ الورودُ وأنَّ فيها جدارُ
فسألتها يبكي الشَّذا من حُرقةٍ؟
قالت :بلى إنْ غابتِ الأزهارُ
قالوا رحلتِ وغابَ طيفُك باسماً
وطمى السَّرابُ ولفَّني التيارُ
بوركت ياالرَّمسُ الّذي أضحى بها
روضاً لكلّ المعتفين مزارُ
وسقيتَ غيثَ الصالحين ورحمةً
والدمع فوق ترابه مدرارُ
يا أيها الجدث المسافر في دمي
بوركت قبراً غاب فيه نهارُ
د.مصون احمد بيطار تكتب…….ناديت أمي