صَالِح الرِّيمِي يكتب.. وبالشكر تزيد النعم
كلما أجد نفسي في هم أو غم أو ضيق أو كدر أو نكد بسبب ظروف الحياة التي تمر علينا نحن بني البشر، أتذكر النعم التي حولي، فاحمد الله على كل حال، ولأني بشر قد يأتيني بعض الضعف البشري مهما كنتُ متفائلًا في حياتي أو من خلال جلاسي أو من خلال كتاباتي، لكن أحاول جاهدًا أن أزيد من جرعة التفاؤل في نفسي متذكرًا أن شعار حياتي “كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك” وبتطبيقه أنا ولله الحمد أعيش بسلام مع الحياة..
وهكذا هي الدنيا لا ينجوا أحد من مكدراتها، لكن من الجانب الإيجابي مهما تقلبت بنا الحياة سلبًا فنحن نعيش بين النعم التي لا تعد ولا تحصى ونعجز عن احصائها مهما كان، مصداقًا لقوله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ).
جئتكم اليوم لانقل لكم قصة كان ياما كان في سالف العصر والأوان، قبل الزمان بزمان، وقبل أن يكون هناك أوطان، وقبل أن يكون للعقل دور فى جسم الإنسان.. كان هناك ملك لا يعيش مرتاح البال، ويومًا سأل الملك الوزير: لماذا أجد أن خادمي سعيدًا أكثر مني في حياته؟ وهو لايملك شيئًا وأنا الملك لدي كل شيء ومتكدر المزاج؟
فقال له الوزير: جرِّب معه قاعدة التسعة والتسعين، فقال الملك وماهي قاعدة التسعة والتسعين؟ قال الوزير: ضع تسعة وتسعين دينارًا في صرة عند باب بيت الفقير في الليل واكتب على الصرة مائة دينار هدية لك، واطرق بابه وأنتظر ماذا سيحدث؟
فعل الملك ما قاله له الوزير فأخذ الخادم الصرة فلما عدها قال: (لا بد أن الدينار الباقي وقع في الخارج)، فخرج هو وأهل بيته كلهم يفتشون، وذهب الليل كله وهم يفتشون، فغضب الأب لأنهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص..
فثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئًا، وأصبح في اليوم الثاني الخادم متكدر الخاطر، “على قولهم مزاجه غير رايق” غير أنه لم ينم الليل، وعندما ذهب إلى الملك كان عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم ناقم على حاله..
فعلم الملك ما معنى التسعة والتسعين، وهي أننا ننسى التسعة والتسعين نعمة التي وهبنا الله إياها ونقضي حياتنا كلها نبحث عن نعمة مفقودة! ونبحث عن مالم يقدره الله لنا، ومنعه عنٍا بعض ما نرغب لحكمة لا نعلمها.
*ترويقة:*
لماذا نكدر أنفسنا على شيء فات؟ أو شيء لم نحصل عليه؟ وننسى ما نحن فيه من نِعم، وأهمها الصحة والعافية، فاستمتعوا بالتسعة والتسعين نعمة وأسألوا الله من فضله واشكروه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وبالشكر تزيد النعم.
*ومضة:*
قال تعالى: (ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد).
صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*