عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعاً مع وفد ضم ممثلى شركات تركية تعمل في مصر، أو ترغب في بدء استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، وذلك بحضور المهندس/ أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة.
وتعمل الشركات التركية التي قابلها رئيس الوزراء في مجالات: تطوير المناطق الصناعية، والغزل والنسيج، والملابس الجاهزة، والملابس الرياضية، والمستحضرات الطبية، والأجهزة الكهربائية.
وفي مستهل الاجتماع، أعرب رئيس الوزراء عن خالص تعازيه فى ضحايا الزلزال المأساوي الذي وقع في تركيا، داعياً الله أن يتغمد برحمته ضحايا الزلزال، وأن يعجل بالشفاء للمصابين، ومؤكداً مساندة مصر لتركيا وشعبها فى هذه الظروف الصعبة.
وقال رئيس الوزراء للوفد التركي: “مرحبا بكم هنا في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث هذه أول مرة يلتقى خلالها رئيس وزراء مصري بُممثلي الشركات التركية منذ 10 سنوات، وهذا من دواعي سروري أن ألتقى بكم اليوم، ورسالة الاجتماع مهمة وواضحة لأنها خطوة للتأكيد على أهمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وتركيا”.
وأضاف: تتمتع مصر وتركيا بعلاقات تاريخية، وعلى الرغم من أية اختلافات سياسية قد حدثت خلال فترات سابقة، فقد حرصنا في مصر على أن تظل العلاقة بين شعبينا، وأن يظل تعاوننا في المجالات الاقتصادية والتجارية وثيقاً.
كما أعرب “مدبولي” عن شكره لجميع الشركات التركية التي استثمرت فى مصر على مدار السنوات الماضية، كما رحّب بالشركات الجديدة التي تنوي، أو اتخذت بالفعل خطواتها، لبدء أعمالها في مصر، مؤكداً أن الاستثمارات التركية سوف تلقى على الدوام الرعاية والدعم الكاملين.
فى ذات السياق، تحدث وزير التجارة والصناعة عن اللقاءات التي أجراها مع ممثلي الشركات التركية على مدار الفترة الماضية، والتي تكللت بعقد اجتماع اليوم لرئيس الوزراء مع 14 شركة تركية تعمل في قطاعات استثمارية وتجارية مختلفة، موضحا أن استثمارات الشركات التركية في مصر تزيد على 2 مليار دولار.
وفي غضون ذلك أعرب ممثلو الشركات التركية عن شكرهم وتقديرهم للدعم المصري لضحايا الزلزال التركي الذي خلّف آلاف الضحايا والمصابين، كما أعربوا عن شكرهم للدكتور مصطفى مدبولي على حسن الاستقبال وعلى كامل الدعم الذي تلقته الاستثمارات التركية فى مصر على مدار السنوات الماضية.
وأوضحوا أن مجموعة الشركات المتواجدة اليوم تلعب دورًا بارزا في السوق التركية، فهي نخبة من أبرز الشركات التركية.
وفي هذا السياق، قال ممثل إحدى الشركات، إنه على مدار الأعوام الـ15 الماضية لم نجد أي تمييز في المعاملة من قبل الحكومة المصرية ضد الشركات والأعمال التركية، و”بصريح القول، لم نرَ شيئا يمكن أن نسميه سيئا خلال فترة تواجدنا في السوق المصرية”.
وأكد ممثلو الشركات التركية، خلال الاجتماع، ضرورة الاستفادة من موقع مصر كمركز للتجارة والاستثمار في القارة الأفريقية من خلال الاستفادة من اتفاقيات التجارة التفضيلية التي وقعتها مصر مع دول القارة، فضلا عن إمكانية زيادة الصادرات من السوق المصرية إلى الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط والكثير من دول العالم.
وقال ممثل إحدى الشركات إن العديد من الشركات التركية ترغب في نقل أعمالها إلى مصر، وترغب، من أجل ذلك، في استيضاح بعض الأمور المتعلقة بالاستثمار هنا، ومن بينها شركات تعمل كمطور صناعي تجري الآن مفاضلة بين عدد من المواقع لإقامة أعمالها الجديدة عليها، وذلك في مدينة السادس من أكتوبر أو مدينة السادات، مؤكدا كذلك أن هناك رغبة كبيرة من شركات تركية تعمل في مصر في توسيع نطاق أعمالها القائمة بالفعل.
وأكد رئيس الوزراء، ردا على ذلك، أنه يرحب ويدعم أي جهود لتوسيع الشركات التركية لأعمالها في مصر، مشيرا في هذا الإطار إلى تجربة مصر في تخصيص المجمعات الصناعية لصناعات بعينها في المحافظات المصرية، ومطالبا بإرسال أية مقترحات للتوسع في الاستثمارات إلى وزير التجارة والصناعة من أجل سرعة بحث ومناقشة هذه المقترحات واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
وخلال الاجتماع، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من مسئول شركة “بولاريس بارك” المتخصصة في تطوير المناطق الصناعية، والتي تأسست في مصر منذ عام ٢٠٠٧، حيث أشار إلى أن “بولاريس بارك” تمتلك محفظة استثمارية من 6 مشروعات عملاقة نجحت في جذب استثمارات بقيمة 20 مليار جنيه، ويبلغ عدد العاملين بها 100 ألف موظف، وأنجزت بولاريس بارك مشروعين ضخمين في المنطقة الصناعية فى 6 أكتوبر ومشروع آخر في مدينة السادات.
وعرض مسئول شركة “ديكتاش” لصناعة الخيوط والغزول استثمارات الشركة في مصر، حيث توجد في المنطقة الحرة الخاصة في مدينة السادات، بحجم استثمارات 45 مليون دولار، ويعمل بها 1600 عامل.
فيما تحدث مسئول شركة “ياشيم ساتيش – تركيا” المالكة لشركة ” جايدا مصر للمنسوجات” التي يتواجد لها ٤ مصانع في كل من: الاسكندرية، والقاهرة، والاسماعيلية، عن استثمارات الشركة التي تبلغ قيمتها ٦٠ مليون دولار، وتوظف ٦٠٠٠ مصري، مؤكداً أن الشركة ستقوم بإنشاء مصنعيها الخامس والسادس فى مصر، باستثمارات ١٠٠ مليون دولار.
وتطرق مسئول شركة “هيات القابضة”: وهي المالكة لشركة “هيات مصر” لمنتجات العناية الشخصية، إلى أن الشركة توجد في مصر من خلال ٣ مصانع، بحجم استثمارات ١٧٦ مليون دولار، وتوظف أكثر من ١٢٠٠ مصري.
وأوضح مسئول شركة ” سي ار اس دينيم للملابس” أن الشركة توجد في المنطقة الحرة الخاصة في بورسعيد، من خلال استثمارات بقيمة ١٥ مليون دولار، وتصدر للسوق التركية، وتوظف ١٨٥٠ مصري.
وأعلن مسئول شركة “كي سي جي تيكستايل” أن الشركة توجد في المنطقة الحرة في العاشر من رمضان، وتصدر منتجاتها لأسواق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة وروسيا وتركيا، وتوظف ١٢٠٠ عامل.
وأشار مسئول شركة “تايبة تيكستايل” لصناعة الملابس، التي تملك شركة ” تي ام سي للملابس” إلى أن الشركة تقع في المنطقة الصناعية بمدينة العبور بحجم استثمارات ٨ ملايين دولار.
وأوضح مسئول شركة “بيكو ايجيبت” للاجهزة المنزلية، المملوكة لمجموعة “كوك تركيا القابضة”، أنها تنفذ استثمارات في مصر من اجل اقامة مركز إقليمي لتصنيع الأجهزة المنزلية باستثمارات تبلغ ١٠٠ مليون دولار، وتستهدف تصدير ٦٠٪ من إنتاجها إلى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تحت شعار صنع في مصر، كما تستهدف ٢٥٠ مليون دولار صادرات سنويا، وتوظف ٢٠٠٠ عامل.
كما حضر الاجتماع ممثل شركة ” دوتكس تيكستايل تركيا” المالكة لشركة ” جي ان تي تيكستايل” القائمة في المنطقة الحرة في بورسعيد، باستثمارات نحو 2.5 مليون دولار، وتوظف ٩٠٠ مصري. وكذا ممثل شركة “طه جروب” – الفان تيكستايل ” Lcwikiki التي تمتلك ٣ مصانع في الاسكندرية، والقاهرة، برأس مال مدفوع يزيد على ٨٠ مليون دولار.
وقال مسئول شركة ” ايغاجلو القابضة ” المالكة لشركة ايغاجلو مصر لصناعة الملابس الجاهزة، إن الشركة تمتلك استثمارات بقيمة ٧٥ مليون دولار، في الاسماعيلية، وتوظف ٣٥٠٠ مصري، وتصدر للولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الاوروبي، ودول الشرق الأقصى. كما تمتلك الشركة استثمارات اخرى بقيمة ٧٥ مليون دولار في المنطقة الحرة بدمياط.
واوضح مسئول إحدى شركات خيوط البوليستر، أن الشركة تخطط لنقل أحد مصانعها لمصر، وتقدمت بطلب للحصول على تخصيص الأرض اللازمة، ومن المقرر ان تصدر بقيمة ١٢٠ مليون دولار.
وخلال جميع المداخلات، تطرق ممثلو الشركات التركية إلى خططهم الخاصة بالتوسعات فى حجم أعمالهم فى مصر، والتى يقترب إجماليها من ٥٠٠ مليون دولار استثمارات جديدة، مؤكدين على جاذبية سوق الاستثمار فى مصر.
وفي ختام الاجتماع، اكد رئيس الوزراء أنه سيتم الاستجابة لمطالب الشركات التركية، وسيتابع الامر بنفسه مع كل من وزير التجارة والصناعة، والمهندسة راندة المنشاوي مساعد أول رئيس الوزراء والمسئولة عن الوحدة الدائمة لحل مشكلات المستثمرين.