المعذرة من روحك يا أبي لأنني لم أجد من الحروف الأبجدية مخلصة بالوصف لك .الأب هو ذلك الرجل الذي نفتخر به دائما كل ما ذُكر اسمه. والرجل الوحيد الذي يأخذ من نفسه ويعطيك، قد لا يعطيك كل ما تتمناه لكنه يعطينا كل ما يستطيع من الدعم العاطفي والنفسي من الأمان، من صحته و من شبابه. وهو مصدر القوة والثقة والصدق والشهامة والعاطفة، وهو السند الذي نتكل عليه فهو الفضل و الخير و نور يضيء حياتنا ونبعا نرتوي منه حبا وحنانا ولا عز كعزه بعد الله سبحانه. ولا دلال كدلاله، فظل السعادة في ظل حنانه .فهو الذي يشار اليه بالبنان ونفتخر به بين الأنام، إنه الحب الأعظم ومدرسة لأبنائه.
صوت أبي ونصائحه سيبقيان بقلبي وفكري رغم الغياب لا يضاف إلى قائمة الغائبين مهما طال غيابه فهو حاضر في قلبي في حديثي في صمتي في دعائي وما تبقى لي من العمر، لأنه هو ذاك الحامي لي وللعائلة، والذي أحب أمي وإخواتي و هو الذي سعى لمولدي وأخذ بيدي ومن وأسى وحدتي . علمني بأن الأمانة التي لا تحملها الجبال حملها الأب، علمني كيف أن أكون غيورا على العرض والوطن و علمني أيضا أن من يزرع المحبة في القلوب يحصدها في الآخرة.
كاتبة لبنانية
