سناء العاجز ...تكتب (لحظة صدق)
لحظة صدق
تسير المركب في ظلام الليل الدامس، تتقازفها الأمواج العالية.…تميل بهم
يحدث نفسه ، إحنا شكلنا هنموت من برد البحر قبل ما نوصل ايطاليا دي!!
يمسك “أحمد” بيد صديقة “علي” ويمسك بطرف البطانية باليد الأخرى… يغطي وجهه… أسنانه ترتعد من البرد، من الخوف
يقول ياليتني ماسافرت… جازفت بحياتي، أبى وأمي ليس لهم غيري فى هذه الحياة
هل سنموت غرقا يا “علي” هل ابي غضبان لأنى سافرت بدون علمه… لن اسامح نفسي أبدا …، لكن كان كل همي أسدد القرض الملعون الذي أخذه والدي لقد دخل علي بيتنا بالخراب.…بعد بتر ساق أبي وانقطاعه عن العمل… “علي” لماذا لاترد عليا …يا “علي” رد عليا، إنت جسمك متلج كده ليه… يا “علي”.. ياعلي.…صرخ صرخة علت تلاطم الأمواج الغاضبة
إستمر بالصراخ ، إنا لله وانا له لراجعون.…أتي ريس المركب بسرعة.،قال له أسكت، أخرص خالص حتى لا يسمعك أحد… حمل “علي” القاه فى البحر
صرخ “أحمد” فكممو فمه بايديهم، إمتلاء الخوف بداخله أكثر وهو يقاومهم
تعالت الأمواج ودب الرعب بينهم جميعا
أحمد يحاول رفع صوته .…أسنانه تتكتك من البرد… إتشاهدووا… إتشاهدوووا
(أشهد … أننن… لاااا… إله … إللا… اللله).
فجأة إنقلب القارب بمن فيه… أخذ “أحمد ” يصارع الأمواج.… لكن لا فائدة تجمد من البرد… غاص مع القارب في القاع…
إنكشف الظلام مع خيوط الفجر.…جاء غفر السواحل بمراكب الإنقاذ.…انتشلت بعض الجثث … كان أحمد من بينهم.…رجع قريته في تابوت بعد أن كان طيرا مهاجرا