زينة حمدان تكتب.. خطة أرض الموت
تقوم على تعمد إيجاد وضعية لا مجال فيها للتراجع، بحيث لا يكون أمامنا سوى أحد خيارين لا ثالث لهما: أن ننتصر أو نهزم (قاتل أو مقتول).
وأشهر من طبق هذه الاستراتيجية القائد العربي طارق بن زياد في فتح الأندلس: فقد أمر بإحراق سفن أسطوله بعد أن وطأ بجيشه ساحل شبه الجزيرة الإيبيرية، بحيث لم يعد لدى جيش المسلمين خط رجعة، ثم توجه إلى جنوده بخطبته الشهيرة: «العدو من أمامكم والبحر من ورائكم…»، وكان النصر حليفه.
إن النجاح يكمن حين يكون الفشل مكلفا ، حين لا تجد طريقا للعودة ويكون عبورك فقط عبر نجاح أهدافك ، حيث يوجد الموت تكون فرص النجاة مضاعفة، وحين تقف على حافة النار فستحركك كل غرائزك للفرار، إن استراتيجية أرض الموت معنية بطريقة تفكيرك حين لا يكون لديك أية حلول سوى النجاح، حين يتوجب عليك النجاح بشكل حتمى لأنه لا خيار آخر لديك.
كثيرون منا يفشلون فى الخطة الرئيسية لأن لديهم خطة بديلة، نحن نترك عكازا أو وسيلة للهروب كى تكون الملاذ الأخير حالما فشلنا فى خطتنا، إنك هنا تقاتل بنصف طاقتك؛ لأنه باختصار لديك الحل إذا ما فشلت محاولتك فى تحقيق أهدافك، لكنك تستطيع أن تقاتل بأربعة أضعاف تلك القوة إذا ما كانت تلك المحاولة هى أملك الوحيد.
عليك إذن أن تدرب نفسك على استراتيجية أرض الموت كى تصبح طريقتك الاعتيادية للتعامل مع الامور، إنها مجموعة تكتيكات تشمل أنواع من الضغوط تطبقها على نفسك بشكل إرادي كى تتعود على ردود الأفعال المناسبة فى حالة الضغط الحقيقي، وتلك التيكتيكات هى:
ضع كل البيض فى سلة واحدة : لا تخش المغامرة، ولا تفكر فى الخطة البديلة، غامر بكل شيئ واجعل ظهرك للحائط ، حينها ستقاتل بكل قوتك لأنك تخشى ضياع كل شيئ ، أنت تُهزم لأنك لديك حل بديل ، اقطع على نفسك طريق العودة واجعل العدو من أمامك والبحر من خلفك ، وستنتصر .
ادخل مغامرة جديدة : لا تقع أسيرا لتجارب الماضي ، تدور فى دائرة النجاحات المضمونة ، التجارب الماضية قد تحجب عنك نجاحات أكبر تنتظرك ، فقط تتوقف على قرارك بخوض مغامرة جديدة ، فقط اقطع علاقتك بالماضى وابدأ مغامرة جديدة دائما ، كى تفتح لك أفقا جددية قد تكون لا تعرف عنها شيئا .
اصنع منافسا يستثير غضبك : دائما اخلق لك منافسا يستثير شعور الغضب لديك ، اجعل سمعتك على المحك أمام الآخرين ، اعلن أهدافك كى يكون الفشل في تحقيقها مهينا ، سيجعلك هذا تحارب لأجلها ، لأنك ستخشى من شماتة الآخرين .
كن قلقا ولا ترضى بالقليل : الكثيرون يرضون بالنجاحات الصغيرة ، دائما تذكر الهدف الأكبر ، لا تتنازل عنه ولا ترضى بثناء الآخرين ، لا ترضى إلا بما يرضى ذاتك ويحقق أهدافك ، أما أن تقع أسير للنجاح فى مجتمع صغير أو دائرة محدودة معتقدا أن هذا هو كل النجاح ، فأنت هنا تقتل أحلامك ، وتصنع قفصا من الفشل قضبانه من سعادتك ورضاك ، وتعيش فيه باقية حياتك.
د زينة حمدان
بكالوريوس طب علاج طبيعي.بكالريوس زراعة ٢ماجستير سيدة أعمال خبيرة بالشأن الصينى An expert in Chinese & Asian Politics 我是中国和亚洲政治专家