سناء العاجز تكتب.. عنود (قصة قصيرة)
كانت تعيش فى المدينة مع عمها بعد وفاة والديها ، فتاه جميلة ومثقفة يسعي اليها الجميع، .. تقدم اليها إبن عمها للزواج، وتم الزفاف وإنتقلت الي بيت الزوجية فى بلدة بعيدة على الحدود حيث يعمل زوجها ، مرت أعوام ولم تنجب ومع ذلك كانت تزداد أنوثة وجمال
كانت الوحدة الصحية قريبة منها فنصحتها جارتها بالذهاب إليها و هناك يوجد طبيب أجنبي ممتاز ، كانت غريبة فى هذه البلدة لا تعرف غير زوجها و جارتها فإستاذنت زوجها و ذهبت للوحدة الصحية من أول لحظة دخلت بها على الطبيب لاحظت إعجابه بها، وإهتمامه الزائد، وطلب منها أن تحضر كل يوم للمتابعة وان تحكي له كل ظروفها حتي تساعده فى علاجها كان طبيب نساء ونفسي فى آن واحد .. كانت تحس براحة معه فى الكلام حتي كان يسالها فى أدق التفاصيل
فى العلاقة بينها وبين زوجها وكانت تتكلم فى حياء
كانت أصوله عربية ولكن معه جنسية أجنبية يوما بعد يوم تعودت عليه، إعترف لها بحبه، أخبرها أن مانع الإنجاب من زوجها وأنها سليمة وبدأ يُكرهها فى المعيشه هنا وأنها الجميلة والفاتنه والمثقفة وتستحق العيش فى قصر وأنها ملكة ، حكي لها ظروفه أن زوجته عند اهلها تراهم، وعنده ثروة كبيرة وقصر وانه جاء هنا ليخدم أهالي البلد بدون مقابل، لأن هنا جذوره، يوما بعد يوم صور لها الحياه معه جنة وأن تطلب الطلاق من زوجها وتتزوجه،
اخبرت زوجها انه لا ينجب وانها تريد أن تصبح أما فرفض، فذهبت إلى الوحدة وأخبرته
كان كل مرة تذهب إليه ياخذها بين احضانه ويشعرها بالأمان و بأنوثتها، وكانت تنسي
معه كل شي، وهو الشيطان كل مرة يرسم لها الطريق
إلى جنته، وهي مغيبة تماما، ولكن زوجها كان يرفض الطلاق، ويحس بنفورها وابعادها عنه، وفى مرة كانت فى الوحدة
قال لها الطبيب لابد من الهروب فأنا مسافر غدا لظروف طارئة وعليكِ السفر معي سأرتب كل شئ وستكوني زوجتي
ستقولين لزوجك أنكِ ستقيمين الليلة بالمستشفي
لا تحضري اى ملابس سأشتري لك كل شئ من هناك أنتي زوجتي وحبيبتي ستعيشين ملكة فى القصر
ويكون عندك طقم من الخدم لراحتك، سحرها بكلماته وتمنت الحياة التي يتحدث عنها
وغاب عقلها، وإشتعل قلبها بحبه، وعرف كيف يدخل لقلبها من خلال ماسمع منها خلال الجلسات النفسية وأنها تزوجت ارضاء لعمها الذي رباها فى منزله، وأنها لا تحس تجاه زوجها إلا كأخ وليس زوج
وإتفقا على الهرب فأخبرت زوجها إنها ستقيم الليلة فى الوحده الصحية للتحضير و الفحوصات ووصلها زوحها للباب وإنصرف، وكان الطبيب ينتظرها
بسيارته الفخمة بها شنطه سفر لها وباسبور باسم زوجته وسافرت وسكنت بقصره هناك وعاشت معه كأنها زوجته وغاب عقلها ونسيت كل الماضي
وعلم أن زوجها ذهب للوحدة يسال عنها وابلغ الشرطه عن اختفائها، ولم يخبرها الطبيب بما عمله وأنساها كل ذلك بحبه وحنانه، لكن حبسها بالقصر لا تخرج الا إلى الحديقة الخلفية للقصر التي تطل على البحر لا تري غير السفن المارة من بعيد جدا، وغرفتها تطل علي إستاد لكرة القدم مهجور ومرت السنوات وأنجبت بنت وولد أصبحو كل حياتها، لكن ملت العيشة فى هذا السجن الكبير
وفى يوم من الايام إستيقظت علي صوت ضجيج نظرت من شرفتها فرات رجال وشباب
يشتغلون بالإستاد، فاخذت تلوح لهم بالايشارب
وتنادي عليهم وهم لا يروها، كان عندها أمل أن أحداً يسمعها وأخيراً شاهدها أحدهم وقال باللغة الأجنبية ناسف على الإزعاج، لكن سيقام بهذا الإستاد بعض من مباريات كاس العالم، ففرح قلبها وازداد الأمل فى الرجوع الي بلدها
عندما رجع الطبيب أخبره إبنه عن موضوع الإستاد فساله من أين علمت أخبره أنه سمع الرجل يحدث أمه
فأمرهم أن يجمعوا الأشياء التي تخصهم ويركبوا السيارة ولا يعلم إلي أين
هذه قصتها كانت كتبتها لتلقيها للعمال فى الإستاد لكن عندما دخل إبنها الغرفة أخفتها وعندما طلب زوجها ان يجهزو بسرعة علمت أنها ستختفي بعيد فى مكان آخر
فاكملت الرسالة وقالت لعل أحد ينقذني وأولادي من هذا الطبيب المريض بحبي وأتنفس وأستعيد حريتي
واليكم إسم الطبيب (…)
إمضاء “عنود”
ووضعتها فى زجاجة، وقفلت الغطاء، وألقتها فى البحر
قرأت رسالتها والدموع تتساقط، وقلبي يدق بسرعة
لقد أتي بي القدر بمركبي الصغير هنا حتي ألتقط الزجاجة وأقرأ الرسالة لكن ما هذا هذه الرسالة مر عليها خمس سنوات والزجاجة فى الماء ولم تذكر السيدة إسم البلد يا هل تري ماذا حدث لهذه السيدة كل هذا الوقت نزلت من المركب
وركبت سيارتي وتوجهت بالرسالة لقسم الشرطة ….