سناء العاجز....تكتب مسرحية (الصياد )
مسرحية من فصل واحد …
المشهد …
(فلاش باك )إضاءة خضراء خافتة
نرى الصياد أبو محمد يفرد شباكه على رمال الشاطئ، بعد أن آخرجها من البحر، ونرى كمية من الأسماك التى اصطادها بشبكته، ويجمعها فى سلة ثم يلملم شبكته، ويحملها على كتفه، عائدا للبيت
وتطفئ الإضاءة
ثم يضاء المسرح
يظهر أبو محمد وهو يحمل سلة السمك
أبو محمد : (يطرق على الباب ) إفتحى ياأم محمد
أم محمد : (من الداخل ) حاضر، حاضر ياأبو محمد (تفتح الباب )
يبدوا أنك متعب طوال اليوم ..تعال لترتاح هنا
أبو محمد : ربنا يبارك فيك ياأم محمد
..نعم مرهق ولكن، طمنينى هل ذهب الأولاد إلى مدارسهم
أم محمد : حورية لم تذهب اليوم إلى الجامعة ، ومحمد خرج منذ الصباح، دون أن يتناول الطعام ذاهبا للمدرسة، فقد سمعته وهو خارج يقول لقد تأخر أبى وانا أود اللحاق بالطابور
أبو محمد : حسنا إذن إذهبي وجهزى تلك السمكات كى نتغدى، ربما يلحق محمد بنا عند عودته من المدرسة ويتناول معنا الغذاء
أم محمد : حاضر (تنادى على إبنتها لتساعدها ) ياحورية هيا بنا نجهز طعام الغذاء إلى أن يحضر أخيك من المدرسة ونتناول الطعام معا
حورية : حاضر يا أمى .. ولكن
ام محمد : ولكن ماذا ياإبنتى لماذ سكتى عن الكلام
حورية : لا شيء يا امى .لا شيئ
ام محمد : لا شيئ كيف ..كنت تريدى التحدث بشيئ فلماذا صمتى
أبو محمد: ماذا بك ياأبنتى ما الأمر
حورية : لا شيئ يا أبى لا تشغل نفسك بى أنا بخير ساذهب لأساعد أمى فى تحضير الطعام ..هيا يا أمى
أم محمد : ( تنظر لابنتها ولزوجها بتعجب ثم تتحرك نحو المطبخ برفقة حورية )
تخفض الإضاءة
ابو محمد : ( ينظر لهما ويحدث نفسه ) ياترى ماذا هناك أخشى أن تكون قد فصلت من الجامعة، بسبب المصاريف ولا تريد اخبار ى، أو ربما أحست أنى لا أملك المال (يحدث نفسه). ياترى ماذا تخبئ إبنتى (نسمع طرقات على الباب وصوت محمد )
محمد : إفتحى الباب ياأمى
أبو محمد: ( يسمع الصوت ويتحرك نحو الباب ليفتحه ..) إدخل يابنى
تعود الإضاءة من جديد
محمد : ( يدخل ويقبل يد والده ثم يلقى كتبه على طاولة جانبيه ) كيف حالك يا أبى
ابو محمد : الحمد لله بخير
محمد : (بصوت عالى يسمع والدته وأخته )كيف حالك يا أمى كيف حالك يا حورية
أم محمد : (من الداخل) حمدا لله بني …. دقائق قليلة ويكون الطعام جاهز غدائنا اليوم سمك مما احضره والدك ومعه الأرز والسلطة
محمد : لابأس .. لكن بسرعة لأن الجوع يكاد يقتلنى
ام محمد : حاضر يابني حالا، إذهب لتغسل يديك حتى تجهز مائدة الطعام
أبو محمد : هيا يا بني إغسل إيدك وإستعد لتناول الطعام
محمد : حاضر ياأبى (يتحرك نحو الحمام بينما تظهر حورية تحمل بيديها أطباق الطعام وتضعهم على الطاولة، ثم تدخل أم محمد وتضع ماتحمله أيضا ا على الطاولة ويجلس الجميع بانتظار محمد أن يأتى وينضم لهم،
.يدخل محمد ويجلس فى مكانه ويبدأ الجميع بتناول الطعام ما عدا حورية، الجميع ينظرلها باستغراب لماذا لا تأكل وبماذا تفكر)
ابو محمد : ماذا بك يا ابنتي لماذ لا تأكلى
حورية : أبدا لا شيئ يا أبى سوف أكل
ام محمد : يابنتي هناك ما يقلقك تكلمى لا تدعى القلق ينتابنا عليك، ما القصة …ماذا بك
حورية : بصراحة ياأمى مطلوب منى كتب مهمه للجامعة وأنا لا أستطيع الذهاب دون ان ادفع ثمنها للدكتور، وكنت أنتظر أبى وهو عائد من الصيد بعد أن يبيع ما اصطادة من السمك حتى أحصل منه على النقود …لكن عاد أبى ومعه السمك إلى البيت أيقنت أن أبى لا يملك المال، ولا ادرى ماذا افعل، .لذلك قررت أن اترك الجامعة وأبحث عن أى عمل ثم بعد ذلك أعود للجامعة
أبومحمد : (يسمع الكلام ) إسمعى يا ابنتى توكلى على الله، وإن شاء الله غدا من الفجر سأذهب للصيد، وما ااتى به من رزق بإذن الله ساقوم ببيعه كي أدفع لك كل مايزمك من مصاريف وكتب .،
.والآن هيا وتناولى طعامك
حورية : ( تقف وتقبل راس والدها ) شكرا لك يا أبى …حسنا هيا لنكمل غدائنا ( يبدأ الجميع بتناول الطعام وعلامات الفرح واضحة عليهم إلا الأب أبو محمد الذى يأكل ببطئ وهو شارد الفكر بعيدا )
إظلام تدريجى للمكان ويختفى الجميع
ثم تعود الإضاءة تدريجيا وتنير المكان تدخل أم محمد وهى تنادى
ام محمد : يا حورية تعالي، نجهز البيت قبل أن يحضر والدك، وتستعدى للذهاب للجامعة
حورية : حاضر يا أمى (تدخل تساعد أمها نسمعها تحدث أمها ) لقد تأخر أبي اليوم ..وأخى محمد بعد قليل يصل عائدا من المدرسة، وأبى حتى الآن لم يعود
ام محمد : ياأبنتي بالتأكيد والدك قد ذهب ليبيع ما اصطاده من سمك لذلك تأخر
حورية : أتمنى من الله أن يرزقه ويعود لنا جابرآ خاطرنا، والله لقد تأخر كثيرآ
ام محمد : لعله خير يابنتى إن شاء الله خيرا
(تسمع طرقات على الباب محمد من الخارج )
محمد : إفتحي يا أمى
ام محمد : حاضر …حاضر .. .(تذهب وتفتح الباب يدخل محمد وكالعادة يلقى كتبة على الطاولة )
محمد : أين أبي.
ام محمد : لم يعد للآن، ربما فى سوق السمك ليبيع ما إصطاده …
محمد : يا أمى عدت للتو من طريق سوق السمك ولم أرى أبى ثم عرفت انه عاد للبيت …
ام محمد : (فى ذهول وصدمه ) ماذا تقول ..متأكد انت انك لم ترى والدك فى السوق
محمد : نعم ياأمي لم أراه
ام محمد : (ينتابها القلق ) حسنا لننتظر قليلا ربما يعود من طريق آخر أو ذهب لمكان آخر ، لبيع السمك
حورية : لكن ليس من عادة أبى أن يتأخر هكذا لقد بدأ ينتابنى القلق وخائفة عليه ..
ام محمد : لا تجعلو الرعب يدب فى قلبى ….إسمع يامحمد … إذهب وإبحث عن والدك …أنت تعرف الأماكن التى يتردد عليها …. اسأل الصيادين عليه …
محمد : حاضر يا أمي
( يخرج محمد، مسرعات ويترك الباب خلفه موارب
بينما أم محمد وحورية يبدوا عليهم علامات القلق، والخوف ويتحركان بشكل عشوائي، فى المكان بإنتظار
أى خبر عن أبو محمد، لحظات صمت، ثم نرى الباب يفتح، ويدخل أبو محمد دون ان يحمل بيديه اى شيئ كعادتة، وملابسه مبللة بالماء، ويبدو مرهقا جدا ..
.يجلس على الأرض وتلتف حوله زوجتة وابنته بذهول ماذا حدث )
أم محمد : خيرآ ياأبو محمد، ماالأمر، وماذا حدث معك وأين كنت، وأين شباكك، وسلتك
أبو محمد : ( التعب على وجهه وعلامات اليأس ظاهرة، وحورية تنظر له وهى تتألم )
صبرا ياأم محمد، دعينى التقط أنفاسي أولا، ومن ثم أروى لك ماحدث
أم محمد : إرتاح . اذن الآن .. فأنا قلقانه عليك وكنت خائفة …الحمد على السلامه ..
ابو محمد : ( يريد أن يتحدث، لكن نسمع الباب يفتح ويدخل محمد مسرعا وهو يقول لأمه )
محمد : أمي … أمي أبى غرقت مركبه الصغير والبحر هائج كثيرآ والموج مرتفع ووووو …. (يلتفت فيجد والده مبلل بالماء فيتجه نحو هوماذا حدث يأبى
ابو محمد : وأنا فى البحر رميت الشبكة وبعد برهه أردت أن أسحبها من الماء لكن ارتفع موج البحر فجأة، ودوامات البحر، والموج قلبوا المركب ووجدت نفسي فى الماء لا أدرى ماذا أفعل هل أمسك المجداف أو أعوم الى الشاطئ، ومن شدة الموج والتيار يقذف بى بعيدا عن الشاطئ،
لقد تغير الجو فجأة، مرة واحدة، لذلك تركت كل شيئ، وبدأت أصارع الموج، وأعوم والتيار يسحبنى إلى العمق، فى البحر، إلى أن وصل لنش الانقاذ وحملنى إلى الشاطئ، . ولحسن حظي أنى أجيد العوم وإلا كنت فى عداد الاموات، غرقا، وبعدما أفقت من هول الصدمة، جلست أنتظر لعل المركب تقذفها الأمواج إلى الشاطئ، ولكن دون جدوى،
.لكن ضاعت المركب، وضاعت الشباك، وضاعت السلة
ام محمد : الحمد لله على سلامتك
. إنها إرادة الله، لذلك قل لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا هيا لتغير ملابسك المبللة وترتاح
ابو محمد : ( ينظر لإبنته بنظرة حزينة، وهى تقف مذهولة لما سمعته، ويكاد الحزن يقتلها، ودموع عينيها على خدها،
يدخل أبو محمد ومعه أم محمد ومحمد يسند والده متجهين للداخل وتبقى حورية وحدها فى المكان تبكى )
حورية : ابي يضحي من أجل تعليمى وصيد السمك هو العمل الوحيد له،
واليوم ضاع كل شيئ ضاعت المركب وضاعت الشباك … وانا ضاع حلمى فى الجامعة .
، رحمتك يارب، يجب أن اتخد قرار، لا بد ان أكمل تعليمى، لكن كيف هذا هو السؤال …
يجب أن أبحث عن عمل، يجب ان اعمل واكافح حتى أكمل، لابد أن أكون نفسي، وأساعد أسرتي والعمل للمرأة ليس عيبا، .من اليوم سأطرق كل الأبواب إلى أن أجد عملا، ولن أيأس أبدا وسأستمر حتى احقق حلمى بإذن الله
ستار