لواء دكتور سمير فرج يكتب.. اليوم العاشر من رمضان
ينشر موقع هارموني توب إيجيبت، مقالا جديدا لـ لواء دكتور سمير فرج بعنوان اليوم العاشر من رمضان
العاشر من رمضان، أغلى ذكرى لانتصار العسكرية المصرية، في تاريخ مصر الحديث، يوم أن عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس؛ أكبر مانع مائي في التاريخ الحديث، وحطمت خط بارليف؛ ثانِ أكبر خط دفاعي، في العلم العسكري، بعد خط ماجينو، الذي بناه الفرنسيون على الحدود مع ألمانيا لمنع هتلر من غزو بلادهم. تم التخطيط لتلك العملية الكبرى، خلال سنوات حرب الاستنزاف الستة؛ فقامت القوات المسلحة ببناء حائط الصواريخ، الذي منع القوات الإسرائيلية الجوية الإسرائيلية من التدخل في عمليات العبور، وخلال نفس الفترة تم التدريب على خطة الهجوم، التي وضعها الفريق سعد الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وأطلق عليها “التوجيه 41”.
عبرت قوات المشاة، المدعمة بالصواريخ المضادة للدبابات، من خلال 12 موجة بالقوارب المطاطية، بدءاً من الساعة الثانية ظهراً، بعد توجيه ضربة جوية، بعدد 220 طائرة، ضد الأهداف الإسرائيلية في عمق سيناء، أعقبها تمهيد نيراني بالمدفعية، وخلالها قامت الصاعقة البحرية بسد أنابيب النابلم، التي ثبتها العدو في نقاط خط بارليف، لتحويل مياه القناة لنار جهنم، إذا ما حاول المصريون عبورها. بعدها اقتحمت قوات المشاة خط بارليف، وتم رفع العلم المصري على نقاطه الحصينة، ومع غروب الشمس، اندفعت خمسة كباري مصرية لمياه القناة، ومع تمام تركيبها، عند منتصف الليل، وظهور القمر، اندفعت الدبابات والمدفعية المصرية لتعبر إلى الضفة الشرقية للقناة.
وفي سابقة أولى، في التاريخ العسكري، أن تنجح قوات مشاة، بدون الدبابات، من صد احتياطيات العدو المدرعة، نجحت قوات المشاة، خلال مدة العبور، في صد جميع احتياطات العدو الإسرائيلي، وأفشلت جميع محاولاتهم بالهجوم المضاد على قواتنا العابرة للقناة، ومع أول ضوء ليوم 11 رمضان، كانت القوات المسلحة المصرية قد أقامت رأس الكوبري على الضفة الشرقية للقناة، بعمق نحو 15 كيلو، وبقوة 200 ألف مقاتل مصري، واستعدت لصد الاحتياطات المدرعة الكبرى، وخلال هذه المدة تساقطت نقاط خط بارليف، الواحدة تلو الأخرى، أمام الضربات المصرية.
ورغم دوران القتال في أيام شهر مبارك الفضيل، إلا أن أي من قواتنا، جنود وضباط، لم يأبه بالإفطار إلا على شربة ماء، فقد كانت أولويتنا الوحيدة هي عودة أرض سيناء إلى الوطن الأم، وبفضل من الله لم ينجح العدو الإسرائيلي في زحزحة القوات المصرية، شرق القناة، ولو لمتر واحد، حتى تم وقف النار، تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة، ليسطر الجيش المصري أعظم انتصاراته في العصر الحديث.