انْكبَّ الطّفلُ
يلتقطُ بقايا… لُعبتهِ
امْتزجتْ بدماءِ أتْرابِهِ
مدَّ لسانهُ
كيْ يَلعقَها…
تسرّبَ إليهِ صوتُ عُواءٍ
كانتِ الأحلامُ تَعْوي…
تسرّبَ إليه أزيزُ نزيفٍ
كانتِ الأفراحُ تنزفُ…
انكبَّ الطّفلُ على الأرضِ
كيْ يطلبَها…
ارتجّ صوتٌ من خلفِ الأسوارِ:
“بابُ مدينتِنا مغلقٌ
بابُ مدينتنا مُوصدٌ
من يفتحُ للحلمِ الأبوابَ؟؟
من يُوقظُ وكسَ طفولتِنا؟؟ ”
رفعَ الطّفلُ جبينهُ
ثمّ علَا…
مَضى يَجري… يهتفُ
و ما توعّدَ…
مضى يحثُّ خُطاه…
و لمْ؟؟
لا الشّمسُ بانتْ
و لا اللّيلُ أسدلَ وهيجهُ
مَضى…
و خُطاهُ ثكلى
بلغَ “دجلةَ” و ما درى
أنَّ الحلمَ قد طَفا
بلغَ جُلمودَ أترابهِ و ما درى
أنّ الوطنَ قدْ…
اِهْترأتْ نُصُبٌ
و حمامٌ طارَ
هناكَ…
سجدَ عندَ شجرةِ القدرِ
طلبَ أشياءً جَمّةً
بعدَ آلافِ الجِراحِ الغائرةِ
بعدَ آلافِ الأحْلامِ الهاربةِ
جَثمتْ أشباحُ طفولةٍ
من مُدنِ الضّبابِ…