عمرو عبدالرحمن – يقرأ صفحات التاريخ القادم – من : مصر القاهرة…
.
• الـ”واسب” اسم لأحد أنواع الدبابير، ووصف تقليدي لقوي الاستعمار العالمية من نسل الطبقة الملكية الحاكمة للكوكب منذ 500 عام!
.
• مقدمة معاصرة لأحداث تاريخية قديمة
بمرور الزمن؛ اتضح أن الأمم المتحدة، مجرد منظمة صنعها النظام العالمي الجديد (ما بعد، “سايكس بيكو”)، لشرعنة أطماع ممولي المنظمة الاستعمارية، ومنحهم غطاء قانونيا لجرائمهم العالمية ضد الشعوب، وأولهم أمريكا التي أعلنت نفسها رسميا أخيرا؛ دولة صهيونية..
.
بالتالي فأي خروج عن النص من جانب شاغل المنصب – ولو مؤقتا – كما فعل السيد / آنتونيو غوتيريش – حين أعلن، اللجوء للمادة 99 من الميثاق الأممي بما قد يؤدي لتحرك عالمي لردع عدوان دولة ضد دولة، حفاظا علي الأمن والسلم الدوليين..
.
فتعرض للاستنكار والإدانة بل والتهديد بسحب المنصب منه!
.
وأعلن وزير خارجية الكيان الصهيوني بوقاحة! – أن “جوتيريش” هو من يهدد الأمن والسلم العالمي!!!
.
• البقرة الحلوب – كلاكيت أول مرة!
.
هنا أتذكر آخر من شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بدرجة أقرب للنزاهة والمصداقية!
.
وهو السيد / داغ هيمرشولد، الداعم لحقوق الأمم الأفريقية والعالم الثالث في مواجهة تغول قوي الاستعمار العالمي.. المعروفة بـ(الواسب W.A.S.P).. كما نشرح لاحقا.
.
ومن مواقفه التاريخية، أوائل الستينات، حين حاول الاتحاد السوفييتي جر مصر لحرب وهمية غير محسوبة مع “إسرائيل” بالعملية الاستخباراتية السرية : البقرة الحلوب..
.
إذ قام مكتب الكي جي بي – بتمرير معلومات خاطئة عن حشود عسكرية اسرائيلية علي الحدود..
.
وكاد ناصر يدفع ثمن تحالفه مع موسكو ضد أمريكا – مع أن الاثنين وجهين لعملة واحدة رديئة..
.
ولولا لجوئه للاسترشاد برأي الامين العام للامم المتحدة وقتئذ “هيمرشولد” الذي تحرك سريعا وحصل علي أدلة تثبت عدم صحة المعلومات السوفييتية المضللة.
.
ثم تأكد ناصر بوسائله الخاصة من كذب المعلومات التي دسها علينا الروس لاجهاض نهضة مصر الكبري في الستينات..
.
لكن للأسف بلع ناصر الطعم ليلة النكسة لما اتصل به الكرملين طالبا منه ألا يكون البادئ باطلاق النار فتم محو نصف سلاح الطيران وهو رابض علي الارض !
.
فكانت نكسة يونيو التي ثأرنا لهزيمتنا فيها بانتصار أكتوبر..
.
لكننا لم نسترد خسائرنا الضخمة فيها وأولها القدس عاصمة فلسطين العربية، ثم “غزة” التي كانت السيادة المصرية منذ 7 آلاف سنة وحتي سنة 67 !
.
وها هو سيناريو “البقرة الحلوب” يتكرر مجددا، بأجندة صهيوغربية – هذه المرة – لاستكمال المرحلة المئوية الثانية من مخطط سايكس بيكو، لتقسيم ما تم تقسيمه في بلاد الشرق العربي منذ قرن، مضي..
.
وفي حين سقطت أنظمة الأعراب في مستنقع الخيانة والتبعية للغرب مقابل سلطات محمية بالبوارج الأمريكية، منذ مائة عام وحتي اليوم..
.
لكن تبقي مصر الصخرة التي تتحطم عليها مخططات العدو عبر القرون بإذن الله.
.
• من هو مجتمع الـ(الواسب W.A.S.P) ؟
.
قبل الإجابة نشير إلي أن مقر الأمم المتحدة تم تأسيسه في (مانهاتن Manhattan) بنيويورك.. قريبا من (كنيسة الثالوث Trinity Church) التي تجسد ثقافة الاستعمار البروتستانتي الأنجلوسكسوني للعرق الأبيض.. التي تتوارث حكم أمريكا منذ تأسيسها.
.
الـ(الواسب W.A.S.P) هي الحروف الأولي، اختصارا للمصطلح:
– (White Anglo-Saxon Protestants | الأنجلوساكسون البروتستانت بيض الوجوه)..
.
وهو مرتبط أيضا بـ(الدبور WASP) كوصف لقوي الاستعمار العالمي من نسل الطبقة الملكية الحاكمة.. التي تنشب مخالبها المتوحشة في لحم وأرض الشعوب فتحتلها وتستحل دماء أهلها بالإبادة الجماعية ونشر الأوبئة لسرعة القضاء علي السكان الأصليين..”…”!
.
يستخدم (WASP) أيضًا للنخب الحاكمة في بريطانيا، ومعظم بلاد أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، وينتمي لها غالبية رؤساء أمريكا.. كما أشارت مراجع ومصادر وحتي الصحف (نادرا) مثل الصحيفة (نيويورك أمستردام نيوز The New York Amsterdam News) عام 1948، بتقرير كتبه المحرر؛ ستيتسون كينيدي.
.
إنها نفس النخبة التي تصف نفسها بـ”الآريين” التي هاجرت لاستعمار قارة أمريكا، وأبادت شعوبها بالكامل، بالحروب الوحشية والإبادة باستخدام الحرب الجرثومية كالطاعون والجدري.
.
وبينهم ظهر لقب (ذوي العنق الأحمر Redneck) وهو إشارة لأولئك الأوروبيين العنصريين، الذين علمت الشمس الحارقة علي أعناقهم، وبدورهم ارتكبوا جرائم بربرية ضد السكان الأصليين وضد السود الذين تم خطفهم بالملايين وشحنهم من القارة السمراء، بما فيهم الأسر الملكية الأفريقية، وتحويلهم إلي عبيد.
.
سنة 1626؛ اشتري المستعمرون الأمريكيون منطقة مانهاتن التتي كانت مساحتها (22000 فدانا).. من قبيلة السكان الأصليين – تحت التهديد بالإبادة – مقابل مبلغ بخس يقدر بـ 60 جيلدر هولندي – يساوي: (24 دولار أمريكي!).
.
وهو ما سجلته وثيقة (بيتر شاجين Peter Schaghen)، ممثل شركة الهند الغربية التابعة للاستعمار الهولندي، والتي كانت تقابلها شركة الهند الشرقية – لصاحبها (آل روثشيلد !) المنتمي لعائلة [ساكس-كوبرج وجوته].
.
النسخة الأصلية للوثيقة محفوظة بشركة الهند الغربية (Rijksar Chief) في لاهاي.
.
• الواسب : أكبر عائلة استعمارية في التاريخ
.
تعود جذورهم إلي النسل التركي (الآري بزعمهم)، وأكبر عائلاته الحاكمة عالميا– خزرية الأصل – مشهورة بلقب:-
– [ساكس . كوبرج . جوته : Saxe-Coburg and Gotha].
.
هذه العائلة هاجر أجدادها الخزر المتهودين، عقب انهيار امبراطورية الخزر، من آسيا الصغري، إلي بلاط الامبراطورية الرومانية، سنة 1000 م، تقريبا.
تدريجيا؛ ارتفعت أسهم الأسرة وسلطانها داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، فخرج منها حكام العديد من إمارات العصور الوسطى خاصة في جرمانيا (ألمانيا الحالية) – بدءاً من “مرجريفية ساكسون الشرقية” سنة 1030، و”مايسن” سنة 1089، و”تورينجيا” سنة 1263، و”ساكسونيا” سنة 1423.
.
ثم اخترقوا ولايات الراين الجرمانية، بسلاح إقراض الحكام بالربا الفاحش، ثم ابتزازهم لنيل مكاسب اقتصادية ومناصب سياسية..
.
وواصلوا اختراق عروش أوروبا بالزواج من بنات الأسر الملكية، فخرج نسل هجين غرس جذوره، وسط الإمارات الجرمانية، مثل (بافاريا وساكسونيا)، حيث استقلوا بإمارات ودوقيات جديدة، خرجت منها العائلة الألمانية، البروتستانتية، التي حكمت عرش انجلترا حتي اليوم.
.
ارتبط اسم عائلة (ساكس . كوبرج . جوته) بعائلة خزرية (تركية متهودة)، اسمها ينطق بالعبرية: [עטיה] – وبالإنجليزية: [Atiyah] – وبالعربية: [آتياه أو عطية الإله].
.
لها جذور في ديانة القبائل الترك الأوراسية، وهو [Dazbog]، حيث؛
1. “بوغ” (الإله).
2. “داز” أي النور – والمعني النهائي: [عطية الإله].
.
– وهو نفسه؛ إله الشمس أو إله النور، أو “لوسيفر” أو إبليس..
.
هذه العائلة التركية الأصول، الخزرية الجذور، المتهودة ظاهريا، هي أم العائلات التي تحكم أوروبا من ألف سنة، وأهم فروعها هي الأسرة البريطانية الحاكمة “آل هانوفر” – من بيت (وندسور Windsor) الجرماني.. الحاكم لبريطانيا العظمي.
.
و”ويندسور”: لقب أسرة (آل ڤيتين Haus Wettin)، التي ارتبطت ببلدة ڤيتين بولاية (ساكسونيا أنهالت).
.
منح لهم الإمبراطور الجرماني، “هاينريش الرابع” بلدة “مرجريفية مايسن” كإقطاعية خاصة بهم في 1089، وواصلت الأسرة التهام المزيد من الأراضي..
.
ففي عام 1263، ورثوا لاندغريفية تورينغيا (من دون هسن)، وفي 1423 تم منحهم “دوقية ساكسونيا” فأصبحت العائلة، واحدا من سبعة أمراء ناخبين في الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
.
انقسمت الأسرة إلى فرعين حاكمَيْن في عام 1485 بعد معاهدة لايبزج، بين “إرنست” – ممثل “ساكسونيا” في الإمبراطورية الرومانية، وشقيقه الأصغر “ألبرت الثالث”، إلي فرعين:-
– “الإرنستيّين” والألبرتيّين”..
وتقسم أراضي دوقية فيتين، إلي دوقية:
– [سَاكسونيٍّ] و[تورِينجي]
.
يُلاحظ أن اسم دوقية ساكسون ارتبط بالجذور القبائلية الإنجليزية وايضا القبائل الجرمانية، وكلاهما من أصول هندو-أوروبية، حيث؛
.
1. “تورِينجي”، اسمها المشتق من توران (أرض طوران)..
.
2. ساكسون معناها : أبناء الـ(ساكا | ساكاي Seaxe) (ساكاسوني) – أي: أبناء الساكا بالفارسية.
والساكا من أسماء قبيلة أشكناز التركية الكبري، موطنها الأصلي: أرض طوران بسهول البحر الأسود وبحر قزوين (بونتيك-قزوين).
.
حكم فرع “بني ألبرت”، ساكسونيا وبولندا.
.
بينما لعب فرع “بني إرنست” دوراً هاماً في إشعال الثورات الملونة في ألمانيا ثم انجلترا، فظهر ما يسمي الإصلاح البروتستانتي – (مذهب الصهيومسيحية الخارج علي الديانة المسيحية الأصلية)..
.
ومنهم خرج فرع [ساكس-كوبرغ وغوتا]، الذي حكم عروش بريطانيا العظمى، والبرتغال، وبلغاريا، وساكسونيا، والمكسيك، وبلجيكا.
.
أشهر ملكاتها؛ “فيكتوريا” (1837-1901م)..
– ووالدتها “فيكتوريا أميرة دوقية “ساكس كوبرغ سالفيلد”.
.
بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة.. لم يبق منه حاليا سوى خط الدم البلجيكي محتفظًا بالعرش العائلي.
.
• من هم الأنجلوساكسون؟
.
لنعرف الإجابة، نغوص أعمق عبر صفحات التاريخ، لنجد أن اسم «إنجلترا» مشتق من الكلمة الإنجليزية القديمة (إنجلاند Englaland)، أي: «أرض الأنجل Anglii | ængli ».. بمعني: الصيادين.. ومنه اشتق الاسم (Angle-land) – (إنجلاند England) أو: انجلترا.. وفق المؤرخين أمثال الروماني “تاسيتس”، وموسوعته: «جرمانيا».
.
كانت “أنجل” من القبائل الهجين ما بين الجوتيين والجرمان، استقرت بإنجلترا أوائل العصور الوسطى، مهاجرة من جزيرة “أنجلن” في بحر البلطيق.. وفقًا لقاموس أوكسفورد الإنجليزي.
.
الأنجل (باللاتينية: Anglii) – (بالإنجليزية: The Angles) شعب من الجوتيين (القوط) الذين هاجروا أولا من موطنهم الأصلي بأرض طوران، ثم هاجروا أوائل العصر البرونزي (قبل 5500 سنة) لاستعمار شمال العراق، وهم أجداد الكرد الحاليين.
.
ثم هاجروا مرة أخري إلي جزيرة (يوتلاند | جوتلاند Jütland) (الدانمارك حاليا) بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، حيث عبرت بحر الشمال وأسست عدة ممالك بإقاليم شرق وشمال أنجليا.
.
اندمج الإنجليز (هجين القوط والجرمان)، مع (الساكسون – الجرمانيين)، الهندو-أوروبيين.. فظهرت قبائل وممالك (الأنجلوساكسون: Anglo-Saxons) وفق مؤرخين مثل: بولس الشماس.
.
بدأ تاريخ بريطانيا من العصور الوسطى بنهاية الحكم الروماني.. الذي سقط أمام غزوات امبراطورية (الهون HUN) الكاسحة بقيادة السفاح (أتيلا) وذلك فيم يعرف بـ (عصر الهجرات Völkerwanderung)، التي شملت كافة أنحاء أوروبا، ما بين 375 إلي 800 م.
.
أشهر قبائل المهاجرين (الهندو-أوروبيين) من الجرمان؛ مثل القوط، والواندال، والأنجل، والسكسون، واللومبارديين، والسويبيين، والفريسي، والفرنجة (الفرانكيين).. وفق مؤرخين لاتينيين مثل؛ غليداس، والمؤرخ (ثيودور مومسن Theodor Mommsen)، في موسوعته التاريخية (كرونيكا جاليكا Chronica Gallica) الصادرة عام 452 .
.
.
.
^^^ مراجع ومصادر:
قاموس Random House Unabridged
W. Williamls, Peter (2010). Encyclopedia of Religion in America. University of Philadelphia University Press. p. 744..
Marty, Martin E. (1976). A nation of behavers. Chicago: University of Chicago Press. pp..”..
Zhang, Mobei (2015). “WASPs”. In Stone, John et al. (eds.). The Wiley Blackwell Encyclopedia of Race, Ethnicity, and Nationalism. Abstract. doi:10.1002/9781118663202.wberen692..
Kellner, Stefanie (Feb 2016). “Die freiheitliche Geisteshaltung der Ernestiner prägte Europa”. Monumente
– pp. 9–16. Archived from the original on 2018-
Royal Styles and Titles – 1960 Letters Patent
Lexikon des Mittelalters, vol. IX, col. 50, Munich 1969–1999
“At the Court at Buckingham Palace, the 28th day of March, 1919”. ذا لندن غازيت. His Majesty s Stationery Office. 28 مارس 1919. ص. Issue 31255, Page 4000.
“Styles of the members of the British royal family: Documents”. Heraldica. 30 نوفمبر 1917.
Royal Styles and Titles – 1960 Letters Patent 23 April 2016.
MGH Auctores antiquissimi 9: Chronica minora saec. IV. V. VI. VII. (I). ed. Theodor Mommsen. Berlin: Weidmann, 1892, pp. 615–666, Digitalised. (Text: p. 646ff. and each second page [648, 650 etc.])
Richard Burgess: “The Gallic Chronicle of 452: A New Critical Edition with a Brief Introduction”. In: Ralph W. Mathisen and Danuta Shanzer (eds.): Society and Culture in Late Antique Gaul: Revisiting the Sources. Aldershot: Ashgate, 2001, p. 52ff.
Steven Muhlberger: The Fifth-Century Chroniclers: Prosper, Hydatius, and the Gallic Chronicler of 452. Leeds: Francis Cairns, 1990.
يوتلاند بموقع بريتانيكا britannica.com.