توب ستوري

طه العبد يكتب.. مِحنَةُ الشَّرق

بعد مؤامرة الشرق الاوسط الجديد والربيع العربي والفوضى الخلاقة

رَفَعَ المَسَاءُ حِجَابَهُ وكِتَابَهُ

ورَمَى إلى عُنُقِ السَّمَاءِ عِتَابَهُ                         

 

وَبَدا مِنَ الشَّرْقِ القَدِيمِ مُهلّلاً  

بَدْرُ الدُّجَى كَيمَا يَلُمَّ نِصَابَه

                            

فَأَصَابَهُ كَمَدٌ يُطِلُّ بِشُرفَةٍ نَحوَ

 المَدَى كَيْ يَسْتَرِدَّ خِطابَهُ  

 

هَذا هُو الشَّرقُ العَظِيمُ بحُزنِه 

جَمَعَ الأحِبَّةُ في السَّوَادِ عَذَابَه

 

وَضَعَ المبَادِئَ واستَفَاقَ بِنَبْضِهِ 

قلَبَ التَّدَبُّرَ واستَعَادَ صَوابَه

               

لكِنَّمَا الغَدْرُ المؤَسِّسُ أَنْشَدَتْ 

أَفوَاهُهُ لَحْنَ الرَّدَى فَأَصَابَه

 

فـَتَرى العِرَاقَ مُمَزَّقًا فَكَأَنَّمَا

فَرَطَ التَّفَرُّقُ قَاصِدًا عُنَّابَهُ

                               

وَتَرَى الشَآمَ علَى الجِمَارِ كَلِيمَةً 

فَحْمُ الخَدِيعَةِ يَسْتَجِرُّ ذِئَابَهُ 

                               

بَـيْرُوتُ تَطْعَنُها مُدَىً عَصَبِيَّةٌ 

صَرَعَتْ تَعَايُشَهَا ودَقَّتْ بَابَهُ 

                         

أَمَّا فِلَسْطِينُ الحَبِيْبَةُ شَعْبُها

 غَرَسَ الخِصَامُ بِلَحْمِهِ أنيَابَه

                 

مَا عَادَ تَاريخُ العُرُوبَةِ حَاضِرًا

قَتَلَ التَّفَاحُشُ هِنْدَهُ وَرَبَابَهُ 

              

طُعِنَ التَّسَامُحُ واستَشَاطَ نَمِيْمَةً

دَقَّ التَّعَصُّبُ فِي المَدَى أَطنَابَهُ  

 

شَرْقٌ عَجِيبٌ نِصْفُهُ متَنَاصِفٌ

وَغَدَا التَّآمُرُ زَادَهُ وَكَبَابَهُ

 

مَا لي أَرَى الأَبْطَالَ صَارُوا بَغْتَةً

مَنْ شَرَّعُوا نَحْوَ التَّغَرُّبِ بَابَه

 

فَطُيُورُ سِلْمِهُمُو ارتَدَتْ أَكفَانَها  

فَـتَرى المُسَيْطِرَ فِي السَّمَاءِ غُرَابَهُ

 

يَا أُمَّةً، أَكَلَ الغُبَارُ حَيَاءَهَا

غَطَّى حَدِيدَ سُيُوفِهَا فَأذابَهُ

                          

وَتَمَرَّغَتْ في مَجْدِهَا أَعْدَاؤُها

فَتَآمَرُوا إذْ أَمَّرُوا أَذْنَابَهُ 

                             

أَيْنَ التَّفَاخُرُ بالبُطولاتِ الـتي               

رَفَعَتْ إلى قَلْبِ النُّجُومِ لُبَابَه 

                   

كَانَ النِّضَالُ حَقِيقَةً قُدسِيَّةً 

تَاجًا يُزَيِّنُ فَرحَةً طلَّابَهُ

 

والآنَ يَضْحَكَ سِرُّهُ مِنْ جَهْرِهِ  

مَنْ يَرْتَدِي عَرَضًا لَهُ جِلْبَابَهُ؟

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى