شذور الكهالي في ضوء الوحي الإلهي
..
القصيدة التي صنفت بأنها معلقة العصر الحديث وترجمت لعدة لغات عالمية والمكونة من ١٧٥ بيتاً .
بقلم دكتور همدان محمد الكهالي
شذور الكهالي في ضوء الوحي الإلهي
عِــلْمُ الْــبَيَاْنِ ؛ وَأَبْــجَدِيْ ؛ وَ مِدَاْدِي
عِــقْدُ الْــجُمَاْنِ ؛ وَمَوْرِدِيْ ؛ وَ وُدَاْدِي
حُـــوْرٌ تُــزَمِّــلُ بِــالْــجِنَاْنِ قَــوَامَــهَا
سُـــوَرَاً تُــرَتِّــلُ لِــلــزَّمَاْنِ رَشَـــاْدِي
الــلَّٰهُ رَبِّــيْ .. لَا سِــوَاْهُ ؛ وَلَــيْسَ لِيْ
إِلَّاْهُ .. حُــبِّــي الْــمُــجْتَبَىٰ بِــفُــؤَاْدِي
فَــهْوَ الَّــذِيْ فَطَرَ الْخَلَاْئِقَ ؛ وَاسْتَوَىٰ
فِـــيْ عَــرْشِــهِ الــرَّحْمٰنُ بِــاسْتِفْرَاْدِ
سَــوَّىٰ مِــنَ الــنُّوْرِ الْــمَلَاْئِكَ خِــلْقَةً
لَــمْ تُــحْصَ فِــيْ حَــصْرٍ ؛ وَلَا تِعْدَاْدِ
كُـــلٌّ لِــخِــدْمَتِهِ ؛ وَطَــاْعَــةِ أَمْـــرِهِ
مِــــنْ رَاْكِـــعٍ ؛ وَمُــسَــبِّحٍ حَــمَّــاْدِ
وَالْــجِــنُ مِـــنْ نَــاْرٍ تَــوَلَّىْ خَــلَقْهَمْ
فَــكَــأنَّهَمْ طَــلْــعٌ مِـــنَ الْأَطْـــوَاْدِ !
وَالــسَّــاْبِحَاْتُ الــسَّــاْبِحَاْتُ بِــكَــاْفِهِ
وَالــسَّــاْبِــقَاْتُ الــسَّــاْبِقَاْتُ بِــضَــاْدِ
فُــتِقَتْ بِــقُدْرَتِهِ الــسَّمَاْءُ عَــنِ الثَّرَىٰ
مَــثْلَ الــسُّيُوْفِ نَــبَتْ عَــنِ الْأَغْمَاْدِ
رَفَـــعَ الــسَّــمَاْءَ بِــغَيْرِ أَعْــمِدَةٍ ؛ وَلَا
سَــقْــفٍ ؛ وَأَرْسَــى الْأَرْضَ بــالْأَوْتَاْدِ
وَهَــو الَّــذِيْ جَــعَلَ الــنُّجُوْمَ هِدَاْيَةً
وَمَــــنَــاْزِلَاً لِــلــدَّهْــرِ ؛ وَالْأَعْــــدَاْدِ
وَكَــوَاْكِبَاً زِيْــنَتْ ؛ وَشُــهْبٌ سُــوِّمَتْ
لِــلــسَّــاْرِقِيْنَ الــسَّــمْــعَ بِــالْإِرْصَــاْدِ
فَــــمِــنَ الــنَّــوَاْةِ تَــفَــلَّقَتْ أَكْــوَاْنُــهُ
مِـــنْ كُـــلِّ حَـــيٍّ كَــاْئِنٍ ؛ وَجَــمَاْدِ
مَــرَجَ الْــبِحَاْرَ الْــمَاْلِحَاْتِ ؛ وَعَــذْبَهَا
فِـــيْ بَـــرْزَخٍ لَا يَــبْــغِيَاْنِ تَــمَاْدِي !
وَالْــفُــلْكَ كَــالْأَعْــلَاْمِ فِــيْ ظُــلُمَاْتِهَا
رَكِــبَتْ عَــلَىٰ الْأَمْــوَاْجِ مَــتْنَ جِــيَاْدِ
ظُــلُمٌ عَــلَىٰ بَــعْضٍ تَــرَاْكَمَ بَــعْضُهَا
وَالْــمَوْجُ فَــوْقَ الْــمَوْجِ تَحْتَ سَوَاْدِ
جَــعَــلَ الــرِّيَاْحَ لَــوَاْقِحَاً ؛ وَسَــوَاْئِقَاً
تُــزْجِــيْ ثِــقَــاْلَ الــسُّحْبِ بِــالْإِرْعَاْدِ
وَالــطَّيْرَ ؛ وَالْأَشْــجَاْرَ ؛ وَالْإِبِــلَ الَّتِيْ
فِـــيْ خَــلْــقِهَا الْإِعْــجَــاْزُ لِــلْأَنْــدَاْدِ
فَــتَرَىٰ الْــعُيُوْنَ مِنَ الْجِبَاْلِ تَفَجَّرَتْ
وَتَــجَــدْوَلَتْ بِــالــنَّبْعِ كُـــلُّ مِــهَــاْدِ
فِــيْمَا الْــبَعُوْضَةُ لَا يَــرَىٰ مَــا فَوْقَهَا
غَــــيْــرُ الْــعَــلِيْمِ بِــقُــرْبِهَا ؛ وَبِــعَــاْدِ
حَــتَّىٰ لَــوِ اجْــتَمَعَوْا فَلَنْ يَسْتَنْقِذُوْا
شَــيْــئَاً بِــجَــوْفِ ذُبَــاْبَــةٍ بِــأَيَاْدِي !
سُــبْــحَاْنَهُ مِـــنْ قَـــاْدِرٍ ؛ مُــتَــمَكِّنٍ
مِـــنْ نَــيْــلِ كُــلِّ مَــشِيْئَةٍ ؛ وَمُــرَاْدِ
خَــلَقَ الْــحَيَاْةَ وَمَــا بِــهَا عِوَجٌ خَفَىٰ
أَفَــلَا تَــرَىٰ عَــيْنَاْكَ مَــا هُــوَ بَــاْدِي !
مُــذْ قَــاْلَ رَبُّكَ لِلْمَلَاْئِكَةِ : (اسْجُدُوْا)
وَأَبَــىٰ الــسُّجُوْدَ ابْــلِيْسُهُ الْــمُتَمَاْدِي
مَــــنْ عَــلَّــمَ الْأَسْــمَــاْءَ آدَمَ كُــلَّــهَا
وَقَــضَــىٰ لَــهُ زَوْجَــاً مِــنَ الْأَعْــضَاْدِ
أَمَـــرَ الْــمَــلَاْئِكَةَ : انْــبِــئُوْنِيْ أيُّــكُمْ
يَــــأَتِــيْ بِــأَسْــمَاْ هَـــؤُلَاْ فَــيُــنَاْدِي
عَــجِزُوْا ؛ فَــقَاْلُوْا : مَا لَنَا عِلْمٌ سِوَىٰ
مَـــا كُــنْــتَ قَـــدْ عَــلَّــمْتَنَا بِــمَــفَاْدِ
فَـــإِذَا بِــآَدَمَ قَــدْ أَبَــاْنَ لَــهَمْ عَــلَىٰ
مُــتَــشَاْبِهِ الْأَجْــنَــاْسِ ؛ وَالْأَضْـــدَاْدِ
قَــاْلَ : ادْخُــلَاْ فِــيْ جَــنَّتِيْ لَا تَأْكُلَاْ
مِــنْ هَــذِهِ الــشَّجَرِ الْجَنَىٰ الْمُتَهَاْدِي
مَـــا كَـــاْدَ يَــبْــدَأُ بِــالْهَنَاْءِ مَــذَاْقُهَا
حَــتَّــىٰ انْــتَــهَىٰ بِــتَــذَوُّقِ الْــعِنْقَاْدِ
فَـــإِذَا بِــسَــوْأَةِ آَكِــلَــيْهَا قَــدْ بَــدَتْ
طَــفِــقَاْ بِــخَصْفِ الْإِسْــتِتَاْرِ تَــفَاْدِي
قَــاْلَ : (اهْــبِطَاْ مِنْهَا جَمِيْعَاً) أَرْضَكُمْ
حَــتَّــىٰ يَــحِيْنُ بِــحَشْرِكُمْ مِــيْعَاْدِي
وَبِــهَــا تَــلَــقَّىٰ مِـــنْ خِــلَاْفَــةِ رَبِّــهِ
كَــلِــمَاْتِ تَـــوَّاْبٍ عَــلَــيْهِ ؛ وَهَــاْدِي
يَـــا أَيُّــهَا الْإِنْــسَاْنُ مَــا لَــكَ بَــاْخِعٌ
نَــفْــسَــاً بَــرَاْهَــا رَبُّــهَــا بِــسَــدَاْدِ !؟
إِقْــــرَأْ كِــتَــاباً .. فُــصِّــلَتْ آيَــاْتُــهُ
بَـــلْ أُحْــكِــمَتْ بِــالْحَقِّ ؛ وَالْإِسْــنَاْدِ
فَ بِــهِ مِنَ الْقَصَصِ الْعِظِاْمِ مَوَاْعِظٌ
وَ بِـــهِ عُــلُــوْمُ الْــكَوْنِ ؛ وَالْأَرْصَــاْدِ
فَــالْتَعْبُدُوْا _ حَــقَّ الْــعِبَاْدَةِ _ رَبَّكُمْ
وَتَـــزَوَّدُوْا قَــبْــلَ انْــعِــدَاْمِ الـــزَّاْدِ
لَــمْ يُــفْلِتِ الــنُّمْرُوْذُ مِــنْهُ ؛ وَلَاْ نَجَا
فِـــيْ جُــنْــدِهِ فِــرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَــاْدِ
فَخُذُوا الْحَدِيْثَ عَلَىٰ لِسَاْنِ خَلِيْلِكُمْ
بِــحِــجَاْجِ أَهْــلِ الــشِّرْكِ ؛ وَالْإِلْــحَاْدِ
إِذْ قَــاْلَ : مَــاْذَا تَــعْبُدُوْنَ بِــصُنْعِكُمْ
لِــــلَّــهِ .. أَنَـــدَاْدَاً مِـــنَ الْــجِــلْمَاْدِ !
قَــــاْلُــوْا : وَجَــدْنَــا هَــكَــذَا آَبَــاْءَنَــا
فَ مَــضَتْ خُــطَىٰ الْأَجْدَاْدِ بالْأَحْفَاْدِ
نَــسْــتَجْلِبُ الْأَرْزَاْقَ مِــنْهَا ؛ وَالْــوِقَاْ
لِــلــنِّــفْسِ ؛ وَالْأَمْــــوَاْلِ ؛ وَالْأَوْلَاْدِ
قَــاْلَ : الْــحِجَاْرَةُ لَا تَــقِيْ عَنْ نَفْسِهَا
شَـــرَّاً ؛ وَلَا تَــقْــوَىٰ لِــدْفْعِ مُــعَاْدِي
أَنَّـــىٰ سَــتَنْفَعُكُمْ ؛ فَــتَدْفَعُ ضَــرَّكُمْ
أَوْ تَــسْــمَعَنَّ إِذَا اسْــتَــغَاْثَ مُــنَاْدِي
وَأَتَــىٰ عَــلَىٰ تِــلْكَ الــتِّمَاْثِيْلِ الَّــتِيْ
نَــثَرَ الْــحُطَاْمَ بِــهَا ضُــحَىٰ الْأَعْــيَاْدِ
وَإِذِ ارْتَـــأَتْ أَصْــنَــاْمُهُمْ مَــجْذُوْذَةً
جَـــاْؤُا بِــهِ ؛ وَيَــدَاْهُ فِــي الْأَصْــفَاْدِ
مَــكَــرُوْا بِـــهِ ؛ وَالــلَّهُ خَــيْرٌ مَــاْكِرَاً
وَتَــــرَصَّــدُوْا ؛ وَالــــلَّــهُ بِــالْــمِرْصَاْدِ
قَــذَفُوْهُ فِــي الــنَّاْرِ الَّــتِيْ مِــنْهَا نَجَا
وَالــــنَّــاْسُ تَــنْــظُرُ حَــوْلَــهُ لِــرَمَــاْدِ
قَــاْلَ : اعْــبُدُوا خَلَّاْقَكُمْ ؛ وَمُمِيْتَكُمْ
وَمُــعِــيْدَكُمْ لِــلْــحَشْرِ يَـــوْمَ مَــعَاْدِ
قَـــاْلَ الْــكَــفُوْرُ بِــرَبِّــهِ : أَنَــا رَبُّــكُمْ
أُحْــيِيْ أَنَــا ؛ وَأَنَــا أُمِــيْتُ عِبَاْدِي !!!
قَــاْلَ الــنَّجِيْ : لِــلَّهِ مَــشْرِقُ شَمْسِهِ
فَــاشْرِقْ بِــهَا مِــنْ غَــرْبِهَا الْــمُتَضَاْدِ
بُــهِتَ الَّــذِيْ كَــفَرَ الْــحَقِيْقَةَ وَاْجِــمَاً
بِــالْــخِــزْيِ بَــعْــدَ تَــكَــبُّرٍ ؛ وَعِــنَــاْدِ
مَــنْ فِــيْ مَــعِيَّةِ رَبِّــهِ يَــنْجُوْ ؛ وَلَــوْ
جَــمَعُوْا عَــلَيْهِ قُــوَىٰ ثَــمُوْدَ ؛ وَعَــاْدِ
فِــيْمَا الَّــذِيْ آَتَــاْهُ رَبِّــيْ فِــي الْقَضَاْ
فَــصْلَ الْــخِطَاْبِ ؛ وَحِــكْمَةَ الْإِرْشَاْدِ
قَــاْلَ : اعْــطِنِيْ مُــلْكَاً بِــهِ لَا يَنْبَغِيْ
بَــعْــدِيْ إِلَـــىٰ أَحَـــدٍ مِــنَ الْآَحَــاْدِ
أَعْــطَاْهُ مَــنْطِقَ كُــلِّ شَــيْءٍ أَعْجَمِيْ
وَحَــبَــاْهُ سُــلْــطَاْنَاً مَـــدَىٰ الْأَبْــعَاْدِ
الْــــجِــنُّ صُــنَّــاْعٌ لَـــهُ ؛ وَأَجِــنْــدَةٌ
وَالْإِنْـــسُ جَــيْشٌ جَــاْهِزُ الْإِعْــدَاْدِ !
وَالْــوَحْــشُ دِرْعٌ ؛ وَالــطُّيُوْرُ مَــظَلَّةٌ
وَالــشَّهْرُ يَــوْمٌ ؛ وَالــرِّيَاْحُ غَــوَاْدِي !
شَــكَرَ الْإِلَــهَ ؛ وَقَــدْ تَــبَسَّمَ ضَــاْحِكَاً
مِــنْ نَــمْلَةٍ فُــجِئَتْ بِــهِ فِــي الْوَاْدِي
فَــتَــفَقَّدَ الــطِّــيْرَ الْــجَرِيْ مُــتَوَعِّدَاً
مَــــا لَـــمْ يُــبَــرِّرْ فُــقْــدَهُ بِــفُــقَاْدِ
فَــإِذَا بِــهِ قَــدْ جَــاْءَ يَحْمِلُ مِنْ سَبَاْ
نَــــبَــأً عَــظِــيْــمَاً لَــيْــسَ بِــالْــمُعْتَاْدِ
أَنْــبَىٰ بِــقُوْمٍ يَــعْبُدُوْنَ الــشَّمْسَ مِنْ
دُوْنِ الْإِلَـــــهِ الْــــحَــقِّ لِــلْــعُــبَّاْدِ !
قَـــدْ مَــلَّكُوا امْــرَأَةً تَــعَاْظَمَ شَــأْنُهَا
فِـــيْ قُـــوَّةِ الْأَقْــيَاْلِ ؛ وَالْأَحْــشَاْدِ
قَــاْلَ : ائْــتِهَا بِــرِسَاْلَتِيْ ؛ ثُــمَّ انْتَظِرْ
لِــلــرَّدِّ مِــنْــهَا إِنْ صَــدَقْــتَ وَفَــاْدِي
فَــتَشَاْوَرَتْ بِلْقِيْسُ ؛ قَاْلُوْا : نَحْنُ ذُوْ
بَــأْسٍ شَــدِيْدٍ فِــي الْــوَغَىٰ ؛ وجِلَاْدِ
قَــاْلَــتْ : إِذَا دَخَــلَ الْــمُلُوْكُ بِــقَرْيَةٍ
ذَلُّــــوْا أَعِـــزَّةَ أَهْــلِــهَا الْأَسْــيَــاْدِ !
فَــخُــذُوْا إِلَــيْهِ هَــدِيَّتِيْ حَــتَّىٰ أَرَىٰ
أَنَــبِــيَّ ؛ أَمْ مَــلِكَاً نَــوَىٰ اسْــتِعْبَاْدِي
فَــأَبَــىٰ سُــلَــيْمَاْنُ الْــهَــدِيَّةَ وَاْعِــدَاً
كُــفْــرَاْنَــهُمْ بِــجَــحَــاْفِلٍ ؛ وَعَــتَــاْدِ
فَــأَتَتْ إِلَــيْهِ بِــوَفْدِهَا ؛ فَــاسْتُقْبِلَتْ
فِــيْ عَــرْشِهَا الــسَّبَّاْقِ فِــي الْإِيْــفَاْدِ
قَــاْلُوْا : أَعَرْشُكِ هَكَذَا ؟ قَاْلَتْ : كَمَا
لَــوْ كَــاْنَ عَــرْشِيَ ؛ وَالْعِمَاْدُ عِمَاْدِي !
دَخَــلَتْ إِلَــىٰ الــصَّرْحِ الْمُمَرَّدِ تَحْتَهَا
بَــالــشَّفِّ بَــيْــنَ الْــمَــاْءِ ؛ وَالْإِمْــرَاْدِ
كَــشَفَتْ عَــنِ الــسَّاْقَيْنِ ؛ قَاْلُوْا : إِنَّهُ
صَــرْحٌ مُــمَرَّدُ فَــاهْتَدِيْ ؛ وَاقْــتَاْدِي
قَــاْلَتْ : رَضِــيْتُ مَعَ سُلَيْمَاْنَ الْهُدَىٰ
فَــاهْــديْ إِلَــهِــيَ لِــلــسَّلَاْمِ بِـــلَاْدِي
لَا كَــالَّذِيْنَ رَضُــوا الْــغِوَاْيْةَ بَــعْدَ أَنْ
عَــرَفُوْا هُــدَىٰ الْــحَقِّ الْــمُبِيْنِ الْجَاْدِ
لُــعِــنُوْا بِــمَــا قَــاْلُوا : الْإِلَــهُ ثَــلَاْثَةٌ
حَــاْشَاْهُ بَــلْ هُــوَ مُــفْرَدٌ ؛ وَأُحَــاْدِي
قَــاْلُوا : الْــمَسِيْحُ ابْنٌ لَهُ ! فَلَبِئْسَ مَا
قَــاْلُــوْا مِــنَ الْإِشْــرَاْكِ ؛ وَالْإِجْــحَاْدِ
لَـــوْ كَـــاْنَ فِــيَهَا غَــيْرُهُ ؛ لَــتَنَاْزَعُوْا
بَــغْــيَاً ؛ وَعَــاْثُــوا الْــكَوْنَ بِــالْإِفْسَاْدِ
وَ لِــــذَا تَــفَــرَّدَ وَحْـــدَهُ بِــالْــكِبْرِيَاْ
ذُو الْــعِــزِّ ؛ وَالْــجَبَرُوْتِ ؛ وَالْأَمْــجَاْدِ
فَــتَــنَزَّهَ الْــمَــعْبُوْدُ ( جَــلَّ جَــلَاْلُهُ )
عَـــنْ بَــاْطِــلِ الــسُّفَهَاْءِ ؛ وَالْأَوْغَــاْدِ
الــلَّــهُ ( لَــيْسَ كَــمِثْلِهِ شَــيْءٌ )؛ وَلَا
مَــثَــلُ الْــمَــسِيْحِ ؛ وَأُمِّـــهِ بِــتَضَاْدِ
كَـــلَّا ؛ وَلَــمْ يَــسْتَنْكِفَاْ أَنْ يُــصْبِحَاْ
عَــبْــدَيْــنِ مِــــنْ عُــبَّــاْدِهِ الــزُّهَّــاْدِ
تَــالــلَّــهِ مَـــا لِــلَّــهِ صَــاْحِــبَةٌ ؛ وَلَا
وَلَــــدٌ ؛ تَــعَــاْلَــىٰ الــلَّــهُ بِــالْإِفْــرَاْدِ
بَــلْ كَــاْنَ عِــيْسَىٰ مِــثْلَ آَدَمَ ؛ نَفْخَةً
لَـــمْ تَــنْــتَسِبْ لِ أَبٍ ؛ وَلَا أَجْـــدَاْدِ
هَــيَ أُمُّ مَــرْيَمَ ؛ زَوْجُ عِمْرَاْنِ التِّقِيْ
أَصْــــلُ الْــحِــكَاْيَةِ دُوْنَ أَيِّ مَـــزَاْدِ
قَــاْلَتْ : وَهَــبْتُكَ يَــا إِلَــهِيَ مَا وَعَىٰ
بَــطْــنِيْ إِلَــيْــكَ مُــحَــرَّرَاً بِ وُلَاْدِي
فَــوَضَعْتُهَا ؛ وَاخْــتَرْتُ مَرْيَمَ إِسْمَهَا
وَأَعَــذْتُــهَا بِـــكَ مِــنْ رُؤَىٰ الْــحُسَّاْدِ
فَــتَــقَبَّلَ الــرَّحْــمَنُ مِــنْــهَاْ نَــذْرَهَــا
حَــتَّــىٰ غَــدَتْ بِــالنَّذْرِ فِــي الْــهُجَّاْدِ
قِــيْلَ : ابْشِرِيْ بِ ابْنٍ وَجِيْهٍ ؛ إِسْمُهُ
عَــيْسَىٰ ابْنُ مَرْيَمَ ؛ مُرْسَلٌ لِ أَعَاْدِي
قَــاْلَتْ : أَأُنْجِبُ دُوْنَ زَوْجٍ ! مَنْ تُرَىٰ
سَــيَــرُدُّ عَــنِّــي الْإِفْـــكَ بِــالْإِفْــنَاْدِ
إِنِّـــيْ بِــرَبِّيَ عُــذْتُ مِــنْكَ بَــرَاْءَتِيْ
إِنْ كُــنْتَ أَنْــتَ هُــوَ الــتَّقِيُّ السَّاْدِي
فَــأَجَاْبَ : بَــلْ أَنَٱ مُرْسَلٌ بِالرُّوْحِ مِنْ
مَــنْ لَــوْ قَــضَىٰ أَمْرَاً ؛ فَلَيْسَ بِ رَاْدِ
جَــاْءَ الْــمَخَاْضُ لَهَا ؛ فَقَاْلَتْ : لَيْتَنِيْ
مَــا كُــنْتُ شَــيْ ؛ أَوْ مِتُّ دُوْنَ حِدَاْدِ
أَنَّــىٰ سَــأَرْجِعُ بِــالْغُلَاْمِ مَــعِيْ ؛ وَ مَا
سَــأُجِيْبُ عَــنْ قَــوْمِيْ ؛ وَعَنْ نُقَّاْدِي
فَــأَجَــاْبَهَا مِــنْ تَــحْتِهَا : لَا تَــحْزَنِيْ
قُــوْلِــيْ لَــهُــمْ : أَنَٱ فَــلْــذَةُ الْأَكْــبَاْدِ
فَــأَتَتْ بِــهِ لِــلْقَوْمِ ؛ قَــاْلُوْا : بِــئْسَمَا
قَــدْ جِــئْتِ فِــعْلَاً ؛ لَــمْ يَكُنْ بِالْعَاْدِي
وَهُــنَا أَشَــاْرَتْ لِــلْكَلَاْمِ مَــعَ الــصَّبِيْ
فَــتَــسَاْئَلُوْا فِـــي الْأَمْــرِ بِــاسْتِبْعَاْدِ
أَنَّـــىٰ نُــكَلِّمُ ذَا الْــوَلِيْدِ ؛ وَلَــمْ يَــزَلْ
طِــفْــلَاً حَــدِيْــثَ الْــعَــهْدِ بِــالْمِيْلَاْدِ
فَــأَجَــاْبَــهُمْ : أَنَٱ عَــــبْــدُهُ ؛ وَنَــبِــيُّهُ
وَنَــذِيْــرُ عَــاْصِــيِكُمْ مِـــنَ الْإِيْــقَاْدِ
وَمُــبَــشِّرٌ بَــعْــدِيْ بِــأَحْــمَدِ مُــرْسَلَاً
مِـــنْ رَبِّـــهِ لِــلْــمَعْشَرَيْنِ ؛ وَهَــاْدِي
وَعَــلَيَّ مِــنْ رَبِّــي الــسَّلَاْمُ ؛ وَرَحْمَةٌ
فِــيْ يَــوْمِ مِــيْلَاَدِيْ ؛ وَيَــوْمِ عَوَاْدِي
حَــتَّــىٰ إِذَا بَــلَــغَ الْــمَــسِيْحُ أَشُــدَّهُ
وَغَـــدَا لِأَمْـــرِ الــلَّهِ فِــي اِسْــتِعْدَاْدِ
آَتَـــاْهُ بِــالْإِنْــجِيْلَ آَيَـــاْتِ الْــهُــدَىٰ
لِــلــنَّفْسِ تَــحْــرِيْرَاً مِـــنَ اِسْــتِعْبَاْدِ
كَــفَرَ الــنَّصَاْرَىٰ بِــالسَّمَاْعِ لَهُ ؛ فَ لَمْ
يُــصْــغُوْا سِـــوَىٰ لِــوِشَــاْيَةِ الْــقَوَّاْدِ
صَلَبُوا الشَّبِيْهَ بِهِ ؛ وَقَدْ ذَبَحُوا الْفَتَىٰ
وَأَبَـــاْهُ بِــالْــمِنْشَاْرِ فِـــي الْأَعْــوَاْدِ !
لُــعِــنُوْا عَــلَىٰ الــدُّنْيَا بِــقَتْلِ الْأَنْــبِيَاْ
وَلَــهُــمْ بِــعُقْبَىٰ الــدَّاْر ِسُــوْءُ مِــهَاْدِ
وَاذْكُـــرْ خِــتَاْمَ الْــمُرْسَلِيْنَ مُــحَمَّدَاً
مِــسْكَ الْــعُطُوْرِ الــرَّاْئِحَاْتِ ؛ وَغَاْدِي
لَــوْلَمْ يَــكُنْ مِسْكَاً ؛ لَمَا عَرَفَ الشَّذَىٰ
سِـــرَّ الْــوُجُــوْدِ ؛ وَحِــكْمَةَ الْإِيْــجَاْدِ
طُــهْرُ الْــخَلَاْئِقِ أَجْــمَعِيْنَ ؛ وَصَفْوَةٌ
فِــي الْــعَاْلَمَيْنَ حَــوَاْضِرَاً ؛ وَبَــوَاْدِي
أَغْلَىٰ الْوَرَىٰ ؛ تَحْتَ السَّمَاْ ؛ وَأَعَزُّ مَنْ
فَــوْقَ الــثَّرَىٰ ؛ خَــلَقَ الْإِلَــهُ حُمَاْدِي
مِــنْ أَجْــلِ عَــيْنَيْهِ اسْتُجِيْبَتْ دَعْوَةٌ
وَتَــحَــقَّقَتْ بُــشْــرَىٰ الْأُلَــىٰ الــرُّوَّاْدِ
هُــوَ أَحْْــمَدٌ ؛ وَمُــحَمَّدٌ ؛ وَالْمُصْطَفَىٰ
خَــيْــرُ الْأَنَـــاْمِ ؛ قِــيَاْدَةً ؛ وِ قِــيَاْدِي
وَقَــفَتْ تُــحَاْرِبُهُ قُــرَيْشٌ فِــي الَّذِيْ
قَـــدْ جَـــاْءَهُ مِـــنْ رَبِّــهِ ؛ وَتُــعَاْدِي
هُـــمْ يُــؤْمِــنُوْنَ بِــصِــدْقِهِ ؛ لَــكِنَّهُمْ
كَــفَــرُوْا ؛ بِــحِقْدِ نُــفُوْسِهِمْ ؛ وَكِــيَاْدِ
دَفَــعُوا الــشَّبَاْبَ لِــقَتْلِهِ ؛ وَتَــمَاْلَؤُوْا
دِيَـــةَ الْــقَتِيْلِ لِأَهْــلِهِ فِــي الــنَّاْدِي
أَبْــقَىٰ عَــلِيَّاً فِــي الْــفِرَاْشِ مُــمَوِّهَاً
لِــلْــمَــاْكِرِيْنَ بِــمَــضْــجَعٍ ؛ وَ رُقَـــاْدِ
نَــثَرَ الــتُّرَاْبَ عَلَىٰ الرُّؤُوْسِ ؛ فَمَسَّهَا
وَسَـــنٌ ؛ بِــغَــيْرِ أَسِــرَّةٍ ؛ وَ وِسَــاْدِ !
دَلَـــجَ الــنَّبِيُّ مُــهَاْجِرَاً ؛ وَ صَــدِيْقُهُ
وَارْتَــــاْدَ دَرْبَـــاً لَــيْــسْ بِــالْــمُرْتَاْدِ
جَــنَّ الْــجُنُوْنُ ضُحَىٰ انْفِلَاْتِ مُحَمَّدٍ
مِـــنْ قَــبْضَةِ الْــمُتَرَبِّصِ الْــمُصْطَاْدِ
فَــاسْــتَنْفَرَتْ بَــطْحَاْءُ مَــكَّةَ خَــلْفَهُ
فُــرْسَــاْنَهَا ؛ بَــحْــثَاً بِــكُــلِّ وِهَــاْدِ !
مَـــاْذَا بِــوِسْــعِ اثْــنَــيْهِمَاْ أنْ يَــفْعَلَاْ
كَـــيْ يَــنْجُوَاْ مِــنْ رَشْــقَةِ الــصَّيَّاْدِ
هُــدِيَاْ إِلَــىٰ غَــاْرٍ ؛ وَمَا فِي الْغَاْرِ مِنْ
حِــصْــنٍ _ لِــمِــلْتَاْذٍ بِـــهِ _ وَمَــذَاْدِ
لَــكِنَّ ثَــاْنِي اثْــنَيْنِ لَــيْسَ بِــمُخْلَفٍ
وَعْــــدَ الْإِلَـــهِ بِــنَــاْصِرٍ ؛ وَسِــنَــاْدِ
وَ لِـــذَا بِــخَيْطِ الْــعَنْكَبُوْتِ كَــفَاْهُمَا
حَــبْــلَ الْــبَــغِيِّ الــطَّــاْغِيِّ الــشَّدَّاْدِ
فَــاسْتَأْنَفَاْ صَــوْبَ الْــمَدِيْنَةِ هِــجْرَةً
مَــحْــفُــوْفَةً بِــمَــخَــاْطِرِ الــــطُّــرَّاْدِ
وَقُــرَيْشُ مَــا زَاْلَــتْ تَــلُوْكُ بِــغَيْظِهَا
يَــأْسَ الْــقُلُوْبِ ؛ وَحَــسْرَةَ الْأَجْسَاْدِ
رَصَــدَتْ جَــوَاْئِزَهَا لِــمَنْ يَــأْتِيْ بِــهِ
مِــئِــةً مِــنَ الْإِبِــلِ الْــعِشَاْرِ حَــوَاْدِي
فَــتَــتَبَّعُوْا أَثَـــرَ الــنَّبِيْ ؛ وَغُــثَاْؤُهُمْ
قَـــدْ سَــاْلَ بِــالْإِغْرَاْءِ سَــيْلَ جَــرَاْدِ
فَــكَــبَا ثَــلَاْثَــاً _ إِذْ لَــفَاْهُ _ سُــرَاْقَةٌ
وَالْأَرْضُ تَــبْــلَــعُ أَرْجُــــلَاً لِــجَــوَاْدِ
نَــاْدَىٰ فَــقَاْلَ : الْبَحْثُ عَنْكَ خَطِيْئَةٌ
وَالْــعَــفُوُ مِــنْــكَ سَــمَاْحَةُ الْأَجْــوَاْدِ
وَعَــلَيَّ كَفُّ النَّاْسِ عَنْكَ ؛ وَمِنْكَ لِيْ
وَعْـــدُ الْأَمَـــاْنِ ؛ وَسُــرْعَةُ الْإِنْــجَاْدِ
فَــأَجَاْبَهُ : لَــكَ تَــاْجُ كِــسْرَىٰ مِــنْحَةٌ
وَسِــــوَاْرُهُ هِــبَــةٌ بِـــلَا اسْــتِــرْدَاْدِ
وَبِــيَــثْرِبٍ وَاْفَــىٰ الــرَّسُوْلُ سَــفِيْرَهُ
فِــــيْ مِــنْــعَةٍ بِــرِجَــاْلِهِا الْآَسَـــاْدِ
وَهُــنَــاْكَ أَنْــشَأَ دَوْلَــةً فِــيْ أَرْضِــهَا
قَــهَــرَتْ عُــتَــاْةَ طَــرِيْــفِهَا ؛ وَتِــلَاْدِ
لَاْقَـــىٰ بِــهَا الْــمُسْتَضْعَفُوْنَ أَمَــاْنَهُمْ
فِـــيْ طَــيْــبَةِ الْأَنْــصَاْرِ ؛ وَالْإِرْغَــاْدِ
فَـــرَّوْا بِــدِيْــنِهُمُ الَّـــذِيْ أُوْذُوْا بِــهِ
وَقَــضَــوْا بِــمَــكَّةَ عِــيْشَةَ اسْــتِبْدَاْدِ
غُــلِبُوْا عَــلَىٰ أَمْــوَالِهِمْ إِذْ صُــوْدِرَتْ
عِــيْــضُوْا بِــهِجْرَتِهِمِ رِضَــا الْــجَوَّاْدِ
بَــاْعُــوْا لِــمَــرْضَاْةِ الْإِلَـــهِ نَــفُوْسَهُمْ
وَشَــرَوْا جَــنَاْنَ الْــخُلْدِ ؛ وَالْإِسْــعَاْدِ
فِــيْــمَا اعْــتِرَاْضُ الْــقَاْفِلِيْنَ بِــمَاْلِهِمْ
زَاْنَ الْــحُــقُــوْقَ لِأَهْــلِــهَــا الــشُّــرَّاْدِ
لَــكِــنَّ قَــاْفِــلَةَ الْــبُــغَاْةِ نَــجَتْ بِــمَا
حَــمَــلَتْ عَــلَىٰ الْأَقْــتَاْبِ ؛ وَالْأَقْــتَاْدِ
هَــبَّتْ قُــرَيْشٌ نَــحْوَ بَدْرٍ ؛ وَهِيَ فِيْ
خُــيَــلَاْئِــهَا مَــسْــعُــوْرَةُ الْأَحْــــقَــاْدِ
لَــمْ تَــكْفِ بِــالْعِيْرِ النَّجَاْةُ ؛ فَسَاْرَعَتْ
لِــلْــحَــرْبِ دُوْنَ هَـــوَاْدَةٍ ؛ وَحِــيَــاْدِ
وَتَــجَحْفَلَتْ أَضْــعَاْفَ جَيْشِ مُحَمَّدٍ
فَــتَــلَاْقَــتِ الْــفِــئَــتَاْنِ دُوْنَ مَــعَــاْدِ
شَــاْؤُوْا ؛ وَشَــاْءَ مُــحَمَّدٌ ؛ وَالــلَّهُ شَاْ
لِــلْــحَــقِّ ذَاْتَ الــشَّــوْكَةِ الْــحَــصَّاْدِ
يَــنَعَتْ رُؤُوْسُ الْغَيْ ؛ فَحَاْنَ قِطَاَفُهَا
بِــسُــيُوْفِ خَــيْرِ الْــجُنْدِ ؛ وَالْأَجْــنَاْدِ
فَــمُــجَــنْدَلٌ مُــتَــخَــضِّبٌ بِــدِمَــاْئِهِ
وَمُــقَــرَّنٌ فِـــي الْأَسْـــرِ ؛ وَالْأَنْــكَاْدِ
يُـــوْمٌ بِـــهِ شَــهِدَ الــزَّمَاْنُ خَــوَاْرِقَاً
بِــالْــمُعْجِزَاْتِ الْــحَقِّ ؛ بَــلْ وَ رِفَــاْدِ
جِــبْــرِيْلُ نُـــزِّلَ بِــالْــمَلَاْئِكِ رَاْفِــدَاً
لِــمُــحَــمَّدٍ بِــالــدَّعْــمِ ؛ وَالْإِمْــــدَاْدِ
وَكَــذَاْكَ يَــوْمَ حُنِيْنِ ؛ وَالْاَحْزَاْبِ مِنْ
نَــجْــدٍ ؛ وَخَــيْــبَرَ سَــاْئُــرِ الْــقُــصَّاْدِ
جَــمَعُوْا لَــهُ ؛ وَالــلَّهُ فَــرَّقَ جَــمْعَهُمْ
رَاْبَـــوْا ؛ فَــأَعْــقَبَ رِبْــحَهُمِ بِــكَسَاْدِ
إِنْ أَوْقَــدُوْا لِــلْحَرْبِ نَــاْرَاً ؛ أُطْفِئَتْ
فَــتَــوَقَّدَتْ فِــيْــهِمِ بِـــدُوْنِ زَنَـــاْدِ
هَــذَا جَــزَاْهُمْ فِــي الْحَيَاْةِ ؛ وَبَعْدَهَا
بِــئْسَ الْــقَرَاْرُ ؛ إِلَــىٰ الــلَّظَىٰ الْوَقَّاْدِ
وَبِــفَتْحِ مَــكَّةَ إِنْــتَهَىٰ بَــطْشُ الْــعِدَا
وَقَــــسَــاْوَةُ الــسَّــجَّاْنِ ؛ وَالْــجَــلَّاْدِ
فَــتَوَاْلَتِ الْأَحْــدَاْثُ تُــرْسِيْ لِــلْهُدَىٰ
فِــي الْأَرْضِ دِيْــنَ الْــعَدْلِ بَعْدَ جِهَاْدِ
فُــرْسَــاْنُ رِبِّـــكَ ؛ لَــيْلُهُمْ كَــنَهَاْرِهِمْ
فِـــي الْــعَــاْكِفِيْنَ الــرُّكَّــعِ الــسُّجَّاْدِ
حَــتَّىٰ أَحَــاْلُوْا مُــلْكَ كِــسْرَىٰ مَغْنَمَاً
فِـــيْ قِــسْــمَةِ الْأَنْــفَاْلِ ؛ وَالْأَعْــتَاْدِ
فَــقَضَىٰ الــشُّهُوْدُ بِــتَاْجِهِ ؛ وَسِوَاْرِهِ
لِــسُــرَاْقَةٍ ؛ فِـــيْ حَــضْرَةِ الْأَشْــهَاْدِ
وَبِــذَلِــكَ اسْــتَــوْفَىٰ سُــرَاْقَةُ دَيْــنَهُ
مِـــنْ بَــعْــدِ مَـــوْتِ نَــبِيِّهِ الــسَّدَّاْدِ
مَـــا كَـــاْنَ رَبُّــكَ لِــلرَّسُوْلِ بِــمُنْكِثٍ
فِـــيْ عَــهْــدِهِ ؛ أَوْ مُــخْلِفَ الْــمِيْعَاْدِ
هَـــذَا الْــحَبِيْبُ مُــحَمَّدٌ ؛ وَسِــرَاْجُهُ
نُـــوْرُ الْــجَــمِيْعِ ؛ مَــنَــاْرَةُ الْأَفْـــرَاْدِ
هُــوَ حَــبْوَةٌ مِــنْ رَبِّــهِ ؛ هَــوَ صَفْوَةٌ
مِـــنْ خَــلْقِهِ ؛ هُــوَ قُــدْوَةُ الْــمُقْتَاْدِ
مَــنْ قَــبْلُهُ ؛ أَوْ بَــعْدُهُ عَــرَجَ الــسَّمَاْ
عَــجَــبَاً بِــغَيْرِ مَــكُوْكِ ؛ أَوْ مِــنْطَاْدِ !
أَمَّــنْ لَــهُ الْــقَمَرُ الْمُضِيْءُ انْشَقَّ ؛ بَلْ
وَسَــرَىٰ بِــمَسْرَىٰ الــشَّهْرِ لَيْلُ سُهَاْدِ !
هُــوَ رَحْــمَةٌ فِــيْ أُمَّــةٍ ؛ هَــوَ نِــعْمَةٌ
فِـــيْ حِــكْــمَةٍ ؛ هُــوَ غَــيْمَةُ الْــمَيَّاْدِ
لِــلــرِّقِّ مُــنْــجِدُ لِــلْــعَبِيْدِ ؛ وَمُــنْــقِذٌ
لِــلــضَّاْلِ مُــرْشِــدُ ؛ لِــلْمُضَلَّلِ هَــاْدِي
بِــالْــقَوْلِ مُــحْــكِمُ ؛ بِــالْفِعَاْلِ مُــعَلِّمٌ
بِــالْــحَوْلِ أَحْــلَــمُ رَاْئِــدٍ ؛ وَ رِيَــاْدِي
لِــلْــجُرْحِ مَــرْهَــمُ ؛ لِــلتَّوَجُّعِ بَــلْسَمٌ
حَــسْــبُ الــتَّــأَلُّمِ ضَــمَّــةُ الــضَّــمَّاْدِ
حُــبُّ الْأَوَاْخِــرِ ؛ لِــلْأَوَاْئِلِ صَــاْحِبٌ
وَالْــجَــاْرُ عُــقْبَىٰ الــدَّاْرِ بِــاسْتِشْهَاْدِ
أَمَّـــنْ سِـــوَاْهُ حَــبِيْبُنَا ؛ وَشَــفِيْعُنَا
يَـــوْمَ الْــقِــيَاْمَةِ بِــالــشَّفَاْعَةِ فَــاْدِي
مُــسْــتَقْبِلٌ لِــلْــحَاْشِرِيْنَ ؛ وَمُــوْصِلٌ
لِــلْــعَــاْبِرِيْنَ ؛ وَمْــنْــهَلٌ لِــلــصَّاْدِي !
وَ لَــهُ الْــوَسِيْلَةُ ؛ وَالْــفَضِيْلَةُ ؛ وَاللِّوَاْ
وَ لَـــهُ الْــمَقَاْمُ بِــحَمْدِ رِبِّــكَ شَــاْدِي
بِــلِــسَاْنِهِ الْــعَــرَبِيِّ أَفْــصَــحُ حَــاْمِدٍ
كَــالــشُّهْدِ يَــقْــطُرُ لَــفْــظُهُ بِــالــضَّاْدِ
صَــلَوَاْتُ رَبِّــيَ لِــلْحَبِيْبِ ؛ وَرَحْــمَةٌ
تَــغْــشَىٰ ثَـــرَاْهُ عَــلَىٰ مَــدَىٰ الْآَبَــاْدِ
بِــأَبِيْ ؛ وَأُمِّــيَ أَسْــتَحِيْ فِيْ مَدْحِهِ
مِــنْ نُــطْقِ أَحْــرُفِ إِسْــمِهِ بِشَوَاْدِي
إِذْ مَـــا حَـــدَوْتُ بِــإِسْمِهِ إِلَّا غَــدَتْ
مِــنْــهُ الْــحُــرُوْفُ مَــدَاْئِحَاً لِــلْحَاْدِي
لِــذَا شُــذُوْرِيَ أُلْــهِمَتْ مِــنْ وَحْيِهِ
عَــلْمَ الْــبَيَاْنِ ؛ وَأَحْرُفِيْ ؛ وَمِدَاْدِي ٠
هـــمـــدان مــــحــمــد الــكــهــالي
الخميس ١ ئونيو ٢٠١٩ م