سمير المصري يكتب.. عاوز ترد المعروف؟
ينشر موقع هارموني نيوز مقالا جديدا لـ سمير المصري بعنوان عاوز ترد المعروف
لوكنت عاوز ترد المعروف ممكن تغيث الملهوف ، اللي دايما يزرع المعروف سوف يحصد الشكر .
لو إنك كنت ناكر المعروف … لكنت أسوأ صديق يمكن أن تصادق احدا …. طوال العمر .
المعروف كنز ، فإنظر اليه دوماً عندما تودعه ، واعلم ان
إن الشخص النقي النظيف من يقدم دوماً علي صنع المعروف دون أي إنتظار … هذه هي صفة أهل المعروف
تعلم دائما ان تصنع المعروف دون أن تنتظر أي مكافأة ، وثق تماماً أنه هذا المعروف سيعود إليك أضعافاً مضاعفة بنفس الطريقة ذاتها ، وهذا امر طبيعي لكل شيء في هذه الدنيا ، ان للمعروف شرف ، وشرف المعروف الجميل أن يتم تعجيله ، فلا تنتظر وأسرع في عمل كل معروف وقدمه لأهله ….. ولمن يستحق .
حذار كل الحذر أن تكون من صنف هؤلاء الذين ينكرون كل جميل يقدم إليهم ، فهو من أبغض أنواع الناس في الحياة ولا يحبهم أي شخص مهما كان بهم الكثير من الصفات الحسنة …. ولكن هذه الصفة السيئة تضيع عليهم كل حسناتهم الأخري ،
حاول أن تشكر كل من يقدم لك يد المعروف حتي لو كان صغيراً ، انه يزرع في القلب كل الحب والود بينكم ، انه يجعلكم متحابين ، وبينكم الكثير من الألفة ، و لو كان الموقف الذي حدث فيه المعروف لا يذكر .
لكن رد فعلك الجميل هو من جعل منه موقف جميل في القلب ، فتذكر أن الإبتلاء هو إختبار من الله لك ، ليري كيف ستتصرف ؟ وكيف سيكون صبرك تجاهه ؟
وأن تعلوا في درجتك ، وتبعد عنك سيئاتك ، وإن وجدت أحداً في إبتلاء شديد فقدم له يد العون ، وكن بجانبه ، كن بالقرب منه حتي وإن لم يطلب منك ذلك
ان هناك الكثير من الناس خجولة ، و لا تريد إزعاج الآخرين بطلب المساعدة ، لكن يجب عليك ان تبادر أنت بالمساعدة والعون لهم ، كن بجانبهم في كل الصعوبات التي تواجههم ، فلاتستثقل ذلك علي قلبك ، واعلم ان هذه الدنيا دوارة ، وكما ساعدت المحتاج اليوم …فسيرسل الله لك من يساعدك في وقت ضيقك .
ان يد المعروف غنم حيث تكون … تحملها شكر أو كفر ، ففي شكر الشكور لها جزاء… وعند الله ما كفر الكافر ، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله ، وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ، ورفع له بها درجة في الآخرة..
وما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا ، فلم يشكرها لله، ولم يتواضع بها، إلا منعه الله عن نفعها في الدنيا ، وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء ذلك … أو يتجاوز عنه.
فمن كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس ، وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله – عز وجل- وترك الشكر له.
يقول المتنبي إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمرداً.
قال أحد الصالحين كن من خمسة على حذر ، من لئيم إذا أكرمته، وكريم إذا أهنته، وعاقل إذا أحرجته، وأحمق إذا مازجته، وفاجر إذا مازحته .
فلتكن التقوى من بالك على كل حال ، وخف الله من كل نعمة أنعم بها عليك من قلة الشكر عليها مع المعصية بها، وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها، فعفا الله عنك كلما ضيعت من شكر، أو ركبت من ذنب أو قصرت من حق.
و قال بعض الحكماء لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، فإنه يشكرك عليه من لا تصنعه إليه. إعطاء الفاجر يقويه على فجوره، هناك أناس عند الغضب ينكرون الفضل، ويفشوا السر ويضيعوا الأمانة.
ان ناكر المعروف أشد الخصام عداوة ، و من ينكر الفضل يزرع العداوة ، فكيف لشخص أصيل ان ينكر معروف غيره ؟
الطيبون هم المعترفون بجميل غيرهم ، صامتون عن معروفهم ، فناكر المعروف شخص يكره نفسه قبل أن يكره غيره ، واعلم ان ناكر الجميل من أكثر الناس نفاقاً ، فإن ناكرو الفضل لا يصنع فيهم معروف.
فلا تكن أسوأ الناس خلقاً ، فمن ينكر الفضل لا يمكن أن يعرف قيمة المعروف ، فالمعروف خيرا يأتيك ، ونكرانه شراً تفعله ، واعلم إن عليك أن تخبر الناس دوماً بجميلهم لتكن محموداً عند الله ، وعند عباده فكن للجميل حافظاً، وإياك ونكرانه أبداً.
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، ففي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق ، والشريف إذا تَقَوَّى تواضع والوضيع إذا تَقَوَّى تكبر ، ان حُسْنُ الخلق خير قرين يوجب المودة و كل امرئ بما يحسنه.
الخلاصة
إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع السلطة في يده ثم انظر كيف يتصرف ؟ الحضارة ليست أدوات نستعملها ونستهلكها ، وإنما هي أخلاق سامية نوظفها ، نفحن لا نحتاج إلى كثير من العلم ، ولكننا نحتاج إلى كثير من الأخلاق الفاضلة ، ومهما يكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ ، فإذا المرء لم
يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل.