في إحدى ليالي الشتاء الطويلة؛ السماء ملبدة بالغيوم السوداء، مع بردودة الجو القارص، دخلت حجرتي أشعلت المدفأة والراديو . وجلست على السرير أقرأ فغلبني النوم، استيقظت فجأة على ظلام دامس، فقد إنقطع التيار الكهربائي نظرت بجواري أشعل كشاف الموبيل، حتى الموبيل فصل شحن ، يا له من حظ . إرتجفت من البرد، ومن الخوف، وبدأت أتخيل أشباحا تجري حولي في الغرفة، أحس أنفاسها تقترب مني، في هذا الهدوء القاتل ي يا الله انقذني ، فقرأت آيات من القرآن الكريم،أطمئن بها نفسي، سمعت طرقات خفيفة علي الباب، وضعت الوسادة علي أذني، حتي لا أسمعه، يهدأ الطرق ثم يعود مرة أخرى، وأنا في حالة رعب شديدة، وأخيرا دق جرس التليفون الأرضي فزعت من الصوت، تنفست الصعداء كيف نسيت أنه يعمل مع إنقطاع الكهرباء، تحسست طريقي إليه، ورفعت السماعة، فإذا بجارتي سعاد تقول لي لماذا لاتفتحي الباب البنت تعبت من كثرة الطرق، فكرتك لست بالمنزل، هيا إفتحي كنا جايين نسهر معك بكيت، وبكيت من الفرح ومن وحدتي القاتلة .