آراء حرةالجيش والشرطة
ذكري مرور 67 عاما علي العدوان الثلاثي 1956 م… [صور نادرة]
الحرب الهمجية البربرية التي تشنها دولة الإحتلال الصهيوني علي الشعب الفلسطيني بدعم مادي وعسكري وسياسي أمريكي وغربي توجب إستعادة التاريخ الحديث في ذكري مرور 67 علي " حرب السوييس "...
بقلم – اللواء / محمود هادي
ربما تكون الحرب الهمجية البربرية ..التي تشنها دولة الإحتلال الصهيوني في حملة إبادة جماعية .. بدعم مادي وعسكري وسياسي أمريكي وغربي … علي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المُحتلة …وتجاوزت يومها الخامس و السبعين …. في إستعادة التاريخ الحديث في ذكري مرور 67 علي ” حرب السوييس “.. معني ومغزي يمكن الإستعانة به .. في فهم ما يحتار العقل في فهمه ..من علاقات متوافقة أحيانا ومتناقضة كثيرا بين العرب والشرق الأوسط والغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية …
لتعميق الفهم كان ضروريا العودة للبدايات التاريخية … 1917 م عندما اعطت بريطانيا وعدا لا سابقة تاريخية له .. بإعطاء الحق في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين … لم يكن لهذا الوعد قيمة دون ان يتحول ” الوطن ” الموعود .. إلي دولة مكتملة الكيان المؤسسي .. قابلة للإعتراف الدولي بها .. وهو ما تكفل به الرئيس الأمريكي ” هاري ترومان ” حين مارس ضغوطه بعد فشل جولة التصويت الأولي ..لإستصدار مجلس الأمن.. قرار التقسيم ” رقم ( 181 ) في نوفمبر 1947 م … ” في جولة التصويت الثانية.. بعد إنتهاء الإنتداب البريطاني علي فلسطين ..
في كتابه الوثائقي ” حرب السويس “.. يعود بنا ” هيكل ” إلي ابعد من ذلك قليلا … فيعتبر أن دور” الولايات المتحدة الأمريكية ” في الشرق الأوسط… بدأ عمليا بعد زيارة الرئيس الأمريكي “روزفلت ” لمصر .. فبراير من عام 1945 م … حيث إجتمع مع الملك المصري ” فاروق ” .. و مؤسس المملكة العربية السعودية الملك ” عبد العزيز آل سعود ” .. وإمبراطور إثيوبيا ” هيلا سلاسي ” …. علي ظهر الطراد الأمريكي (يو أس أس كوينسي (CA-71) … علي سطح البحيرات المُرة المصرية … فيما عُرف بمذكرة تفاهم ” كوينسي ” ..
إحتوت مذكرة التفاهم التي تم القوقيع عليها في الإسكندرية … على ثلاثة محاور .. أولها اللاجئون اليهود ..حيث رفض الملك ” عبدالعزيز” فكرة أن يتم توطينهم فى فلسطين .. وان عودتهم إلي البلدان التى اضطهدتهم وهجرتهم في أوروبا خلال الحرب… هو الٌحل الوحيد المقبول عربيا … والمحور الثانى حقوق العرب المشروعة فى ” فلسطين ” .. وأنهم سيختارون الموت ..عوضا عن تسليم أرضهم لليهود … إضافة إلى دور ” الولايات المتحدة الامريكية ” فى دعم عملية التنمية فى البلدان العربية.
ما اشبه اليوم بالبارحة …
فلم تكن أزمة السويس وليدة لحظتها ولكن امتدت جذورها إلى الصراع الطويل بين مصر والقوى الأجنبية .. الذي اشتدت حدته مع قيام ثورة يوليو 1952 م .. وتحرر مصر من هيمنة الاستعمار .. لتشكل سياستها الخارجية المستقلة.. عبء ثقيلا لتمدد نفوذ عدد من دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الاوسط ….
البداية مع توقيع مصر إتفاقية الجلاء 19 اكتوبر 1954 م …مع المستعمر البريطاني .. تم بمقتضاها الجلاء الكامل للقوات البريطانية من الأراضي المصرية في خلال 20 شهر.. اعتباراً من 19 أكتوبر 1954 على خمس مراحل .. مدة كل مرحلة أربعة أشهر ..حتى جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر في 18 يونيو 1955 م .. بعد إحتلال دام حوالي 70 عاما … منذ عام 1882 م …
المواجهة التالية كانت فكرة أمريكية .. اوكلت عنها بريطانيا لتنفيذها .. لإنشاء حلف دفاعي ..في مواجهة المد السوفيتي .. اُطلق عليه ” حلف بغداد ” (Baghdad Pact ) .. أو ” منظمة الحلف المركزي ” ( Central Treaty Organization – CENTO ) خلال الخمسينات .. تحديدا في فبراير من عام 1955 م …و تكون من العراق وتركيا وإيران وباكستان والمملكة المتحدة .. سعت بريطانيا – الوكيل الحصري لصاحبة الفكرة – .. إلى استقطاب مصر إلى الحلف .. بوسائل الترغيب والترهيب والوساطة …رغبةً منها في الحصول على شكل ما من النفوذ … يعيد لها مكانتها في المنطقة …
فقوبلت بمعارضة “عبد الناصر ” الشديدة … للاشتراك في أية أحلاف مع أي دولة أجنبية ….وتعدى الأمر إلى بذله مجهودات … للتصدي لمحاولات ضم دول عربية أخرى …مما زاد الحنق والغضب البريطاني تجاهه … فتعالت نبرات السياسيين البريطانيين وعلى رأسهم ” انتوني إيدن ” رئيس الوزراء .. اعتراضاً على مسار السياسة المصرية …وأصبح العداء والتحدي البريطاني لعبد الناصر معلناً .. على صفحات الجرائد والإذاعة البريطانية …
زاد الحنق البريطاني علي ” عبد الناصر ” .. تبني مصر في مارس 1955 م … إتفاقية دفاعية ضمت بجانب مصر المملكة العربية وسوريا ,, تقضي بنودها في عدم إنخراط الموقعين في اية أحلاف أجنبية ….
كانت زيارة رئيس الوزراء الإنجليزي ” انتوني أيدن ” الأولي والأخيرة لمصر … في فبراير 1955 م .. ولقائه الرئيس ” عبد الناصر ” .. عمقت التعارض بين سياسته في التوسع بإنضمام مصر لحلف بغداد .. ورفض مصر الدخول في اية احلاف عسكرية … وتأليب ” عبد الناصر ” للدول العربية علي رفض سياسة الاحلاف … في تعميق الخلاف مع إنجلترا .. ولا سيما بعد هجوم ” ايدن “علي ” عبد الناصر ” في جلسة مجلس اللوردات .. مارس 1956 م … وبيانه لخطورة الزعيم المصري .. في إثارة الشعوب الإفريقية علي التحرر من الإستعمار الإنجليزي والفرنسي …. وضرورة إتخاذ إجراءات اكثر حدة مع مصر ..
ساعد علي زيادة حدة التوتر بين مصر ودول الإستعمار الفرنسي والإنجليزي … دعوة مصر والهند و إندونيسيا إلي مؤتمر ” باندونج ” لإعلان ” منظمة دول عدم الإنحياز ” … في إبريل 1955 م .. شارك في المؤتمر رؤساء ورؤساء حكومات 29 دولة ينتمون إلى الجيل الأول من قيادات ما بعد الحقبة الاستعمارية .. من قارتي أفريقيا وآسيا … ومن أبرزهم” نهرو” .. والرئيس الأندونيسي ” أحمد سوكارنو ” و ” جمال عبد الناصر ” ….
في تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي ” موسي شاريت ” امام الكنيست أغسطس 1954 م … ان التطورات التي نجمت عن إتفاقية الجلاء .. وتسلم مصر قيادة منطقة القنال بما فيها من قواعد عسكرية ومطارات حربية .. تهدد امن إسرائيل بشكل مباشر .. ولا سيما بعد إتجاه مصر لتقوية جيشها وزيادة كفاءته القتالية …
في المقابل تبنت إنجلترا وعدد من الدول الغربية حظر تصدير السلاح إلي مصر .. ما دفع مصر بقيادة ” عبد الناصر ” .. لعقد صفقة السلاح مع الدول الشرقية فيما عُرف ” بصفقة الأسلحة التشيكية ” في سبتمبر 1955 م … لإمداد مصر بما قيمته 83 مليون دولار من الأسلحة السوفيتية الحديثة .. من خلال تشيكوسلوفاكيا .. . وكانت الصفقة نقطة تحول رئيسية في الحرب الباردة …وأثرت بشكل كبير على الصراع العربي الإسرائيلي .
تبنت الثورة في مصر إحياء مشروع ” السد العالي ” .. وبدأت بالفعل مباحثات تمويل المشروع مع ” البنك الدولي ” .. وتم الوصول إلي إتفاق من حيث المبدأ في سبتمبر 1955 م …. بتكلفة تقديرية ( 1,3 مليار دولار ) …وتم بالفعل الوصول إلي إتفاق نهائي في فبراير 1956 م ….ما جن جنون إنجلترا .. فقامت بالهجوم الإعلامي والصحفي العنيف علي ” عبد الناصر ” والمشروع.. ووقف أي تعامل مع مصر …وتأليب السودان علي مصر لرفض المشروع …
ونجحت في حث “الولايات المتحدة الأمريكية ” علي سحب مشاركتها التمويلية ضمن مجموعة البنك الدولي .. فأعلن وزير خارجيتها ” جون فوستر دالاس ” في فبراير 1956 م .. سحب العرض الأمريكي.. وتبعه وزير الخارجية البريطاني “سلوين لويد ” .. ما اجبر البنك الدولي علي إلغاء إتفاق التمويل .. لإرتباط سياساته بكلا الدولتين المنسحبتين … فزادت حدة التوتر بين مصر وبريطانيا لدرجة اكبر ..
ردا علي إلغاء البنك الدولي لإتفاق تمويل مشروع ” السد العالي ” … اعلن الزعيم ” جمال عبد الناصر ” في26 يوليو 1956 م .. بميدان المنشية بالإسكندرية .. قرار مصر بتأميم الشركة المصرية لقناة السويس .. شركة مساهمة مصرية … إرتفعت بها حدة التوتر بين مصر وبريطانيا … وزاد الجنون الإعلامي علي مصر وزعيمها .. لدرجة تشبيهه بهتلر وستالين في الإعلام البريطاني والعبري … والدعوة إلي إتخاذ إجراء اكثر عنفا مع مصر .. للتصدي لعبد الناصر وتحجيمه قبل أن يستشري خطره علي المصالح البريطانية والإسرائيلية …
وفي رواية لهيكل – حرب الثلاثين سنة / ملفات السسويس – أن رئيس الوزراء البريطاني ” ايدن ” .. أُعلن بخبر تأميم ” عبد الناصر ” لقناة السويس .. وهوفي مأدبة عشاء .. اقامها له الملك ” فيصل ” ملك العراق أثناء زيارته لبغداد … في حضور ولي العهد الامير ” عبد الإله ” ورئيس الوزراء العراقي ” نوري السعيد ” .. الذي يعتبر ” عبد الناصر ” الد أعدائه ..
دعي رئيس الوزراء البريطاني لإتخاذ تحرك عسكري سريع ضد مصر …ما دعي ” ايدن ” إلي عقد إجتماع حرب في العراق ولم ينتظر عودته لبلاده …جضره رؤساء هيئة اركان حرب الجيش البريطاني … والسفير الفرنسي في العراق .. والقائم بالأعمال الأمريكي … واسستهل ايدن كلمته ” بأن المصري ( ويقصد عبد االناصر ) يضغط بإصبعه علي قصبتنا الهوائية ” …
بحسب أن بريطانيا كانت اكثر الدول تضررا من قرار التأميم ( 45 % من اسهم شركة القناة ) … فكان التفكير هو إسقاط حكم ” عبد الناصر ” باي ثمن .. ففرضت عقوبات إقتصادية علي مصر .. بتجميد جميع ارصدتها وودائعها بالبنوك البريطانية …. بما فيها الأرصدة التي تملكها شركة قناة السويس ..تبعتها ” الولايات المتحدة الامريكية ” في تجميد الارصدة المصرية لدي بنوكها و فرض حصارا إقتصاديا علي مصر … والتهديد بإستخدام القوة العسكرية ما لم تتراجع مصر عن قرار الـتأميم …
منذ قيام ثورة 1952 م … ابدت إهتماما خاصا بالجزائر الرازخة تحت الإحتلال الفرنسي ..منذ عام 1830 م … بتاييد ودعم مصري عسكري وسياسي كبير .. حيث إستضافت القاهرة إجتماعات وضع اللمسات الأخيرة لإندلاع ثورة تحرير الجزائر.. في اكتوبر 1954 م … والتي إستمرت اعمال مقاومتها للإحتلال الفرنسي حتي إعلان التحرر عام 1962 م … فكانت القاهرة .. مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة.. التي تأسست في سبتمبر 1958 .. فكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر .. داومت فيها مصر علي إرسال شحنات السلاح للثوار .. كذلك تدريب عناصر المقاومة الجزائرية في مصر …
دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء .. فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها. .. الأمر الذي دفع بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) إلى قول:
“على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر”
( هيكل / قصة السويس ).
في أكتوبر 1956 م.. التقى رئيس الوزراء الفرنسي ” كي موليه ” و رئيس الوزراء البريطاني ” انتوني إيدن ” ورئيس الوزراء الإسرائيلي ” ديفيد بن جوريون ” … في” سيفرس ” بالقرب من باريس … وأبرموا اتفاقية سرية …مفادها أن إسرائيل يجب أن تهاجم مصر .. مما يوفر ذريعة لغزو أنجلو فرنسي لمصر وإستعادت وضع قناة السويس.
(وثائق حرب السويس )
هنا وجب الإشارة إلي أن بريطانيا وفرنسا وجدا حليفا جاهزا ممثلا في إسرائيل … التي تفاقم عداؤها لمصر ..بسبب إغلاق ناصر لمضيق تيران (عند مصب خليج العقبة) .. والغارات العديدة التي شنتها قوات الكوماندوز المدعومة من مصر على إسرائيل … خلال الفترة ما بين 1955-1956.
بالفعل وجهت بريطانيا الدعوة لعدد 23 دولة .. لحضور مؤتمر في لندن فس اغسطس 1956 م .. واعلنت كل من بريطانيا وفرنسا التعبئة العامة .. للقيام بعمل عسكري ضد مصر .. يهدف إلي إسقاط الزعيم ” عبد الناصر ” .. وعودة السيطرة الإستعمارية إلي مصر .. كما كانت قبل ثورة 1952 م … ارسلها في برقية عاجلة اطلع فيها رئيس الوزراء البريطاني ” ايدن ” الرئيس الامريكي ” أيزنهاور ” .. علي الإستعدادات لعمل عسكري ضد مصر تشترك فيه مع بريطانيا فرنسا وإسرائيل … تكون الولايات المتحدة الامريكية داعمة سياسية له …فلم تجد البرقية إستجابة من الرئيس الأمريكي … ومع ذلك … أوضح رئيس الولايات المتحدةالامريكية … أنه لن يتم التسامح مع العمل العسكري غير المبرر.
اصدر ” بن جوريون ” اوامره للجنرال ” موشيه ديان ” رئيس أركانه .. بالتخطيط لشن هجوم على مصر…. وفي 29 أكتوبر 1956 م .. قاد الهجوم الإسرائيلي إنزال جوي للسيطرة على ممر متلا .. وتبع ذلك قتال عنيف…. وفي 5 نوفمبر 1956م .. بعد حوالي ثلاثة أشهر و 10 أيام من تأميم عبد الناصر للقناة … بدأ الهجوم الأنجلو- فرنسي على السويس .. سبقه قصف جوي عنيف .. أدى إلى تحطيم وتدمير القوات الجوية المصرية… تبعها عمليتي إنزال في بورسعيد وبور فؤاد.. بقوات مظلية بريطانية وفرنسية …وبدأت في احتلال منطقة القناة .
في 6 نوفمبر 1956 م …تمت الدعوة لوقف إطلاق النار… بناء على إصرار الأمين العام للأمم المتحدة ” داج همرشولد ” … وفي 22 ديسمبر قامت الأمم المتحدة .. بإجلاء القوات البريطانية والفرنسية .. وانسحبت القوات الإسرائيلية نهائيا في مارس 1957… وتم إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة ..للإشراف على وقف إطلاق النار …واستعادة النظام .. كما تم تطهير قناة السويس وإعادة فتحها.
كان للمقاومة الشعبية المصرية الباسلة في السويس ومدن القناة … دورا في إنزال خسائر فادحة بالقوات الغازية … خرج الزعيم ” جمال عبد الناصر” من أزمة السويس بإنتصار سياسي كبير … دفع إلي زيادة نفوذه العربي والإفريقي …وبطلا لقضية القومية العربية والمصرية …. ولم تحصل إسرائيل على حرية استخدام القناة … لكنها استعادت حقوق الشحن في مضيق تيران … وفقدت بريطانيا وفرنسا معظم نفوذهما في الشرق الأوسط .. نتيجة لهذه الأزمة.
كانت حرب ” العدوان الثلاثي ” على مصر.. نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط .. كما تشكل حدثاً عالمياً .. أعاد رسم الخريطة السياسية في كثير من أرجاء العالم عامة .. والوطن العربي علي وجها الخصوص .. إذ نشطت حركات التحرر الوطني في ربوع آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .. نحو آفاق الاستقلال والحرية .. وأنهت الهيمنة الأنجلو ـ فرنسية على التقسيم الاستعماري للعالم .. الذي استمر لعدة قرون …
في تقديري كانت ” حرب السويس ” إعلانا رسميا عن افول الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية .. لصالح الوريث القوي الجديد ” الولايات المتحدة الأمريكية ” .. كما خرج الإتحاد السسوفيتي من عزلة زعيمه ” ستالين ” …إلي مواجهات اكثر سخونة مع المعسكر الغربي بزعامة ” الولايات المتحدة الأمريكية ” ..
الاهم ان العدوان الثلاثي … أثبت بجلاء .. أن التدخل المباشر بالجيوش المسلحة .. ضد الإرادة الوطنية للدول .. لم يعد له محل في عالم اليوم … فضلاً عما ينطوي عليه من مخاطر لا تؤمن عواقبها … ففقدت بريطانيا وفرنسا في حرب السويس .. احترام الرأي العام العالمي وأدانت ” الأمم المتحدة عدوانهكا “على مصر .. وأجبرتهما على إيقافه .. وسحب قواتهما المسلحة من مسرحه …
فهل يمكن أن تجد إسرائيل في غزوها الهمجي علي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية .. بدعم امريكي وغربي …درسا من عدوانها علي مصر عام 1956 م … أم أن الاوضاع والمتغيرات السياسية علي ساحتها الدولية والإقليمية … بعد ما يقرب من العقود السبعة التالية لحرب السويس .. تجعل من هذه الأحداث صفحة من تاريخ … غير قابل أن يستعيد نفسه … ولو في ثياب واشكال مختلفة ….؟؟!!
الزعيم / جمال عبد الناصر يرفع علم مصر في بورسعيد بعد جلاء آخر جندي بريطاني عن مصر
.
حفظ الله مصر
