صقر المخابرات الحربية : عملية ٧ أكتوبر أثبتت العجز العسكري الاسرائيلي و”حل الدولتين” أصبح أقرب من أي وقت مضي…
إسرائيل لن تستطيع إبادة شعب وقادتها ينتظرون المحاكمة كما حدث أيام لجنة أجرانات عقب انتصارنا في حرب 6 أكتوبر
اللواء تامر الشهاوي – يكتب من : مصر القاهرة
السطور التالية، تقدم أقوي وأجرأ رؤية استراتيجية وجيوسياسية للمشهد الحالي والفصل الراهن من الصراع العربي الصهيوني، من اللواء / تامر الشهاوي – صقر المخابرات الحربية المصرية – وتوقعاته للمرحلة المقبلة..
وذلك حرصًا منه علي توعية الرأي العام بالحقائق، والرد علي أكاذيب الاعلام الدولي المضلل.
.
وذلك كما يلي؛
- أثبتت عملية يوم ٧ أكتوبر أثبتت بما لا يدع مجالاً لشك أن جيش الدفاع الاسرائيلي بكل إمكانياته لم يستطع مواجهة حركة مسلحة بأسلحة خفيفة، كما تأكد عدم قدرة المقاتل الاسرائيلي على المواجهة العسكرية ، وأن جيش الدفاع الاسرائيلي تتمركز قدراته فى القدرات الجوية والصاروخية أى التعامل بعيد المدى.
- كل التصريحات التى صدرت من الجيش الإسرائيلى عقب يوم ٧ أكتوبر غير مقنعة ” عسكريًا ” لأى خبير عسكرى، فكيف لم تستطع وحدات الإنذار المبكر والرادار والمراقبة والاستخبارات، التنبيه بوقوع الهجوم الذى أتى برًا وجوًا وبحرًا.
- أصبح واضحاً ان إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة فى قطاع غزة، كرد فعل انتقامى لاجتياح يوم ٧ اكتوبر، وأتصور أن أى متابع – بما فيها حماس نفسها – تعلم يقينا أن من نتائج العملية رد فعل انتقامى من اسرائيل والدول الداعمة لها.
- رغم كل الإجراءات التى قامت بها اسرائيل منذ يوم ٧ أكتوبر، وحتى الآن بما فيها اتباع سياسة الأرض المحروقة، إلا أنها لم تؤتي أية نتائج إيجابية لاسرائيل حتى الآن، فهى لم تستطع إعادة الرهائن ولن تستطيع احتلال القطاع.. وإن استطاعت فلن تستطيع الاستمرار، وستكون تكرارًا لسيناريو انسحابها من القطاع سنة ٢٠٠٥.
- المتابع لجميع الاجتياحات السابقة لقطاع غزة، كانت تتم من ناحيه معبر كرم أبو سالم، لكن هذه المرة تم الحشد من اتجاه معبر إريز، والمعروف أن هذا المعبر يمر بمنطقة زراعات داخل القطاع لعمق ٥ كيلو تقريبًا.. ومعناه أن الجيش الاسرائيلي حال اقتحامه القطاع من هذا الجانب، يريد تحقيق نصر إعلامى فقط يخاطب به العالم، ويخاطب به الداخل الاسرائيلي.
- من وجهة نظرى ؛ الجيش الإسرائيلي لن يغامر بحرب مدن داخل قطاع غزة، وسيستمر فى حصار القطاع واستهدافه بالطائرات والصواريخ وأعمال الاستخبارات لتحديد نقاط تجمع عناصر وقيادات حماس، وكذا أماكن تخزين الرهائن.
- العالم أجمع يعلم يقيناً أن إسرائيل بكل تحالفاتها لن تستطيع بأى صورة من الصور، أن تبيد شعبًا قوامه ١٠ مليون فلسطينى مقيمون فى الأراضى المحتلة.
- الزيارات المكوكية ومراسم الحج شبه اليومى إلى تل أبيب، من جانب القيادات الأممية والغربية، والدعم غير المحدود وغير المسبوق.. يؤكد مخاوف حقيقية لدى الغرب من توسع النفوذ الروسى والصينى فى الشرق الاوسط استغلالًا للأزمة الفلسطينية، ويؤكد أيضًا أن أمن وسلامة إسرائيل هى أمن قومى أميركى – غربى، كونها تمثل رأس الحربة الأميركية – الغربية، لنفوذهم فى المنطقة.
- الممر الاقتصادي والذى تم الكشف عنه خلال قمة العشرين فى 10 سبتمبر 2023، التي عقدت بنيودلهي، ويتكون من ممرّين هما الممرّ الشرقي ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممرّ الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل.. هذا الممر لن يُكتب له النجاح فى ظل الصراع الدامى فى الاراضى المحتلة.
- كلمات الأمين العام للأمم المتحدة والمندوب الأميركي ووزراء خارجية الدول الغربية فى الأمم المتحدة، ألمحت فى أكثر من مناسبة، إلى ادانة مزدوجة لكل من حماس وإسرائيل كما ألمحت إلى أن استمرار هذا الصراع الى ما لانهاية، أمر غير ممكن.
- نتانياهو والقادة العسكريين وقادة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، يواجهون موقفًا قاسيًا وخطيرًا.. وأغلب الظن ستتم محاكمتهم على غرار لجنة أجرانات التى تشكلت في 21 نوفمبر 1973 لدراسة أسباب هزيمة إسرائيل ، لذا فإنهم سيعمدون لإطالة أمد الحرب على أمل تحقيق انتصارات تحسن من موقفهم.
- سيكون الهدف من الحشد الاسرائيلى على غزة هو تدمير البنية العسكرية لحركة حماس لتحقيق نصر معنوى فى المقام الأول، واستعادة هيبة جيش الدفاع، بالإضافة إلى استخدام حصار القطاع كأوراق تفاوضية للإفراج عن الأسرى لدى حماس، وكهدف نهائي؛ تحقيق أفضل شكل تفاوضى لحل الدولتين حال التوافق الدولى على العودة لهذا المسار، وفقا لمخرجات أوسلو.
.
بناء على كل ماسبق ؛ أرى بين السطور أن هناك رغبة دولية أصبحت مطروحة بقوة – الآن – وهى اللجوء إلى حل الدولتين.
.
وأرى أيضًا ؛ أن هذا الحل مطروح من الداخل الاسرائيلي أكثر من أى وقت مضى، وأن ما يدور حاليا من نقاشات هو على أى اراضى تقام الدولة الفلسطينية، خاصة بعد الرفض المصرى – الأردنى المشترك، لسياسة التهجير.
.
ملخص ما أود طرحه ؛ أن حل الدولتين قد يكون أسرع وأقرب مما يتصور البعض، ولكن على أى أساس.. وأى حدود.. وأى وضع..؟
- ذلك ما ستسفر عنه الايام القليلة القادمة بمشيئة الله.
.
حفظ الله مصر ورئيسها ونصر جيوشها