روضة الجبالي تكتب..ضجيج الغياب
في ليلٍ حزينٍ
وذكرياتٍ تشتعلُ،
الغيابُ يمزقُ القلبَ
تحتَ سماءِ الشجن.
كالجرحِ العميقِ
يتغلغلُ في الوجدان،
والدموعُ تنهمرُ بصمتٍ
في ظلالِ الليلِ الصامت.
في وداعٍ لا مفرَّ منهُ،
نحملهُ وجعاً،
نواصلُ المسيرَ تحتَ ثقلِ الذكرياتِ
في ظلِّ فقدانِ الأمل.
تتحطمُ الذكرياتُ على أرصفةِ الزمنِ،
بينَ دقاتِ الساعاتِ
تنطفئُ تلك الأحلامُ ببطءٍ
كما تنطفئُ شمعةٌ في مهبِّ الرياح.
وبعضٌ من حنينٍ يحيكهُ الألمُ
على أوتارِ الشوقِ والاختيار،
والأرواحُ التي تختبئُ خلفَ أقنعةِ الصبرِ والصمت.
وعلى أطلالِ الغياب،
تسكنُ الأرواحُ الحائرة،
بحثاً عن حضورٍ لن يعود.
أحلامٌ تتهاوى بينَ أنيابِ القدر،
وأماني تذوبُ في نارِ الواقعِ.
نحنُ السائرونَ في دروبِ الحياة،
نحملُ أوجاعنا كأثقالٍ لا تُحتمل.
ننظرُ إلى الأمامِ بقلوبٍ مثقلةٍ بالوجع،
ونعودُ كلَّ ليلةٍ إلى ظلامٍ لا يزول.
نحيا بينَ الأملِ والغياب،
نسعى ونتعثر،
لكنَّنا نظلُّ نحلمُ رغمَ كلِّ شيءٍ.
فالأحلامُ هي النجومُ التي تضيءُ ليلَنا الكئيب،
وهي الأملُ الذي يبقينا على قيدِ الحياةِ،
حتى حينَ يبدو كلُّ شيءٍ ضائعاً.
يا ليلَ الفقدِ، يا جرحَ الفراقِ،
نخشى الانتهاءَ في بحرِ الألمِ
لكننا نعلمُ أنَّ الفجرَ آتٍ يوماً ما،
وسننهضُ من بينِ الركامِ لنعيشَ من جديد.
بقلم/ روضة الجبالي
تونس