إبداعات أدبية

طه العبد يكتب.. نَشرَةُ الأخْبَار

 

هَذِه نَشرَةُ الأخبَار

تأتِيكُم عَلى وَرَقٍ فَاخِرٍ لمَّاعْ

له لَونٌ ناصِعٌ جِدًا

ومسَلْفَنٌ بالشَّمعِ ضِدَّ النَّارِ والأوجَاعْ

هنَا بَيتُ الإذَاعَة

إنَّنَا معكمْ،

فأنصِتُوا وأحسِنُوا الإصغاءْ

لدَينَا بَيانَاتٌ عن القَتْلى

عنِ الجَرحَى عنِ الشُّهدَاء

عَن كَومَةِ الأشلاءْ

لدَينَا حِسَابَاتٌ للوَقتِ والتَّوقِيت

وخَسَائِرِ الأروَاحِ والأشبَاحِ والمتَاع

هذِه نَشرَةُ الأخبَار …

تأتِيكُم على وَرَقٍ فَاخِرٍ لمّاعْ

فيها جَدِيدُ الحَربِ والتّهجِيرِ والتَّجويعِ والحِصار

آخرُ الأخبَار

بياناتٌ مؤكّدَةٌ مدَعَّمَةٌ بأشكَالٍ من الصُّوَرِ

هنَا أُمٌّ بَعدَ رَضِيعِها فَقَدَتْ هنَا سَكَنا

هُنَا بِنْتٌ بَعْدَ ربيعِها فَاضَتْ هُنا حَزَنَا

هنَا حَرْبٌ تَغْزُو رُوحَنَا سِرًّا

وتغزُو رُوحَنَا عَلَنَا

هذِهِ نَشرَةُ الأخْبَار

تأتِيكُم كَما لَمْ تَأتِكُم أَبَدًا

على وَرَقٍ فَاخِرٍ مُلتَاعْ

مكْتَنِزٍ بمَا للْقَلبِ مِن وَهَنٍ

ومَا للرُّوحِ من إشْباعْ

ممتَدٍّ عَبرَ البَحرِ نَحوَ شَواطِئِ الأشواك

نَحوَ حِكَايَةٍ وُلِدَت مُشَكَّلَةً بالهَمزِ والتَّضْعِيفْ

دافِئَةً على الأسْمَاعْ

هذهِ نَشرَةُ الأخبَار

تحدِّثُكُم عن أمٍّ تسابِقُ موتَها

كما يتَسابقُ الفُرسانُ في سَاحٍ منَ الفَخْرِ

عَينَاهَا وَميضُ البَرقِ فِيهِمَا كَمَنَتْ آيَاتٌ مِنَ الحِبرِ

ويَشْمَخُ في مَدَى أنَامِلِها

كَوكَبُ الصَّبْرِ محمُولاً على الجَمرِ

هذِهِ نشرَةُ الأخبَارْ

يُطالِعُكُم بها المِذْيَاعْ

تأتِيكُم عَلى وَرَقٍ فَاخِرٍ لمَّاعْ

مرَاسِلُنا يَقُولُ غَدَاةَ المَوت:

سلامٌ على غَزّة

على لَيلِ كُحْلِها النّعسَانِ في عَينِ الصَّبايا

على الملحِ المجنَّحِ فَوقَ رمَالِ شَاطِئِها

على الرّيحْ، تُهَدْهِدُ القبطَانَ في لَيلِ الشِّراعْ

مرَاسِلُنا يتَابِعُ الآنَ دَندَنَةَ الصّرَاعْ

حدَثَ انقطَاعْ

بَينَ هَمزَةِ الوَصلِ وهَمزَةِ الفَصلِ

فاصِلٌ قَصيرْ 

مسحُوقٌ يُزيلُ البُقعَةَ المستَعْصِيَة،

من دَمِ الجُوعِ مَحبَرَةُ اليَراعْ

شامبُو يُؤازِرُ الشَّعرَ بالقنَابِلِ الذَّكِيَّة

فِي قِشْرَةِ الهُبوطِ والإقْلاعْ

هنَا بَيتُ الإذَاعَة

هنَا الطَّرَائِفُ والأغَانِي الهَابِطَة

في سُلَّمِ الإيقَاعْ

هنا أخبَارُ غَزَّة

وأشياءُ عن جُملَةِ التَّسْييسِ والإقنَاعْ

وردْهَةِ الأَزياءْ،،

والفَسَادْ

والعِبَادِ

والإصْلاحِ

والصِّراعْ

هنا بيتُ الإذاعَة،

وكلُّ ما يَهُمُّ القُنَّ مِنْ دَجَاجٍ

والعَرينَ مِنْ سِبَاعْ

هنَا نَشْرَةُ الأخْبَار،

يُطالِعُكُم بها البَثُّ المشَاعْ

تأتِيكُم

على وَرَقٍ

يابِسٍ

فَقَطْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى