صباح عاصم تكتب..أنوثة
جميلة هي ناضجة عاقلة متزنة… واضحة الأهداف والخطى وبثبات وخبرة… جميلة هي في دقة اختيار المناسب من الثياب والحلي والصديقات… قرارات مدروسة مغلفة بتجارب حياتية منوعة ما بين اجتماعية وعملية… جميلة هي بعد ان مرت بسنوات الشباب بتهوره ونزعاته وتسرعه ليكسبها التمهل في القرارات ليحل الثبات في المواقف المختلفة محل العاطفة المتهورة… جميلة هي بعد أن مرت بتجربة فريدة الأمومة والحمل والأنجاب مرورا بالتربية وسنوات المراهقة بمشاكلها المنوعة المرهقة لأي أم… جميلة هي في تنسيق البيت بعد اكتساب مهارة الأهم فالمهم فالأفضل فالأكثر راحة لكل فرد… جميلة هي وهي تطهو ألذ الأكلات الصحية المغذية المفيدة بعد معاناة بين التزامات الحياة ومتطلبات العمل والحلول والأكلات السريعة… جميلة هي وهي تبحث عن هواياتها عن صديقات الطفولة وذكريات سنوات المرح… جميلة هي وهي تعيد ترتيب اولوياتها واهتماماتها لتجعل لنفسها مكانا بعد ان كانت دايما الأخيرة من اجل زوج او ابن او عمل… جميلة هي وهي تدرس المشكلات تحللها لتصل لأسبابها لتطل عليك بحلول باهرة… جميلة هي في سن ما بعد الأربعين… جميلة هي وهي تحافظ علي صحتها المتبقية بعد ان اعطت من جسدها ونفسها لمن حولها… جميلة هي وهي تحافظ علي بشرتها من خطوط الزمن المرسومه حول عينيها… ومن خصلات الشعر الأبيض الذي أختلط بلون شعرها ليعلن لها بداية مرحلة جديدة من العمر… جميلة هي وهي تحاول تحمل تغيرات فسيولوجية طبيعية تعلن لها بدأ مرحلة مختلفة ولكنها أكثر هدوءا.
انها الأنثي بعد سن الأربعين… لتبدأ البحث عن هدوء النفس بالبعد عن كل المجادلات والمهاترات مؤثرة السلامة والهدوء النفسي مدركة تماما انه لا فائدة من جدال او خلاف فقد تشبعت خلال سنوات عمر مضي بخبرات وحكمة السنين… تحاول ان تلملم سنوات عمر متبقية تحاول ان تصلح ما قد تكون افسدته في مرحلة ما. مرحلة فاصلة في حياة المرأة الأنثي بعد الأربعين واعتقد انها اهم مرحلة لها كأنثي… مرحلة فاصلة بين اندفاع وتهور الشباب وصحة للأنتقال لمرحلة التريث في القرارات ومراجعة النفس والهوي في كل ما مر انها مرحلة تتحول فيها الأنثي بالنظر الي نفسها وبأمر فسيولجي طبيعي من الله تصحبة تغيرات هرمونية تجعلها تميل للوحدة لتراجع نفسها عن سنوات عمر ولي… وايضا لتحاول الأستمتاع بما تملكه بين يديها حتي ولو كان كوب قهوة في لحظات هدوء… أو في زيارة مكان محبب لها مفضل لقلبها تذهب اليه او لصحبه ترتاح معها او حتي تناول طعام محبب اليها ….انها مرحلة مراجعه النفس بعد خبرة فعليه وبذكاء انثوي اكتسبته المرأة خلال سنوات العمر… لتطل علينا بشخصيتها الأكثر عمق وفهم لامور الحياة والدين والدنيا… لينطبق قول الحق تبارك تعالى في سورة الأحقاف) حتىٰ إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلىٰ والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ۖ إني تبت إليك وإني من المسلمين (ولنتوقف قليلا عند تفسير الآية الكريمه واختصاص سن الأربعين بقول المفسرين ان فترة الشباب تبدأ بالبلوغ، وتنتهي عند الأربعين، ومن هنا يتضح أن ال (30، و35، و40) من فترة الشباب، ولكن السلف كانوا إذا بلغوا الأربعين أقبلوا على آخرتهم إقبالا عظيما، وسن الأربعون سن النضج التي بعث فيها الأنبياء وهو دليل على أنه سن استيفاء كمال العقل والفهم، وذروة تمام نعمة الله على الإنسان في كمال القوى التي منحه الله إياها، وهي مرحلة زائدة على بلوغ الرشد الذي يتم ببلوغ الحلم.
كل ما تحتاجه المرأة في سن النضج من الرجل وممن حولها الصدق في المشاعر الصدق في القول والفعل فهي اصبحت قادرة علي التمييز بين المشاعر الحقيقية والمشاعر المزيفة كما ذكرت بحس وذكاء انثوي لا يخطيء في كثير من الاحيان… وعلي الجميع تفهم المتغيرات الطارئة في هذه المرحلة فعلى الرغم من اهتمامها بسلامها النفسي المقدم قبل الجميع وتحولها بالنظر الي نفسها صحتها مظهرها هواياتها صلتها بربها… فستظل تعطي لمن حولها تساند وتدعم ولكن بنضج وفكر مختلف تعيه جيدا من مدرسة الحياة.
عزيزتي اهمس اليك بكلماتي تدللي دائما وابدا لا تنسي نفسك في متاهات الحياة المختلفة استمتعي بكل مراحل العمر بالشباب والنضج وحتي الشيخوخة تقبلي كل مرحلة ولكل مرحلة رونقا وجمالا مختلفا بين تهور وطيش وتسرع وامومة وبين نضج وحكمة ورشد اصنعي ذكريات جميلة في كل مرحلة تعلمي ابحثي اقرائي سافري حاولي تجربة الجديد المفيد جددي من نفسك مظهرك بيتك كوني دائما وابدا الوتد الداعم لكل ركن في الحياة
ولا تنسي علاقتك بربك في جميع المراحل ولا تنسي أن الله كرمك وجعلك أصل الكون ولولاك لما وجد الكون كله.
مع تحيات
الأستاذة/ صباح عاصم
رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية